يقول الإمام الحافظ ابن القيم رحمه الله : إن مقت النفس في ذات الله من صفات الصديقين , ويدنو به العبد من الله تعالى في لحظة واحده أضعاف ما يدنو بالعمل .
تأمل معي هذا النوع من الاسترسال من كلام ابن القيم رحمه الله في ألفاظ معاتبة النفس والأخذ بها إلى مقتها في ذات الله .
ولهذا يقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه إذا مدحه مادح : ( اللهم لا تؤاخذني بما يقولون واجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مما لا يعلمون ) .
نعم إن هذا هو شأن المسلم المتيقظ , يقول الإمام الحسن رحمه الله :
إن المؤمن ( والله ) ما تراه إلا يلوم نفسه في كل حالاته يستقصرها في كل ما يفعل فيندم ويولم نفسه
وإن الفاجر ليمضي دوماً لا يعاتب نفسه .
فكم يستوقفني التأمل على حال من لا يهمه في الدنيا
إلا الكبر والبطر وغمط الناس والترفع عن الخلق والإعجاب بالعمل ولأجدني أقول كمال قال أبو الدرداء
رضي الله عنه : ( لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت الناس في جنب الله ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أشد مقتاً )
فمعاتبة النفس ومقتها في ذات الله عبادة يصلح بسببها القلب والنفس والجوارح .
ولهذا يقول مالك بن دينار رحمه الله : ( رحم الله عبداً قال لنفسه الستِ صاحبة كذا ؟ الستِ صاحبة كذا ؟ ثم ذمها ثم خطمها ثم ألزمها كتاب الله عز وجل فكان لها قائداً ) .
فما أجمل أن نعاتب أنفسنا ونعمل على مقتها في ذات الله . 2014