قال تعالى "يا أيها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم، ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم، ولا تنابزوا بالألقاب" صدق الله العظيم.
اللقب يعنى ما يطلق من الصفات رسميا على سبيل التشريف، وبهذا يقتصر فيه على الألقاب الفخرية الرسمية ويخرج من نطاقه الألقاب الشعبية التى لم تمنح لأصحابها بطريق رسمى. وكذلك أسماء الوظائف أن لم يكن لها مدلول فخرى والألقاب الإسلامية تفيد بصفة خاصة فى تفهم بعض النظم والاتجاهات السائدة فى هذا العصر وتوضح ميول الحكام وموظفيهم وما يسيطر عليهم من نزعات، بل أنها فى كثير من الأحيان تسير إلى برنامج حكوماتهم. وأيضا حينئذ تلقى ضوءا من زاوية جديدة على كثير من الأحداث السياسية والاجتماعية ن تاريخ الإسلام. فهى من هذه الناحية مصدر من المصادر المادية فى دراسة التاريخ الاسلامى.
لم تكن الحياة الاجتماعية والسياسية فى صدر الإسلام وعصر بنى أمية تتناسب مع الألقاب الفخرية وذلك لبساطتها وعدم اهتمامها بالمظاهر ولذلك لم تزد الألقاب فى الغالب مما يلزم الوظائف القائمة على أن بعض الظروف استلزمت إطلاق لقب فخرى عام فى وقت مبكر من هذا العصر وهو لقب "أمير المؤمنين" وكان عمر بن الخطاب أول من تسمى به فى ولاياته، وقبل أن يطلق لقب أمير المؤمنين على ولى آمر الدولة الإسلامية نعت هذا الولى بعد النبى صلى الله عليه وسلم بلقب أخر ظل قائما حتى العصر الحديث هو الخليفة ومنشأ هذا اللقب هو أن ابابكر بويع ليخلف النبى صلى الله عليه وسلم في ولاية أمر المسلمين وبذلك سمى "خليفة رسول الله" ولقد تطور مدلول اللقب بعد ذلك فصار يسير في العصر العباسى إلى أن الوالى خليفة الله.
وبانتقال الخلافة الى العباسية أصبح للألقاب شأن عظيم فى الدولة، وذلك كصدى للتغيير الكبير الذى طرا على الدولة الإسلامية والذى كان من مظاهر.
الميل إلى الاقتباس من حضارة الفرس وتقاليدهم.
ويتميز الحكم الفاطمى فى مصر بالعناية القصوى بتنظيم المراسيم المنطقة بما فى ذلك الألقاب وفى الحق اتخاذ الخلفاء الفاطميون الألقاب العامة التى كانت مستعملة فى الدولة العباسية "كأمير المؤمنين" و "الإمام" الذى كان له عندهم قيمة خاصة نظرا لأهميته الدينية، فضلا عن ألقاب الكناية المكانية "كالحضرة الشريفة".
وترجع ألقاب ملوك الأيوبيين فى تقاليدهم الى الخلافة العباسية وبخاصة الدولة النورية من جهة والى العادات المصرية فى أواخر الدولة الفاطمية من جهة أخرى.
وفى عصر المماليك كانت الألقاب امتدادا وتكملة للألقاب فى العصر الايوبى، ويتميز هذا العصر بإنشاء "الألقاب الأصول" التى عم استعمالها فيه الى جانب المكاتبات وكان السلطان يلقب فى أول العصر "بالمقر، و " بالمقام " ثم انحطت درجة "المقر" فاستعملت لكبار الأمراء بينما انفرد السلطان "بالمقام" دون غيره وانتهى الأمر الى أن قسمت الوظائف المختلفة إلى مراتب ثم عين لكل مرتبة ألقاب خاصة من الأصول والتوابع.
واخذ اللقب فى الاضمحلال تدريجيا على مر السنين إلى أن اختفى.
وهذه بعض أمثلة للألقاب الإسلامية ومدلولها كتاب، "الألقاب الإسلامية" للدكتور حسن الباشا.
- الأمر بأحكام الله: كان نعتا خاصة للخليفة الفاطمى منصور بن المستعلى.
- الأبلج: هو الرجل المشرق الوجه او الذى بين حاجبيه وسع وهو نعت خاص للوزير جمال الدين ابى جعفر محمد الذى وزر بالموصل.
- الأثير: معناه فى اللغة المخالص والصافى.
- الأثيل: كل ذى أصالة من رجال الجيش والإدارة وان كان بالمدنيين اخص.
- الأديب: أطلق على الشيخ العميد شهيد الدولة ويطلق على أهل الأدب من المدنيين.
- الإمام: معناه القدوة ويقال، "أم القوم فى الصلاة فهو إمام".
- السيد: السيد فى اللغة المالك والزعيم وقد أطلق كاتب عام على الإجلاء من الرجال.
- بلهو: لقب كان يطلق على ملوك الهند.
- سيف الإسلام: لقب سامى المعنى كان يطلق على أجلاء الرجال من خلفاء ووزراء وولاة وقد أطلق على الخليفة عبدالله هشام المؤيد بالله.
رأس: يدخل اللفظ فى تكوين ألقاب مركبة مثل "رأس البلغاء" وهو من ألقاب أكابر كتاب الإنشاء فى عصر المماليك.
- الخان: لقب تركى يطلق على شيوخ الأمراء فى قبائل الترك منذ القرن الأول والثانى الهجرى ومعناه الرئيس.
- البطل: هو الشجاع وتقلب "جوان دكوت" بالبطل الدال على الشجاعة.
- بك: لفظ تركى بمعنى الكبير واصله مقصور عن "بيوك" اى كبير ويلاحظ أن استعمال "بك" كلقب كان يلحق بالاسم.
- مرتضى: بمعنى المرضى المقبول وهو من ألقاب رجال الدولة من عسكريين ومدنيين.
- الشهيد: المقتول فى سبيل الله - دمقان: لفظ فارس بمعنى رئيس الفلاحين وكان يطلق على خانات تركستان فى العصر الاسلامى.
- الحسام: فى اللغة السيف وهو من الحسم بمعنى القطع، واستعمل هذا اللفظ ومركباته كألقاب فخرية.
وكان حسان بن ثابت الانصارى وهو شاعر النبى (صلى الله عليه وسلم) يلقب "بالحسام".