زائر زائر
| موضوع: نهــــــــاية التــــــاريخ ( علامات الساعة الصغرى ) 5/4/2013, 17:36 | |
| السلام عليكم و رحمــــــــــــــة الله و بركاته :تابع لمحاضرة ( نهــــــــاية التــــــاريخ [1-2] )
للشيخ : ( نبيل العوضي )
علامات الساعة الصغرى ها هي الدنيا قد أدبرت، وها هي أيامها الأخيرة، وها نحن
نعيش الآن في الزمن الأخير، ولعلنا ندرك فيه العلامات
الكبرى، وأشراط الساعة الكبرى. واعلم -يا أخي الكريم-
أنني أحدثك من هذا المكان محذراً، ومنذراً؛ لأن هناك بعض
العلامات إذا وقعت لا تنفع معها توبة، مهما صنعت، هناك
بعض علامات الساعة إذا وقعت وجاءت والله لو بكيت دماً،
ولو ظللت طوال يومك وليلتك تبكي وتتوب وتستغفر وتخر
راكعاً وساجداً لله عز وجل فإن الله عز وجل لا يقبل توبة
تائبٍ: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ
تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[الأنعام:158].
لهذا أذكرك بهذه العلامات، وأنا أرجو أن تنتبه، وكل علامة
وكل حادثة سوف أذكرها قربتنا أكثر إلى هذا اليوم العظيم،
قال الله تعالى[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ *
يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][المطففين:4-6]. قبـــــــــــض العــلم
أخبر أنه سوف يأتي يوم يقبض فيه العلم، كيف يقبض العلم؟ يقبض
العلم بقبض العلماء، بل سوف ينتشر الجهل بين الناس كما أخبر النبي
عليه الصلاة والسلام أن من أشراط الساعة: (أن يرفع العلم ويثبت
الجهل). وأخبر أن الأمر سوف يزداد ويدرس الإسلام كما يدرس الثوب، حتى لا
يدرى ما صيام ولا صلاة ولا صدقة، فيصبح الناس لا يعرفون شيئاً، لا
يعرفون شيئاً عن الصلاة، ولا عن الصيام، ولا عن الصدقات،
قال: (ويسرى على كتاب الله في ليلة فلا يبقى منه في الأرض آية). لا إله إلا الله! يا عبد الله! أدرك أمرك، يا عبد الله! تدارك الأمر، عليك
بالقراءة، عليك بالمدارسة لكتاب الله جل وعلا الذي يثبت أهل الإيمان،
سوف يأتي يوم يقبض فيه هذا الكتاب من الأرض، بل سوف يأتي يوم
على الناس لا يعرفون حتى كلمة: (الله) بل بعضهم يقولون: لا إله إلا
الله ولا يعرفون معناها، يقول: أدركنا آباءنا يقولون: لا إله إلا الله. لا يعرفون حتى معناها، وصار في الأرض اليوم بعض القبائل التي
تنتسب إلى الإسلام لا تعرف من الإسلام إلا كلمة لا إله إلا الله! لا
يعرفون حتى معناها، ولا شروطها، ولا مقصدها.
يا عبد الله: ماذا تنتظر؟ يا عبد الله! ماذا ستفعل الآن وقد علمت أن
العلامات التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم أكثرها قد ظهر، بل
إني أظن أن العلامات الصغرى كلها قد ظهرت، وربما البقية الباقية
النادرة لن تظهر إلا مع الكبرى، والعلم عند الله جل وعلا، هل تطمع
بعد هذا في الحياة؟ إن كنت تطمع في الحياة فهات كم من أب صار في الأمواتما أقرب الشيء الجديد من البلى يوماً وأسرع كل ما هو آتالليل يعمل والنهار ونحن عن ما يعملان بأغفل الغفلاتيا ذا الذي اتخذ الزمـان مطيةً وخطى الزمان كثيرة العثراتما ذا تقول وليس عندك حجة لو قد أتاك منغص اللذات ضيــــــــاع الأمـــــــانة
ضياع الأمانة، (يأتي على الناس سنون خداعة) والله أنا أجزم وأنا على
يقين أن هذا الزمن هو الذي أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام، كيف
لا والخداع نراه حولنا في كل مكان؟! الكاذب صار صادقاً، والصادق
صار كاذباً.
انظر في الإعلام: بدأنا لا نثق في أحد من الناس، يصورون لك صوراً
وهي كاذبة، وترى بأم عينيك رجلاً هو كاذب، لم يكن هذا هو الرجل،
سبحان ربي! (يأتي على الناس سنون خداعة، يكذب فيها الصادق،
ويصدق فيها الكاذب، ويخون فيها الأمين، ويؤتمن فيها الخائن).
ألا ترى -يا عبد الله!- ما الذي يحصل اليوم؟ كل ما تراه من حولك كثير
منه علامات، وأمارات، وأشراط، تدل على أن الساعة قد آذنت بالقدوم،
وأن هذه الدنيا قد أوشكت على الزوال.
وقد أخبر النبي أنه سيظهر ثلاثون مدعياً للنبوة، كلهم يزعم أنه رسول
الله، وظهر منهم كثيرون.
خروج نار من أرض الحجـــــاز
أيضاً من العلامات التي تدل على أن الساعة قد اقتربت: أخبر النبي
عليه الصلاة والسلام أنها ستخرج نار عظيمة من الحجاز،
فقال: (لن تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء لها أعناق الإبل بـبصرى )
يعني أهل الشام يرون هذه النار وهي تخرج من الحجاز عند المدينة!
وهذه أخبر بها النبي عليه الصلاة والسلام في حياته.
فهل هذا حصل أو أنه سيحصل؟ هل سننتظر هذا اليوم أو أنه قد أتى؟
في القرن السابع الهجري قبل تقريباً أكثر من (700) عام خرجت هذه
النار، ووقعت وكان بعض أهل العلم قد عاصر هذه الأيام، خرجت نار
عند المدينة، وسبقت هذه النار زلازل، ارتجف فيها الأرض وخاف
الناس: ما هذا الزلزال؟ وخرجت أصوات لا يعرف الناس ما سببها،
ينظرون إلى الأرض ترجف تحتهم أياماً، قيل: سبعة أيام والأرض
ثم فجأة تخرج النار عندهم في الحجاز وهم في المدينة يرونها، والنار
بالقرب من المدينة تخرج من الأرض، ثم ترتفع ثم تسير في الأرض
كالأنهار، نار وحمم وجحيم، تخرج النار من الأرض والناس يتذكرون
هذا الحديث، وعلموا أن الساعة قد اقتربت، فذهب أهل العلم إلى الأمراء
والحاكم ينصحونه في الله، ويذكرونه ويأمرونه بالمعروف، وينهونه
عن المنكر، وإذا بالناس يبكون في مسجد رسول الله صلى الله عليه
وسلم، وقد تجمع الأولاد والنساء والشيوخ والرجال في مسجد النبي
عليه الصلاة والسلام حتى الأمراء والحكام، حتى الأغنياء كل الناس قد
تجمعوا في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بين تائب وعابد ومصلٍ
وخاشع وذاكر وساجد، أرجعوا للناس مظالمهم وتحللوا من المظالم،
أرجعوا للناس حقوقهم، وتابوا إلى الله جل وعلا، حتى إن أحد العلماء
كتب شعراً يصف فيه حال المسلمين، يقول: يا كاشف الضر صفحاً عن جرائمنا لقد أحاطت بنا يا رب بأساء
نشكو إليك خطوباً لا نطيق لها حملاً ونحن بها حقاً أحقاء
زلازل تخشع الصم الصلاب لها وكيف يقوى على الزلزال شماء
أقام سبعاً يرج الأرض فانصدعت عن منظر منه عين الشمس عشواء
بحر من النار تجري فوقـه سفن من الهضاب لها في الأرض أرساء
كأنما فوقه الأجبال طافية موج عليه لفرط الوهج وعثاء
ترمي لها شرر كالقصر طائشة كأنها دمة تنصب هطلاء
تنشق منها قلوب الصخر إن زفرت رعباً وترعد مثل السعف أضواء
(لن تقوم الساعة حتى تخرج نارٌ من أرض الحجاز تضيء لها أعناق الإبل بـبصرى )
وهذا حصل -يا عبد الله!- قبل أكثر من سبعمائة عام، ماذا ستصنع
الآن؟ ماذا ستفعل الآن يا عبد الله؟ أنت الآن ترى أن العلامات كثيرٌ
منها قد ظهر، وكثير منها قد انقضى.
يا عبد الله: إن كنت قد فرطت في الصلاة فاستعد من الآن، واجتهد من
الآن، إن كنت قد هجرت القرآن فابدأ بتلاوته فإن الساعة قد اقتربت،
إن كنت ممن لا يزال مصراً على بعض الذنوب والمعاصي فنصيحتي لله
-إي وربي! أنصحك لله جل وعلا- من الآن تب منها، تذكر ذنوبك، تذكر
بعض المعاصي، تذكر بعض الآثام التي تصر عليها وقل لنفسك: ماذا
تنتظرين؟ وماذا ترقبين؟ هل تنتظرين أن تقوم الساعة على رأسك
لتتوبي، قال الله تعالى[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ
جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][محمد:18].
ألا ترى ما حولك من علامات الساعة يا عبد الله؟
[b] ظهـــــــور الفتـــــــن [/b] وأخبر أنه ستكون هناك فتن، ألا ترون الفتن يا عباد الله؟! ألا تخرجون
إلى الشوارع؟! ألا تقرءون الجرائد؟! ألا تسمعون الأخبار؟! (فتن كقطع
الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً) في الصباح كانت عقيدته سليمة،
وكان مؤمناً، ولاؤه لله ولرسوله وللمؤمنين، لكنه يمسي كافراً، ولاؤه
لغير الله، وحبه لغير المؤمنين، وعقيدته غير الإسلام، ألا ترونهم
وتسمعون بهم؟ (يصبح مؤمناً ويمسي كافراً، يبيع دينه بعرض من
الدنيا قليل).
هذه كلها علامات من علامات انتهاء هذه الدنيا وخرابها وزوالها
ونهايتها.
قام النبي عليه الصلاة والسلام يوماً من الأيام من نومه فزعاً فقال:
(سبحان الله! ماذا أنزل الله من الفتن، ثم قال عليه الصلاة والسلام: من
يوقظ صواحب الحجرات كي يصلين؟ رب كاسية في الدنيا عارية يوم
القيامة) قال الله تعالى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ
* مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[الأنبياء:1-2].
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه: (سوف تأتي فتن يرقق
بعضها بعضا) كلما جاءت فتنة أنستنا ما قبلها، فُتن المسلمون في
الأندلس ، حيث قتلوا على أيدي الصليبيين الحاقدين، وضاعت حضارة
بكاملها، وأصبنا بحزن وبغم وهم شديدين ثم مرت السنون، فإذا بها
تجيء فتنة أخرى فتنسينا ما قبلها، حتى في هذا الزمن، في الزمن
المعاصر المتلاحق المتسارع، وأنتم تذكرون هذه الفتن.
أتذكرون حرب الشيوعيين الملحدين لإخواننا المسلمين في أفغانستان ؟
كم قتلوا؟! كم سفكوا من الدماء؟! كم جرحوا؟! كم اغتصبوا؟! كم سلبوا
من الأموال؟! وهبَّ المسلمون لنجدتهم، لم تكن مصيبة مثلها، لكن تمر
الأيام وننسى، نسينا في حادثة أفغانستان ما قبلها من احتلال المسجد
الأقصى، وقتل المسلمين في فلسطين، وحرق المسجد الأقصى.
مصيبتنا أن الفتنة ترقق ما قبلها، وتنسينا ما قبلها، بل ما بعد
أفغانستان أتذكرون يوم ذبح وقتل المسلمون في البوسنة، وذبح الناس
كالشياه حتى كانوا جثثاً منتاثرة وأشلاء في الشوارع والطرقات،
وسالت الدماء من الأطفال والنساء، واغتصب الفتيات على أيدي
الصليبيين الحاقدين، ولكننا نسينا وسرعان ما ننسى.
جاءت الشيشان ، وكل الدول والشعوب والجمهوريات استقلوا عن
الدولة الشيوعية الماركسية الحاقدة، ولما أراد المسلمون هذا قُتلوا
وسُفكت دماؤهم، واغتصبت نساؤهم، وتيتم أطفالهم وإلى اليوم
يسامون الهوان، لكن: رب وامعتصماه انطلقت ملء أفواه الصبايا اليتملامست أسماعنا لكنها لم تلامس نخوة المعتصم وبعد الشيشان هكذا ننسى الحروب واحدة بعد الأخرى، ننسى مآسينا،
مأساة بعد أخرى، جاءت أفغانستان لتسام الهوان مرة أخرى فسفكت
فيها الدماء، قرية بأجمعها (300) طفل وامرأة وشيخ ورجل قتلوا في
لحظة واحدة، صواريخ لا تبقي ولا تذر، فإذا بها تحرق الناس في
بيوتهم، وتقتلهم في منازلهم، وتحرق البيوت والمساجد على رءوس
أهلها، مسلمون يصلون التراويح تنزل الصواريخ على رءوسهم
فتجعلهم رماداً يباباً، لكننا سرعان ما نسينا، فتن كقطع الليل المظلم. وها نحن الآن نرى إخواننا المسلمين في العراق بين طفلٍ وامرأة وشيخ
ينامون تحت الأرض في الخنادق ولكنه قبرهم، احترق الأطفال .. قطعت الجثث .. شوه الناس .. أحرقت المصاحف .. هدمت المساجد . |
|