توفي الوالدان و تركا لابنتيهما مريم و عكرية بيت صغير وسط القصبة الجزائرية ،كان للبنتان جارة حديثة الزواج تدعى حليمة و في احد الاعوام كانت حليمة حامل و تتوحم على اكل السردين كان وضعهما المادي متواضع لذا لم تشأ أن تشغل بال زوجها و تخبره بانها تتوحم عل السردين
و في احد الايام خرجت عكرية الى السوق و بالصدفة اشترت كيلو سردين و حين رجعت الى البيت غسلته و شرعت في قليه
ما ان شرعت في ذلك أخذت رائحته تخرج حتى وصلت الى جارتها حليمة الحامل
ما ان اشتمت حليمة الرائحة أخذت تفكر في حيلة تجعلها تحصل عليه دون طلبه حتى وجدت طريقة:حملت شمعة و ذهبت الى منزل جارتها و طرقت الباب ففتحت مريم
حليمة:صباح الخير
مريم:صباح النور حليمة،خير انشاء الله ماذا تريدين؟
حليمة:من فضلك اشعلي لي هذه الشمعة حتى اتمكن من اشعال الفرن لاطبخ فطوري لان الكبريت قد نفذ لدي
مريم:طبعا،اعطيني اياها
دخلت مريم لتشعل الشمعة و تركت حليمة امام الباب واقفة و كان ت تقول في ذهنها(سوف تستحي مني و تدعوني للفطور معهما او على الاقل تعطيني صحنا)
خرجت مريم و اعطتها الشمعة مشعولة ثم غلقت الباب
عكرية من داخل المطبخ:من الطارق يا اختي؟
مريم:انها جارتنا حليمة طلبت مني ان اشعل لها الشمعة
عكرية:وهل فعلت؟
مريم:طبعا
ما ان اتمت مريم كلامها حتى طرق الباب ثانية
فتحت مريم فوجدت حليمة
مريم:ماذا الان؟
حليمة:لم اصل البيت حتى اطفات الرياح الشمعة هلا شعلتها ثانية
مريم:هاتها
دخلت مريم و اشعلتها ثم خرجت و اعطتها اياها
تكرر هذا لاربع او خمس مرات حتى تفطنت عكرية لذالك و قالت لمريم:
ليس هناك رياح اليوم
قررت عكرية ان تطل عليها من النافذة ما ان تاخذ الشمعة
و هذه المرة ماان اعطت مريم الشمعة لحليمة قفزت عكرية نحو النافذة فرات حليمة تطفئ الشمعة بنفسها لتعود ففهمت انها لاتريد ان تشعلا لها الشمعة بل تريد بعض السردين
عكرية:لقد فهمت الان
مريم:ماذا؟
عكرية:حليمة لا تريد ان نشعل لها الشمعة بل تريد سردينا
مريم:وما ادراك انت؟ لو ارادت سردينا لاخبرتني
عكرية:لعلها استحت ساعطيها صحنا
مريم:لا لن تفعلي عندما تطرق ثانية ساعطيها علبة كبريت فهذا ماتحتاج اليه
عكرية:لم انت عنيدة لهذه الدرجة
مريم:لا يكفينا للفطور
عكرية:ساعطيها نصيبي منه
مريم:اتعلمين ماذا اعطيها اياه كله لكن عليك ان تتنازلي عن نصيبكي في نصف هذا المنزل
عكرية:حسنا اعطيتك اياه
اخذت عكرية صحن السردين و توجهت الى منزل حليمة و اعطتها اياه .فرحت حليمة كثيرا به و شكرتها ... ...حملت عكرية حقائبها و غادرت منزل والديها تاركتا اياه لاختها مريم
مرت الايام... كبرت مريم و عكرية... و في يوم من الايام مرضت مريم فلم تجد من يعتني بها ،ما ان سمعت عكرية بمرض اختها قررت ان تزورها و تعتني بها ،رجعت عكرية الى بيت والديها اعتنت باختها مريم و لم تتخل عنها طيلة ايام مرضها تضل ساهرة قربها تنفذ طلباتها و رغباتها الى ان شفيت ،فمرضت بعدها عكرية مما اجبر مريم على تركها عندها و لكنها لم تعتن بها كما كانت تفعل لها عكرية من قبل الا ان وصلت فراش الموت و جاء اجلها و صعدت روحها الى ربها .و في ذلك اليوم خرجت مريم تبحث عن غسالة الموتى و حين وجدتها و احضرتها وجدت اختها عكرية مغسلة معطرة (غسلها الملائكة بسبب طهارة روحها و قلبها)ادهش الجميع لما راه،وبعد دقائق وصل الصندوق الذي تحمل فيه ادخل عبر الباب بسهولة ثم ادخلت فيه جثة عكرية... حاولوا بشتئ الطرق اخراجه و لكنها مفاجاة اخرى:الصندوق لا يريد الخروج... حاولوا حاولوا حاولوا ثم حاولوا و لكنهم لم يستطيعوا حاولوا اخراجه بالطول لكنه كان يزيد في عرضه ثم حاولوا اخراجه بالعرض لكنه كان يزيد في طوله (سبحان الله)و حينها فهموا ان الله تعالى جعلها تأبى الخروج و ان كما نقول نحن بالعامية(مول النية هو لي يربح) مكانها الوحيد هو هذا البيت الذي نزعته منها اختها فما كان منهم الا ان دفنوها داخله ،و لحد الان مازال هذا البيت وسط القصبة في الجزائر العاصمة و سمي ب(دار العكرية).
ارجوا ان تكون القصة قد اعجبتكم
تحياااااااتي