1- إن سلك ابنك طريق الاستقامة، سيقرأ قوله -تعالى-: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [البقرة: 83]، ويتقرَّر في جنانه وربما تدمع عيناه عند ذلك، ويتعبَّد لله -عزَّ وجلَّ- بطاعتك فيهرول ويهرع للإحسان إليك ويتحاشى دومًا إغضابك وعقوقك.
2- إن سلك ابنك طريق الاستقامة فسيكون من أعلى مبادئه قوله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عندما سئل عن أحقِّ النَّاس بحسن صحابتي؟ «قال: أمُّك. قال: ثمَّ من؟ قال: ثمَّ أمُّك. قال: ثمَّ من؟ قال: ثمَّ أمُّك ثم ابوك» [متفقٌ عليه].
سيكون أعلى مخلوقٍ عنده وأرقى وأجلّ من يكن له الاحترام والتَّقدير وحسن الصُّحبة.
3- إن سلك ابنك طريق الاستقامة سيتحرج من أبسط كلمةٍ خشية أن تؤذيك حتَّى لو بلغ به الهمّ وال
أيما مبلغ فلا يقول لك "أف"؛ عملًا بقوله -تعالى-:{فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا} [الإسراء: 23].
4- حينما تكون تحت الثَّرى وحيداً فريداً، أنيسك عملك، قد وافيت القبر الَّذي هو صندوق العمل -أطال الله عمرك في طاعته- عندها ستكون بأمس الحاجة لدعوة صادقة... .
فإن سلك ابنك طريق الاستقامة حينذاك لن ينساك ما دام حيا كيف لا، وهو يقرأ {رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء: 24]،وسيدعو لك وسيحقق لك بإذن الله قوله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة» وذكر منها: «أو ولد صالح يدعو له» [رواه مسلم 1631] .
5- عندما يسلك ابنك طريق الاستقامة وتكون أنت المعين له على سلوك ذلك الطَّريق أو سببًا في استقامته فإنَّه يكون لك بكلِّ حرفٍ تعلَّمه أو علَّمه مثل أجره لا ينقص من أجره شيئًا قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا» [رواه مسلم 2674] فإذا حان وقت الميزان وتطايرات الصُّحف فإذا بصحيفتك تثقل بأعمال ابنك.
6- إن سلك ابنك طريق الاستقامة وصار بين جنبيه كتاب الله فإنَّه يعزك ويلبسك حلة خيرًا من الدُّنيا وما فيها.
قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «يجيء القرآن يوم القيامة كالرَّجل الشَّاحب يقول لصاحبه: هل تعرفني؟ أنا الَّذي كنت أسهر ليلك، و أظميء هواجرك، وإن كان تاجرًا من و راء تجارته، وأنا لك اليوم من وراء كلِّ تاجرٍ، فيعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله، و يوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتين لا تقوم لهم الدُّنيا و ما فيها، فيقولان: يا ربّ! أنَّى لنا هذا؟ فيقال: بتعليم ولدكما القرآن» [رواه الألباني 2829 في السِّلسلة الصَّحيحة وقال: حسن أو صحيح].