بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
-------------------------
المدرسة السلوكية
نشأت
المدرسة السلوكية في منتصف الخمسينات وتبلورت بشكل أساسي في الستينات.
وهدفت السلوكية إلى إيجاد نظرية تعليلية تفسيرية و تنبؤيه. استعمل
السلوكيون مناهج علمية وخاصة كمية في أبحاثهم واهتموا في تقديم واختيار
فرضيات بشكل مقارن وقاموا ببناء نماذج و نظريات تقوم على فرضيات ومفاهيم
محددة بدقة ومترابطة منطقياً.
اهتم السلوكيون بالأنماط المتكررة وليس
بالحالات الفردية كمحور للبحث حيث يقوم بناء النظرية حسب السلوكيون على
القدرة على التعميم وإطلاق الأحكام العامة. ويقوم هذا بدورة على إثبات
الفرضيات. وظهر التحول مع السلوكية نحو المناهج العلمية القائمة على
الإحصائيات وساهم في ذلك كله استعمال الحاسب الالكتروني والرياضيات.
اعتمدت
المدرسة السلوكية في كثير من المجالات على النتائج التي توصل إليها علماء
الاجتماع وعلماء النفس وعلماء الانثروبولوجيا الذين درسوا سلوكيات الأفراد
والجماعات الاجتماعية. واستفادت المدرسة السلوكية من ذلك في بناء نظريات
جزئية أو متوسطة في العلاقات الدولية، وذلك انطلاقاً من أن سلوكيات الدول
هي أساساً سلوكيات الأفراد والجماعات الرسمية وغير الرسمية في تلك الدول.
الشرط
الضروري عند السلوكيون لتحويل الوقائع والأحداث إلى معلومات وبيانات يتمثل
في وجود إجراءات وقواعد تصنيف وترتيب واضحة يمكن تكرارها بذلك تدعو
السلوكية إلى استعمال قواعد ومناهج علمية تقوم بمجملها على القياس الكمي
للمتغيرات.
منطلقات المدرسة السلوكية ومرتكزاتها: يعد ديفيد إيستون من
أبرز ممثلي المدرسة السلوكية بصفة خاصة والاتجاه السلوكي بصفة عامة. فبفضله
ظهرت المدرسة السلوكية في منتصف الخمسينيات من القرن 20. تتمثل منطلقات
ومرتكزات المدرسة في:
- مظاهر التماثل والتي يعبر عنها بالتعميمات أو بالنظريات ذات الأهمية التفسيرية والتنبؤية.
- إمكانية اختبار صحة التعميمات أو تلك النظريات من خلال مدى تطابقها مع السلوكية الوثيقة الصلة بالظاهرة محل الدراسة والتحليل.
- استخدام تقنيات الحصول على البيانات وتجميعها وتفسيرها لملاحظة ومتابعة السلوك وتسجيله وتحليله.
-
استخدام الأسلوب لكمي من أجل الحصول على معلومات وبيانات دقيقة ومنضبطة
على غرار الوسائل والأدوات التي تمكن الباحث من الوصول إلى نتائج علمية
دقيقة.
- الفصل والتمييز بين الافتراضات المتعلقة بالتقييم الأخلاقي وتلك المتصلة بالتفسير الإمبريقي مع إمكانية جمعهما دون الخلط بينهما.
-
التكامل أو الاندماج بين البحث السياسي والبحوث العلمية الأخرى في مختلف
فروع العلوم الاجتماعية والإنسانية، ولاسيما تلك التي تؤثر في المجال
السياسي بصورة مباشرة أو غير مباشرة. وهو الترابط الكفيل بإعادة علم
العلاقات الدولية خصوصا والعلوم السياسية عموما إلى مكانتها الجديرة بهما
في ميدان العلوم الاجتماعية الإنسانية.
تطبيقات المدرسة السلوكية:
1-
نموذج ريشارد سنايدر لصنع واتخاذ القرار: قدم سنايدر نموذجا نظريا
لاستيعاب وتفسير نشاطات صناع القرار في السياسة الخارجية. يعتمد في ذلك على
الفرد ممثلا في صانع القرار كوحدة تحليل أساسية على أساس أن نشاطات الدول
هي نشاطات صناع القرار الذين يمثلونها.وهو ما يسمى بتشخيص الدولة .
يحتوي نموذج صنع واتخاذ القرار عند سنايدر على المتغيرات البيئية التالية:
أ- البيئة الخارجية أو المحيط الخارجي
ب- البيئة الداخلية أو المحيط الداخلي
ت- البيئة الاجتماعية والسلوكية
ث- عملية صنع القرار
ج- الفعل أو السلوكية السياسية
2-
نموذج ديفيد إيستون للنسق الدولي: يعتمد ديفيد ايستون في دراسته لنموذج
النسق الدولي على النظام الدولي كوحدة تحليل أساسية. وهو في ذلك يخالف
ريشارد سنايدر الذي اتخذ من الفرد وحدة تحليل أساسية ف نموذجه حول اتخاذ
القرار. آخذا كل المتغيرات البيئية الداخلية والخارجية والسلوكية بعين
الاعتبار . يشبه ايستون النظام السياسي بعلبة سوداء وما يجري بداخلها من
تفاعلات. وهو بذلك يقوم بتحليل علاقات التفاعل بين النظام السياسي ومحيطه
البيئي من أجل التعرف على الكيفية التي يحافظ بها النظام على توازنه في
استجابته لهذه التأثيرات والتفاعلات. ولذلك يرى ايستون بضرورة انطلاق دراسة
القضايا الدولية من معيار التعامل مع القضية كنظام له مدخلاته وعملياته
ومخرجاته وردود عكسية وظروف بيئية محيطة بمتغيراتها الداخلية والخارجية
والسيكولوجية.