مما يؤرق النفس هذه الأيام .. حالة الإستنساخ العجيبة في غصوننا الخضراء .... شبابنا و فتياتنا..... فتجد عند الأغلبية منهم نفس الطموحات ... نفس الهموم ... نفس النظرة والتصور للحياة .. نفس طريقة العيش .... نفس الكلام ... نفس مواضيع الكلام ... نفس نبرة الكلام حتى ... حتى حُفَر الماضي القريب وزلاته هي نفسها ذات الحفَر التي يمشي الكثيرون منهم في طريقها ...
المشهد المؤلم .... في أن كثيرا منا لا يحب أن يتعلم إلا بعد أن يتألم ... لا يدرك نعمة الإستفادة من أخطاء الآخرين .... لا يقتنع إلا بأن يأخذ نصيبه من التجربة المرة ... والأدهى أن منا من لا يعترف بحجم الألم القليل حتى يتغير.. لا يعلِّمه فيغيُّره إلا الألم الثقيل .. فيمضي في حياته على ما هو عليه .. وتكرارا ومرارا يصرف الله عنه هذا الألم رحمة به لعله يصحو فيستدرِك ... حتى إذا فني العمر وبدأت غصون الشباب اليانعة تعلن ذبولها ... جاء الحصاد شديد المرارة : حسرة وحرمان على ما فات ..
يا أصدقاء .. ساعة الرحيل لا تنتظر ... والواقع كما ترون ... فشدو الهمة ... ورتبوا أموركم ... وكونوا من صناع الفجر الآتي .. فتلكَ الحياة الوحيدة التي ستضفي على ما تبقى من أيامكم أجمل المعنى ..