الفصل الخامس:
نسبتهم الفم واللسان إلى الله و العياذ بالله.
في نسخة التوراة المحرفة فيما يسمونه " سفر أيوب " الإصحاح 37 الرقم / 2-6 يقول اليهود لعنهم الله تعالى:[ اسمعوا سماعا رعد صوته و الرمذمة الخارجة من فيه تحت كل السموات.] و قولهم [ من فيه ] أي فمه ، على زعمهم. و على هذا المنوال نسج الوهابية من زعيمهم ابن تيمية الحراني و أسلافهم المشبهة إلى المعاصرين لنا في هذه الأيام.
ففي كتاب " الأسماء والصفات " لابن تيمية ، الجزء الأول ، صفحة / 73 يقول ابن تيمية في معرض الرد على الجهمية:[ و حديث الزهري قال: لما سمع موسى كلام ربه قال: يا رب هذا الذي سمعته هو كلامك؟ قال: نعم يا موسى هو كلامي و إنما كلمتك بقوة عشرة آلاف لسان.]
و في كتاب " رد الدارمي على بشر المريسي " السابق ذكره و هو مخبأة لكفرهم يقول الدارمي ، صفحة / 112 عن الله تعالى:[ إن الكلام لا يقوم بنفسه شيئا يرى و يحس إلا بلسان متكلم به.]
و في كتاب " الرد على الجهمية " لأبي سعيد الدارمي السابق ذكره ، صفحة / 81 من مطبوعة السويد سنة 1960 يقول الدارمي:[ قال كعب الأحبار: لما كلم الله موسى بالألسنة كلها قبل لسانه طفق موسى يقول: أي رب ما أفقه هذا حتى كلمه ءاخر الألسنة بلسانه بمثل صوته يعني بمثل لسان موسى و بمثل صوت موسى.]
ثم يقول بعد هذا الكلام القبيح:[ فهذه الأحاديث قد رويت وأكثر منها ما يشبهها كلها موافقة لكتاب الله في الإيمان بكلام الله.] و العياذ بالله من هذا الضلال المبين و الكفر العظيم.
و في كتاب " طبقات الحنابلة " لأبي يعلى المجسم ، الجزء الأول ، طبعة دار الكتب العلمية ، صفحة / 32 – 33 يقول:[ و كلم الله موسى تكليما من فيه – يعني من فمه – و ناوله التوراة من يده إلى يده.]
و في الكتاب المسمى " السنة " المنسوب للإمام أحمد الذي طبعه الوهابية ، صفحة / 77 يقول المؤلف:[ و كلم الله موسى تكليما من فيه.]
و في كتاب " رد الدارمي على المريسي " صفحة / 123 يقول المؤلف:[ و هو يعلم الألسنة كلها و يتكلم بما شاء منها ، إن شاء تكلم بالعربية و إن شاء بالعبرية و إن شاء بالسريانية.]
و مما يدل على فساد معتقد الوهابية كلام أحد زعمائهم البارزين عندهم و هو العثيمين ، فقد قال ما نصه:[ المتكلم باللغة يتكلم بلسان أما الرب عز و جل فلا يجوز أن نثبت له اللسان و لا أن ننفيه عنه لأنه لا علم لنا بذلك.] انتهى بحروفه. ( اللقاء الشهري ، رقم 3 ، صفحة 47 – طبع دار الوطن – الرياض.) و هذا دليل على تخبطهم في أمور العقيدة و كأنهم لم يفهموا قوله تعالى:{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ.} سورة الشورى / من الأية 11.
و اعلم أن نسبة الفم و اللسان و اللغة و الحرف إلى الله تعالى هي كفر من بدع المجسمة و الوهابية المشبهة.
الفصل السادس
نسبتهم التغير و الحدوث إلى الله و إلى صفاته و الحركة و السكون و الارتفاع و النـزول الحسي و الكلام المخلوق و السكوت. والعياذ بالله.
ففي نسخة التوراة المحرفة فيما يسمونه " سفر التكوين " الإصحاح 11 الرقم / 5 يقول اليهود:[ فنـزل الرب لينظر المدينة و البرج اللذين كان بنو ءادم يبنوهما.]
و فيما يسمونه " سفر التكوين " الإصحاح 46 الرقم / 3-4 يقول اليهود:[ فقال أنا الله إله أبيك .... أنا أنزل معك إلى مصر.]
و فيما يسمونه " سفر خروج " الإصحاح 19 الرقم / 11 يقول اليهود:[ لأنه في اليوم الثالث ينـزل الرب أمام عيون جميع الشعب على جبل سيناء.]
و فيما يسمونه " سفر خروج " الإصحاح 19 الرقم / 21 يقول اليهود:[ و نـزل الرب على جبل سيناء إلى رأس الجبل.]
و فيما يسمونه " سفر خروج " الإصحاح 20 الرقم / 10 يقول اليهود:[ و استراح في اليوم السابع.]
و فيما يسمونه " سفر زكريا " الإصحاح 8 الرقم / 20-23 يقول اليهود عن الله:[ أنا أيضا أذهب.]
و فيما يسمونه " سفر خروج " الإصحاح 19 الرقم / 9 يقول اليهود:[ قال الرب لموسى ها أنا أت إليك في ظلام السحاب.]
و فيما يسمونه " سفر الخروج " الإصحاح 13 الرقم / 21 يقول اليهود:[ و كان الرب يسير أمامهم نهارا.]
و هنا تشابه اعتقاد اليهود و اعتقاد الوهابية و إليك بيان ذلك بما لا يقبل الشك.
و في كتاب " جهالات خطيرة في قضايا اعتقاديه كثيرة " طبع ما يسمى " دار الصحابة " ، صفحة / 18 يقول مؤلفه و هو عاصم ابن عبد الله القريوتي في تفسير الاستواء على العرش ما نصه:[ صعد أو علا: ارتفع أو استقر و لا يجوز المصير إلى غيره.]
و في كتاب الدارمي ، صفحة / 117 يقول الدارمي:[ قال أصحاب النبي: و القرءان كلام الله منه خرج و إليه يعود.]
و في كتاب " الأسماء و الصفات " لابن تيمية الحراني ، صفحة / 91 يقول ابن تيمية:[ فثبت بالسنة والإجماع أن الله يوصف بالسكوت لكن السكوت تارة يكون عن التكلم و تارة عن إظهار الكلام و إعلامه.]
و يقول محمد زينو في كتابه المسمى " مجموعة رسائل التوجيهات الإسلامية لإصلاح الفرد و المجتمع " طبع دار الصميعي – الرياض ، صفحة / 21:[ إن الله فوق العرش بذاته منفصل من خلقه.]
و في كتاب " معارج القبول " تأليف حافظ حكمي ، السابق الذكر ، صفحة / 235 من الجزء الأول يقول المؤلف:[ إن الله ينـزل إلى السماء الدنيا و له في كل سماء كرسي ، فإذا نـزل إلى السماء الدنيا جلس على كرسيه ثم مد ساعديه ، فإذا كان عند الصبح ارتفع فجلس على كرسيه.[ ثم يقول ] يعلو ربنا إلى السماء إلى كرسيه.]
و في صفحة / 236 يقول:[ قال النبي: إن الله يفتح أبواب السماء ثم يهبط إلى السماء الدنيا ثم يبسط يده.]
و في صفحة / 238 يقول حافظ حكمي:[ قال رسول الله: إذا كانت ليلة النصف من شعبان هبط الله تعالى إلى السماء الدنيا.] و ينسب هذا الكفر إلى النبي.
و في صفحة / 243 يقول:[ قال رسول الله: يهبط الرب من السماء السابعة إلى المقام الذي هو قائمه.]
و في صفحة / 250-251 يقول المؤلف:[ قال رسول الله: و ينـزل الله في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي.]
و في صفحة / 257 يقول المؤلف:[ فإذا كان يوم الجمعة نـزل على كرسيه أعلى ذلك الوادي.]
و في كتاب الدارمي المذكور ، صفحة / 73 يقول المؤلف:[ قال رسول الله: هبط الرب عن عرشه إلى كرسيه.]
و في كتاب " شرح قصيدة النونية " لمحمد خليل هراس ، السابق ذكره ، صفحة / 774 يقول المؤلف:[ فرفعوا رؤوسهم فإذا الجبار قد أشرف عليهم من فوقهم.]
و في الكتاب المسمى " السنة " طبع و نشر و توزيع رءاسات البحوث و الإفتاء و الدعوة الوهابية ، صفحة / 76 يقول المؤلف:[ إن الله يقظان لا يسهو يتحرك و يتكلم.]
و في كتاب " رد الدارمي على بشر المريسي " ، صفحة / 54 يقول المؤلف:[ معنى ( لا يزول ) لا يفنى و لا يبيد ، لا أنه لا يتحرك و لا يزول من مكان إلى مكان.]
و يقول في صفحة / 54:[ فإن أمارة ما بين الحي و الميت التحرك و ما لا يتحرك فهو ميت لا يوصف بحياة كما وصف الله الأصنام الميتة.]
و يقول الدارمي في صفحة / 55:[ فالله الحي القيوم الباسط يتحرك إذا شاء.]
و يقول الدارمي في صفحة / 55:[ إن الله إذا نـزل أو تحرك.]
و في " مجموع فتاوى "لابن تيمية ، 6 / 160 يقول عن الله ، و العياذ بالله:[ و إن كان الكمال هو أن يتكلم إذا شاء و يسكت إذا شاء.]
و في كتاب " رد الدارمي " المذكور سابقا ، صفحة / 75 يقول:[ و لو قد قرأت القرءان و عقلت عن الله معناه لعلمت يقينا أنه يدرك بحاسة بينة في الدنيا و الآخرة فقد أدرك موسى منه الصوت في الدنيا و الكلام هو أعظم الحواس.]
و يقول في صفحة / 75:[ لا يخلو أن يدرك بكل الحواس أو ببعضها.]
و في صفحة / 76 يقول الدارمي:[ و أن لا شئ: لا يدرك بشئ من الحواس في الدنيا و لا في الآخرة ، فجعلتموه لا شئ.]
و في صفحة / 121 يقول المؤلف:[ لا نسلم أن مطلق المفعولات مخلوقة و قد أجمعنا و اتفقنا على أن الحركة والنـزول و المشي و الهرولة و ال
و الحب و المقت كلها أفعال في الذات للذات و هي قديمة.]
و في صفحة / 200 يقول:[ لأن الله يحب ويبغض و يرضى و يسخط حالا بعد حال في نفسه.]
و هذه منقولات صريحة في بيان أن فظاعة الكفر التي عند اليهود انتقلت للوهابية فلم يبق إلا أن يصرحوا بأن معبودهم على صورة الإنسان بعدما وصفوا الله بالجسم و الصورة و الكيف و الحركة و السكون و التكلم بالحرف و الصوت و السكوت و اليدين الجارحة و الفم و الرجل الجارحة ، حتى لم يتركوا من صفات البشر إلا اللحية و الفرج.
الفصل السابع:
نسبتهم اليد والساعد و الكف و الأصابع و اليمين و الشمال إلى الله ، على زعمهم جوارح حقيقية. و العياذ بالله.
فيما يسمونه " سفر الخروج " الإصحاح 15 الرقم / 16 يقول اليهود لعنهم الله:[ بعظمة ذراعك يصمتون كالحجر.]
و فيما يسمونه " سفر إشعياء " الإصحاح 25 الرقم / 10 يقول اليهود:[ لأن يد الرب تستقر على هذا الجبل.]
و فيما يسمونه " سفر التكوين " الإصحاح 2 الرقم / 8 يقول اليهود:[ غرس الرب الإله جنة في عدن شرقا.]
و فيما يسمونه " سفر الخروج " الإصحاح 15 الرقم / 6 و 12 يقول اليهود:[ يمينك يا رب معتزة بالقدرة ، يمينك يا رب تحطم العدو ... تمد يمينك فتبتلعهم الأرض.]
و فيما يسمونه " سفر أيوب " الإصحاح 36 الرقم / 32 يقول اليهود عن الله تعالى:[ يغطي كفيه بالنور و يأمره على العدو.]
و فيما يسمونه " سفر مزامير " الإصحاح 44 الرقم / 2-3 يقول اليهود:[ أنت بيدك استأصلت الأمم و غرستهم لكن يمينك و ذراعك.]
و فيما يسمونه " سفر حزقيال " الإصحاح 37 الرقم / 1 يقول اليهود:[ كانت عليَّ يد الرب.]
هذه بعض المواضع من أشهر كتب اليهود و هو التوراة المحرفة التي فيها التصريح بنسبة اليد الجارحة و الذراع و الساعد إلى الله عز و جل المنـزه عما يفتريه هؤلاء الكافرون.
و إليك الآن ما يذهلك أيها المسلم فإن الوهابية تدعي الإسلام و مع ذلك تقول في معتقدها ما يقوله اليهود فنعوذ بالله من الجرأة على الله.
ففي كتاب " رد الدارمي على بشر المريسي " السابق ذكره ، صفحة / 26 يقول الدارمي المجسم:[ فأكد الله لآدم الفضيلة التي كرمه و شرفه بها و ءاثره على جميع عباده إذ كل عباده خلقهم بغير مسيس بيد و خلق ءادم مسيس.]
و في صفحة / 30 يقول هذا المشبه:[ فلما قال خلقت ءادم بيدي علمنا أن ذلك تأكيد ليديه و أنه خلقه بهما.]
و في صفحة / 35 يقول هذا المجسم:[ عن ميسرة قال: إن الله لم يمس شيئا م خلقه غير ثلاث: خلق ءادم بيده ، و كتب التوراة بيده ، و غرس جنة عدن بيده.]
و في صفحة / 36 يقول المؤلف و العياذ بالله:[ قال أبو بكر الصديق: خلق الله الخلق فكانوا في قبضته فقال لمن في يمينه ادخلوا الجنة بسلام ، و قال لمن في الأخرى ادخلوا النار لا أبالي.]
و في صفحة / 37 يقول هذا المشبه أن رسول الله قال:[ ثم يحثي لي بكفه ثلاث حيثات.] ثم يقول المشبه أن رسول الله قال:[ فمن فاوض الحجر الأسود فإنما يفاوض كف الرحمن.]
و في صفحة / 40 يقول المؤلف:[ و قد قلنا يكفينا في مس الله ءادم بيده.]
و في صفحة / 44 يقول:[ يعني أن الله له يد يبطش بها و له أعين يبصر بها.]
و في صفحة / 154 يقول الدارمي المشبه عن الله:[ يديه اللتين خلق بهما ءادم.] و يقول:[ و إن يمين الله معه على العرش.]
و في صفحة / 155 يقول:[ كلتا يدي الرحمن يمين إجلالا لله و تعظيما أن يوصف بالشمال.]
و في كتاب " الرد على الجهمية " للدارمي ، صفحة / 36 يقول:[ قال الضاحك ابن مزاحم: ثم ينـزل الله في بهائه و جماله و معه ما شاء من الملائكة على مجنبته اليسرى جهنم.]
و في صفحة / 49 يقول المؤلف:[ قال رسول الله: فأرفع ثم أقوم و جبريل عن يمين الرحمن.]
و في حاشية الكتاب المسمى " كتاب التوحيد " لابن خزيمة يقول محمد خليل هراس المعلق على هذا الكتاب ، صفحة / 63:[ فإن القبض إنما يكون باليد الحقيقية لا بالنعمة ، فإن قالوا إن الباء هنا للسببية أي بسبب إرادته الإنعام ، قلنا لهم: بماذا قبض؟ فإن القبض محتاج إلى ءاله ، فلا مناص لهم لو أنصفوا من أنفسهم إلا أن يعترفوا بثبوت ما صرح به الكتاب و السنة.]
و في صفحة / 64 يقول المعلق أيضا:[ هذه الآية صريحة في إثبات اليد فإن الله يخبر فيها أن يده تكون فوق أيدي المبايعين لرسوله و لا شك أن المبايعة إنما تكون بالأيدي لا بالنعم و القدر.]
و في الكتاب المسمى " السنة " المنسوب للإمام احمد و الذي نشره الوهابية ، صفحة / 77 يقولون فيه:[ و كلم الله موسى تكليما من فيه – يعني فمه – و ناوله التوراة من يده إلى يده.]
و في كتاب " الأسماء و الصفات " ، الجزء الأول ، طبع دار الكتب العلمية ، صفحة / 314 يقول ابن تيمية الحراني:[ فيأخذ ربك بيده غرفة من الماء فينضح بها قلبكم.] و نسبه للنبي .
و في كتاب " العقيدة " لمحمد بن صالح العثيمين ، طبع ما يسمى " مكتبة السنة " الطبعة الأولى ، صفحة / 90 يقول هذا التائه:[ و على كل فإن يديه سبحانه اثنتان بلا شك ، و كل واحدة غير الأخرى ، و إذا وصفنا اليد الأخرى بالشمال فليس المراد أنها أنقص من اليد اليمنى.]
فانظر أيها المطالع و احكم بالعدل و الحق ، هل يكون من أهل الإيمان من يصف الله باليمين الجارحة والشمال ، ويصرح بغير حياء و لا خجل أن لله يدين جارحتين و أن اليد الشمال ليست بأنقص من اليد اليمين على زعمهم ، و مع ذلك يدّعون أنهم دعاة التوحيد و أنهم حراس للعقيدة من الشرك و الضلال. و ما علمناه و رأيناه لا يجعلنا نشك طرفة عين أنهم هم الدعاة للإشراك و الكفر و دين اليهود ، فقد وافقوهم في أصول معتقداتهم حتى نسبة الرِّجل الجارحة العضو لله. و إليك بيان ذلك.
الفصل الثامن:
نسبتهم الرِّجل الجارحة و العين على معنى الجارحة إلى الله. و العياذ بالله.
يقول اليهود لعنهم الله في نسخة التوراة المحرفة فيما يسمونه " سفر الخروج " الإصحاح 13 الرقم / 20:[ و كان الرب يسير أمامهم.]
و فيما يسمونه " سفر مزامير " الإصحاح 53 / 2 يقول اليهود:[ الله من السماء أشرف على بني البشر لينظر.]
و فيما يسمونه " سفر التكوين " الإصحاح 3 الرقم / 8-10 يقول اليهود:[ و سمعا صوت الإله ماشيا في الجنة]
و فيما يسمونه " سفر التكوين " الإصحاح 11 الرقم / 5 يقول اليهود:[ فنـزل الرب لينظر المدينة.]
و هاكم كلام الوهابية:
ففي كتاب " طبقات الحنابلة " الجزء الأول كما مر ، صفحة / 32 و هو كتاب معتمد عندهم يقول أبو يعلى المجسم:[ و الله عز و جل على العرش و الكرسي موضع قدميه.]
و في الصحيفة ذاتها يقول:[ و السموات و الأرض يوم القيامة في كفه و يضع قدمه في النار فـتـنـزوي و يخرج قوما من النار بيده.]
و في الكتاب المسمى " عقيدة أهل السنة و الجماعة " طبع مؤسسة قرطبة الأندلس ، صحيفة / 14-15 يقول ابن عثيمين المشبه:[ و نؤمن بأن لله عينين اثنتين حقيقيتين.] و يقول:[ و أجمع أهل السنة على أن العينين اثنتان.]
و في كتاب " معارج القبول " الجزء الأول تأليف حافظ حكمي ، صحيفة / 36 يقول:[ ثم نظر في الساعة الثانية في جنة عدن و هي مسكنه الذي يسكن.] و ينسب هذا الكفر للنبي و العياذ بالله.
و في كتاب " فتاوى العقيدة " الذي مر ذكره ، صحيفة / 88 يقول محمد بن صالح العثيمين:[ لأن الله وسع كرسيه السموات و الأرض و السموات و الأرض كلها بالنسبة للكرسي موضع القدمين.]
و في الكتاب المسمى " تفسير ءاية الكرسي " لمحمد بن عثيمين ، صحيفة / 27 يقول ما نصه:[ و الكرسي هو موضع قدمي الله عز وجل.]
و في كتاب " رد الدارمي على بشر المريسي " ، صحيفة / 69 ، طبع دار الكتب العلمية يقول:[ يضع الجبار فيها – أي في النار – قدمه فإذا كانت جهنم لا تضر الخزنة الذين يدخلونها و يقومون عليها فكيف تضر الذي سخرها لهم.]
و يقول في صحيفة / 69:[ قال رسول الله: فيدلي فيها رب العالمين قدمه فينـزوي بعضها إلى بعض.]
و يقول في صحيفة /70:[ قال رسول الله: إن الله يطوي المظالم فيجعلها تحت قدميه.]
و في الكتاب المسمى " فتاوى العقيدة " لمحمد بن صالح العثيمين ، صحيفة / 112 يقول:[ إن الله يأتي إتيانا حقيقيا.]
و يقول في صحيفة / 114 يقول:[ فإن ظاهره ثبوت إتيان الله هرولة و هذا الظاهر ليس ممتنعا على الله فيثبت لله حقيقة.]
فمن أثبت لله الحدقة و اليد الجارحة الآلة و الصورة كيف يتورع على زعمه عن إثبات الرجل و العين بمعنى العضو و الآلة. ثم ما هذا التناقض في دين الوهابية حيث إن أسلافهم لا ينسبون إلى الله اليد الشمال بل يكتفون بوصفه بأن له يدين جارحتين كلاهما يمين و هذا باطل أيضا ، أما وهابية هذا الزمان فلا يتحرّجون عن إثبات اليمين و الشمال له تعالى ، فبئس السلف و بئس الخلف.
الفصل التاسع:
نسبتهم المكان و الجهة و الحد و التحيز إلى الله. و العياذ بالله.
كما رأيت أخي القارئ فإن الوهابية يتتبعون الأباطيل في معتقداتهم كما يفعل اليهود و ينسجون على منوالها ، بل و يستعملون ألفاظا مشابهة لما ورد في كتب اليهود مما يؤكد لك فساد اعتقادهم و كفرهم. فكما أن اليهود لم يستحوا من الله في وصفه بالجهة و المكان فكذلك الوهابية ، و إليك بيان ذلك.
فيما يسمونه " سفر مزامير " الإصحاح 2 الرقم / 4 يقول اليهود لعنهم الله عن الله:[ الساكن في السموات يضحك الرب.]
و فيما يسمونه " سفر التكوين " الإصحاح 28 الرقم / 16 يقول اليهود:[ حقا إن الرب في هذا المكان و أنا لم أعلم.]
و فيما يسمونه " سفر التكوين " الإصحاح 18 الرقم / 1 يقول اليهود:[ و ظهر له الرب عند بلوطات.]
و فيما يسمونه " سفر زكريا " الإصحاح 2 الرقم / 13 يقول اليهود:[ اسكتوا يا كل البشر قدام الرب لأنه قد استيقظ من مسكن قدسه.]
و هاكم الآن بعضا من أقوال الوهابية الفاسدة مما يتضمن وصف الله بالمكان و الجهة و الحد و التحيز تعالى الله عن ذلك.
ففي كتاب " رد الدارمي على بشر المريسي " و الذي هو أحد مراجعهم ، صحيفة / 82 يقول المؤلف:[ بل هو على عرشه فوق جميع الخلائق في أعلى مكان و أطهر مكان.]
و في صحيفة / 96 يقول:[ لأنا قد أيـَّنـَّا له مكانا واحدا ، أعلى مكان و أطهر مكان و أشرف مكان ، عرشه العظيم المقدس المجيد فوق السماء السابعة العليا حيث ليس معه هناك إنس و لا جان و لا بجنبه حش و لا مرحاض و لا شيطان.]
و في صحيفة / 100 يقول و العياذ بالله:[ رأس الجبل أقرب إلى الله من أسفله ، و رأس المنارة أقرب إلى الله من أسفلها لأن كل ما كان إلى السماء أقرب كان إلى الله أقرب ، فحملة العرش أقرب إليه من جميع الملائكة.]
و في صحيفة / 79 يقول:[ إنه فوق عرشه بفرجة بينة ، و السموات السبع فيما بينه و بين خلقه في الأرض.]
و في صحيفة / 79 يقول:[ و إله السموات و الأرض على عرش مخلوق عظيم فوق السماء السابعة دون ما سواها من الأماكن من لم يعرفه بذلك كان كافر به و بعرشه.]
و في صحيفة / 80 يقول :[ لأنه وصف نفسه بأنه في موضع دون موضع و مكان دون مكان.]
و في صحيفة / 81 يقول:[ و أنه على العرش دون ما سواه من المواضع.] ثم يقول:[ فوق العرش في هواء الآخرة.]
و في كتاب " الرد على الجهمية " للدارمي المجسم ، صحيفة / 33 يقول:[ قال رسول الله: ثم ينـزل في الساعة الثانية إلى جنة عدن التي لم ترها عين و لم تخطر على قلب بشر هي مسكنه و لا يسكنها معه من بني ءادم غير ثلاثة: النبيين و الصديقين و الشهداء.]
و في صحيفة / 43 يقول الدارمي:[ فلماذا إذن يحفون حول العرش إلا لأن الله فوقه.] ثم يقول:[ ففي هذا بيان بيّن للحد و أن الله فوق العرش و الملائكة حوله حافون يسبحونه ويقدسونه.]
و في كتاب " شرح نونية ابن القيم " لمحمد خليل هراس ، صحيفة / 249 يقول:[ و هو صريح في فوقية الذات لأنه ذكر أن العرش فوق السموات و هي فوقية حسية بالمكان فتكون فوقية الله على العرش كذلك ، و لا يصح أبدا حمل الفوقية هنا على فوقية القهر و الغلبة.]
و في كتاب " الفوائد " لابن القيم الجوزية بتعليق بشير محمد عيون – مكتبة المؤيد – الطائف ، الطبعة الثانية 1988 ، صحيفة / 131 يقول:[ أشهدك ملكا قيوما فوق سمواته على عرشه.] ثم قال:[ يرى من فوق السبع ويسمع.]
و في كتاب " معارج القبول " ، الجزء الأول لحافظ حكمي ، صحيفة / 243 يقول:[ يهبط الرب من السماء السابعة إلى المقام الذي قائمه.] وينسب هذا الكفر إلى رسول الله.
و في كتاب المسمى " قرة عيون الموحدين " تأليف عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب ، الطبعة الأولى ، مكتبة المؤيد – الطائف ، سنة 1990 ، صحيفة / 263 ينقل ما نصه:[ أجمع المسلمون من أهل السنة على أن الله مستو على عرشه بذاته.] ثم قال:[ استوى على عرشه بالحقيقة لا بالمجاز.]
و ذكره أيضا في كتابه المسمى " فتح المجيد " الذي علق عليه ابن باز موافقا لهذا الاعتقاد المخالف للكتاب و السنة.
و قال ابن تيمية الحراني في كتابه " شرح حديث النـزول " طبع دار العاصمة ، صحيفة / 217 ما نصه:[ و في الإنجيل أن المسيح عليه السلام قال: لا تحلفوا بالسماء فإنها كرسي الله ، وقال للحواريين: إن أنتم غفرتم للناس فإن أباكم الذي في السماء يغفر لكم كلكم ، انظروا إلى طير السماء فإنهن لا يزرعن و لا يحصدن و لا يجمعن في الأهواء ، و أبوكم الذي في السماء هو الذي يرزقهم أفلستم أفضل منهن؟ ، ومثل هذا هو من الشواهد كثير يطول به الكتاب.] أ هـ. و الذي يستشهد بالكفر يكفر.
و في الكتاب المسمى " العقيدة الصحيحة و ما يضادها " للوهابية ورد فيه في صحيفة / 72 ما نصه:[ إن الله بذاته فوق العرش.]
نقول: هذا كلام فاسد مخالف للنقل و العقل.
و في كتاب " رد الدارمي " السابق ذكره ، صحيفة / 103 يقول الدارمي مشنعا على المريسي المعتزلي:[ أنت الجاهل بالله و بمكانه.]
و في مثل هذا الضلال يذكر عبد الله السبت في كتابه المسمى " الرحمن على العرش استوى " صحيفة / 39 يقول: حتى لقد عرف ذلك – أي على زعمه أن الله في السماء – كثير من الكفار و الأمم و فراعنتهم يرومون الاطلاع إلى الله في السماء .... و قالت بنو اسرائيل يا رب أنت في السماء و نحن في الأرض و أشباه ذلك كثير يطول إن ذكرناها ، و ظاهر القرءان و باطنه كله يدل على ذلك.
عجبا لهذا الضال الذي يدعي أنه على السنة و هو كسلفه الدارمي المجسم يحتج بقول الكفار كنمرود و فرعون و هامان أسياد الوهابية الذين أخذوا عقيدتهم منهم.
و مما يزيدك تعجبا ادعاؤه أن القرءان يوافق على ذلك و هو كابن تيمية الحراني ما يعجبه من كفر اليهود و زيغهم يجعله سنة و يحكي إجماع ملته على ذلك و هو كمن يحاول أن يبني على زبد البحر فلا يستقيم له بناء.
و في كتاب " شرح العقيدة الواسطية " لمحمد خليل هراس ، صحيفة / 85 يقول هذا المجسم مفتريا على أهل السنة.[ فلم ينطق أحد منهم في حق الله بالجسم لا نفيا و لا إثباتا ، و لا بالجوهر و التحيز و نحو ذلك لأنها عبارات مجملة لا تحق حقا و لا تبطل باطلا.]
و في كتابه " بيان تلبيس الجهمية " صحيفة / 427 ، وكتاب " منهاج السنة " صحيفة / 29-30 الجزء الثاني يقول ابن تيمية نقلا عن المجسم عثمان بن سعيد الدارمي موافقا له ما نصه:[ و قد اتفقت الكلمة من المسلمين و الكافرين على أن الله في السماء و حدوه بذلك.]
و في كتاب " شرح حديث النـزول " طبع دار العاصمة ، صحيفة / 182 يقول ابن تيمية مفتريا على الأشعري و أصحابه ما نصه:[ أن الله فوق السموات بذاته.]
و كتاب " تفسير ءاية الكرسي " للعثيمين ، صحيفة / 33 يقول هذا المشبه:[ فأما علو الذات فهو أن الله عال بذاته فوق كل شئ ، و كل الأشياء تحته و الله عز و جل فوقها بذاته.]
فلا يخفى على ذي لب و فهم أن عقيدة أهل السنة على خلاف ما عليه المدعون النجديون التيميون حيث يجب بإجماع أهل السنة تنـزيه الله عن المكان و الجهة و التحيز.
و أما مسئلة العلو التي خاض فيها ابن تيمية و أتباعه حتى غرقوا في الوحول إلى ءاذانهم و عميت قلوبهم عن قبول الحق ، و صمت ءاذانهم عن سماع الهدى ، فاعتقدوا ما أوصلهم إلى الردى فتعسا لهم ، فقد قال أئمة أهل السنة بأن من وصف الله بالعلو الحسي المكاني و فسر الفوقية في حق الله بالجهة و الحيز ما عرف ربه ولا ءامن به ، لأن العلو الذي يليق بالله هو علو القدر لا علو المكان و المسافة ، و لكن القلوب التي عميت و أقفلت لم تقبل هذا المعنى المراد بل اتجهت إلى ما عند اليهود ، و استزلهم الشيطان فزين لهم سوء المعتقد فقاموا – و خسئوا – يدافعون عنه يعتبرون من خالفهم عدوا للقرءان فاستباحوا دمه من غير مبالاة لما يعتقده من الهدى.
الفصل العاشر:
نسبتهم الوصف القبيح و النعت الشنيع إلى ربهم تبارك و تعالى.
بعد بيان ما سبق من عقائد الوهابية و مشابهتهم لليهود في عقائدهم وأقوالهم ، نذكر لكم بعض ما تقوله الوهابية من ألفاظ لم نجدها في كتب اليهود ، و إليك التفصيل:
ففي كتاب " فتاوى العقيدة " للعثيمين طبع ما يسمى " مكتبة السنة " صحيفة / 50 يقول:[ لا يوصف الله بالمكر إلا مقيدا ، فإن قيل كيف يوصف الله بالمكر مع أن ظاهره أنه مذموم قيل إن المكر في محله محمود.]
و في صحيفة / 51 يقول:[ إن الله له ملل و أما ملل الله فإنه ملل يليق به عز و جل.]
و في صحيفة / 52 يقول:[ و أما خداع فهو كالمكر يوصف الله به حين يكون مدحا.]
و في صحيفة / 75 يقول:[ أولئك الذين يتعمقون في الصفات و يحاولون أن يسألوا حتى عن الأظفار.] هذا في حق الله.
و في صحيفة / 120 يقول:[ قال ابن تيمية: و الذين يثبتون تقريبه العباد إلى ذاته هو القول المعروف للسلف و الأئمة.] و أقره على ذلك بسكوته عن هذا النقل ، و هذا يلزم منه أن الله يمس و يحس و يجس ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
و في صحيفة / 49 يقول:[ إن نفي التمثيل هو الذي ورد في القرءان الكريم و لم يرد في القرءان نفي التشبيه.]
و في كتاب " شرح حديث النـزول " طبع دار العاصمة ، صحيفة 198 نسب ابن تيمية إلى الرسول أنه قال:[ إن الرب يتدلى في جوف الليل إلى السماء الدنيا.]
و في صحيفة / 238 يسمي الله جسما فيقول:[ قد يراد بلفظ الجسم و المتحيز: ما يشار إليه ، بمعنى أن الأيدي ترفع إليه في الدعاء.]
و في صحيفة / 258 يقول ابن تيمية:[ و أما الشرع فمعلوم أنه لم ينقل عن أحد من الأنبياء و لا الصحابة و لا التابعين و لا سلف الأمة أن الله جسم أو أن الله ليس بجسم بل النفي و الإثبات بدعة في الشرع.]
و في الكتاب المسمى " قرة عيون الموحدين " لحفيد محمد بن عبد الوهاب ، صحيفة / 176 يقول:[ و ضحك الله أصل وحقيقة للضحك يضحك كما يشاء.]
و في صحيفة / 178 منه يقول:[ و لكنا نقول هو نفس الضحك.]
من تعبد الوهابية ؟!!
يعلم مما تقدم أن الوهابية يعبدون جسما يزعمون أنه الله ، و يسمونه شخصا ويقولون له وجه حقيقي و فم ولسان ، و أنه يضحك حقيقة و يتأذى ، و له ملل ، ويوصف بالمكر و الخداع ، و له يمين و له شمال عند بعضهم ، و على قول بعضهم له يمين دون الشمال.
و يصفونه بالجنب الواحد و الأعين المتعددة ، و على قول عندهم عين واحدة فقط ، و ينعتونه بالمشي و المجيء و الهرولة حسا و حقيقة ، و النـزول حقيقة من الأعلى و الصعود و الارتفاع من الأسفل إلى الأعلى ، و القعود و الجلوس على العرش ، و الحلول في هواء الآخرة ، و أن له قدمين يحتاج على زعمهم للكرسي ليضعهما عليه.
و بعضهم يقول له قدم واحدة يعني جارحة و يضعها في جهنم فلا تحترق كما أن ملائكة العذاب في النار لا يتأذون بها.
و كذلك يصفون الله بالجوارح كالكف و الأصابع المتعددة و الذراع و الساعد ، و يعتبرونه ساكنا متحركا هابطا و صاعدا ، و أنه لو شاء لاستقر على ظهر بعوضه ، و أنه ينـزل بذاته حقيقة من العرش العظيم إلى السماء ، ويقولون إنه يضع يده و رجله في جهنم و لا تحرقه و أنه يأخذ بقبضة يده العُصاة فيخرجهم من النار ، و ينـزل مع الغمام و جبريل عن يمينه و جهنم عن يساره.
و الحقيقة أن الوهابية يعبدون جسما تخيلوه قاعدا فوق العرش و هو لا وجود له ، فهم عبدة الصور و الأجسام و الوهم و الخيال و مع ذلك يطلقون على أهل السنة و الجماعة أنهم مشركون وثنيون قبوريون ، في حين أنهم أي أهل السنة و الجماعة هم الموحدون لربهم العارفون به المنـزهون له عن كل ما نسبت الوهابية المجسمة إلى الله من صفات النقص. و أنتم أيها الوهابية النجدية التيمية: مشبهة مجسمة جهوية صوتية.
و الآن بعد أن بينا لك أيها القارئ عقيدة الوهابية المشابهة لعقيدة اليهود ننقل إليك دفاع الوهابية عن اليهود و عدم تكفيرهم لهم ، و كيف يكفرونهم و هم الذين يعتبرونهم مؤمنين ، و هذا ما ستراه في كتب زعمائهم و مراجعهم.
ابن تيمية الحراني و اليهود
ذكر الحافظ أبو سعيد العلائي شيخ الحافظ العراقي فيما رواه الحافظ المحدث المؤرخ شمس الدين بن طولون في كتابه " ذخائر القصر " صحيفة / 96 و هو مخطوط عن ابن تيمية أنه قال:[ إن التوراة لم تبدل ألفاظها بل هي باقية على ما أنـزلت و إنما وقع التحريف في تأويلها ، و له فيه مصنف.] أي لابن تيمية.
و يقول الشيخ محمد زاهد الكوثري في كتابه " الإشفاق على أحكام الطلاق " طبعة دار ابن زيدون ، صحيفة / 72:[ و لو قلنا لم يبلَ الإسلام في الأدوار الأخيرة بمن هو أضر من ابن تيمية في تفريق كلمة المسلمين لما كنا مبالغين في ذلك ، و هو سهل متسامح مع اليهود يقول عن كتبهم إنها لم تحرف تحريفا لفظيا.]
ابن باز و اليهود
لقد أجاز زعيم الوهابية في هذا العصر ابن باز الصلح الدائم مع اليهود بلا قيد و لا شرط و زعم أن هذا يوافق الكتاب و السنة ، كما نشرت ذلك عنه الصحف و المجلات و وسائل الإعلام المرئية و المسموعة و المقروءة بعد صدور نص الفتوى الباطلة عن مكتبه الخاص. و ممن ذكر نص كلامه جريدة " نداء الوطن " اللبنانية " العدد 644 " و جريدة " الديار " اللبنانية " العدد 2276 " بتاريخ الخميس 22 / 12 / 1994. و الجريدة المسماة " المسلمون " و لقد فرح جدا بهذه الفتوى أخوه وزير خارجية اليهود شمعون بيريز حين ذاك و طالب العرب و المسلمين بأن يحذوا حذوه ، و ذكرت ذلك الصحف و منها جريدة " السفير " اللبنانية بتاريخ 23 /12 / 1994. و كذلك جريدة " التليغراف " الأسترالية العدد " 2754 ".
و مما يدل على فساد اعتقاد زعيمهم و موافقته لعقيدة التجسيم التي يعتقدها اليهود أنه وافق على كلام عبد الرحمن بن حسن حفيد محمد بن عبد الوهاب حيث قال في كتابه " فتح المجيد " صحيفة / 461 :[ و تأمل ما في هذه الأحاديث الصحيحة من تعظيم النبي ربه بذكر صفات كماله على ما يليق بعظمته و جلاله و تصديقه اليهود فيما أخبروا به عن الله من الصفات التي تدل على عظمته ، و تأمل ما فيها من إثبات علو الله على عرشه.] فكما أن عادت اليهود الكذب على الله و على أنبيائه فكذلك زعيمهم يفتري على الله كذبا و على رسول الله ، و ليس هذا بالغريب عنه فإنه لإثبات صحة معتقده يكذب على رسول الله و ينسب للرسول أنه وافق اليهود على كفرهم ، و هذا فيه تكفير للنبي المعصوم وتضليل لأشرف الخلق ، و العياذ بالله من ذلك البهتان العظيم الذي تكاد الجبال تندك منه.
محمد ناصر الدين الألباني و اليهود
و مما قام به أحد أركان الوهابية المدعو محمد ناصر الدين الألباني رأس الوهابية في الأردن مما يرضي اليهود ويفرحهم ، و لا شك أنهم استحسنوا ذلك منه ، أنه دعا إلى تفريغ
من أهلها و أوجب عليهم الهجرة منها و الخروج منها و زعم أن شهداء الإنتفاضة منتحرون و أن شعب الإنتفاضة خاسرون و يزعم أن هذه هي السنة ، أنظر جريدة " اللواء " اللبنانية بتاريخ 7 / 7 / 1993 صحيفة / 16 ، و كتاب " فتاوى الألباني " جمع عكاشة عبد المنان ، طبع مكتبة التراث ، صحيفة / 18 ، و كذلك شريط مسجل بصوت الألباني في بيته بتاريخ 22 / 4 / 1993. و إليك أيها القارئ ما نشرته الصحف بتاريخ 1 / 9 / 1993 و نصه:
لماذا قال الألباني: كل من بقي في
هو كافر؟
إن قضية فتوى المدعو محمد ناصر الدين الألباني التي قال فيها:[ إن على ال
يين أن يغادروا بلادهم و يخرجوا إلى بلاد أخرى ، و إن كل من بقي في
منهم فهو كافر.]
هذه الفتوى الغريبة العجيبة لا تزال تثير ردود أفعال عديدة و لم يقتصر أثرها على الأردن حيث يعيش هذا الوهابي بل إمتد إلى بقية أنحاء العربي الأخرى.
فتوى غريبة بالطبع ، لم تمر دون التصدي لها من عشرات الشخصيات الدينية و رجال الفكر. و ممن رد على هذه الفتوى الدكتور صالح الخالدي حيث قال:[ إن الشيخ الألباني في فتواه خالف السنة ، وإنه قد يكون وصل إلى مرحلة الخرف ، و طلب الدكتور الخالدي من أتباع الشيخ ومريديه ألا يسيروا وراءه دون تفكير.]
و علق الدكتور علي الفقير عضو مجلس النواب الأردني على فتوى الشيخ الألباني قائلا:[ إن هذه الفتوى صادرة عن شيطان.] و استغرب الدكتور الفقير أن يطلب من سكان
ترك وطنهم بحجة أن اليهود يحتلونها.
و قد تصدت للمسألة قطعا للجدل هيئة التدريس في كلية الشريعة في الجامعة الأردنية ، و أصدرت بيانا نددت فيه بفتوى الألباني ، و بينت المغالطة التي وقع فيها في فتواه ، ف
من ديار الإسلام ، و الواجب يقضي بتضافر جميع الجهود لإستعادة الحق السليب لا ترك هذا الحق لمغتصبيه.
و قال الدكتور على الفقير:[ إن منطق هذا الشيخ منطق يهودي صرف.] و النتيجة نفسها توصل إليها مراقبون سياسيون ، و لم يبرئوا الفتوى من غاية مدسوسة قد يكون هذا الشيخ على دراية بها. أ هـ.
حمود بن عبد الله التويجري و اليهود
يقول حمود التويجري المذكور مادحا و مؤيدا لعقيدة إخوانه اليهود و التي هي في نفس الوقت عقيدته في كتابه الذي سماه " عقيدة أهل الإيمان في خلق ءادم على صورة الرحمن " و قرّظه ابن باز مفتيهم ، طبع دار اللواء – الرياض ، الطبعة الثانية ، صحيفة / 76:[ و أيضا فهذا المعنى عند أهل الكتاب من الكتب المأثورة عن الأنبياء كالتوراة فإن في السفر الأول منها [ سنخلق بشرا على صورتنا يشبهها.]
و في صحيفة / 77 يقول:[ و أيضا فمن المعلوم أن هذه النسخ الموجودة اليوم بالتوراة و نحوها قد كانت موجودة على عهد النبي فلو كان ما فيها من الصفات كذبا و إفتراء و وصفا لله بما يجب تنـزيهه عنه كالشركاء و الأولاد لكان إنكار ذلك عليهم موجودا في كلام النبي أو الصحابة أو التابعين كما أنكروا عليهم ما دون ذلك ، و قد عابهم الله في القرءان بما هو دون ذلك فلو كان هذا عيبا لكان عَيب الله لهم به أعظم و ذمهم عليه أشد.]
فقد اتضح جليا مشابهة الوهابية في عقيدتها و دينها لعقيدة و كتب اليهود التي كتبوها بأيديهم و لعنوا بذلك ، و لكن خسئ ابن تيمية وأتباعه الوهابية الذين ينكرون هذا و يعتبرون أن الرسول لم يعترض على كذبهم على الله و لم ينكر عليهم كفرهم و إشراكهم و نسبتهم الشكل و الصورة الحقيقية إلى الله ، و بذلك يكونون قد كفروا الرسول و نسبوا إليه الضلال ليموهوا على الناس اعتقادهم الكفري مع نسبة ذلك إلى النبي ، و بذلك يكونون قد أعظموا الفرية على الله و على رسوله ، و الله و رسوله و المؤمنون براء منهم و من دينهم الكفري.