{سَلاَمٌ عَلَى آِلْ يَاسِينَ} سورة الصافات الآية 130
قال السيد محمد حسين فضل الله في تفسيره: {سَلاَمٌ عَلَى آلْ يَاسِينَ} الذي يستحق هذا السلام المتكرر في حياة الأجيال كلهم، لجهاده في سبيل الله ودعوته لدينه [من وحي القرآن ج 19 ص 214]
أقول: المروى عن أهل البيت (عليهم السلام) أنَّ ياسين اسمٌ من أسماء النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وهو المروي أيضاً عن ابن عباس وابن مسعود وكعب الأحبار ومحمد بن الحنفية وسعيد بن جبير والكلبي وغيرهم كثير.
وعن ابن جرير الطبري، والقرطبي، وابن الجوزي، والشوكاني، وغيرهم ـ من ابناء السُّنة ـ في تفاسيرهم: وقرأ نافع وابن عامر ويعقوب ورويس (وورش) وشيبة وعبد الوارث «سلام على آل ياسين» على إضافة آل إلى ياسين.
أقول: وكذا عن الشيخ الطوسي والطبرسي ـ من علماء الشيعة أيدهم الله تعالى ـ في تفسيريهما.
وقال ابن جرير الطبري في تفسيره أيضاً: وقرأ عامةُ قرَّاءِ المدينة «سلام على آل ياسين» بقطع آل من ياسين، فكان بعضُهم يتأوَّل ذلك بمعنى: سلام على آل محمد (صلى الله عليه وآله)
من مصادر أبناء السُّنة: جامع البيان ج 23 ص 115 ؛ تفسير ابن كثير ج 4 ص 22.
وقال القرطبي في تفسيره: وعن ابن عباس وابن مسعود وغيرهما في قوله تعالى «سلام على آل ياسين» أي على آل محمد (صلى الله عليه وآله).
وقال أيضاً: وذكر الماوردي عن عليٍّ (عليه السلام) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إن الله تعالى أسماني في القرآن سبعةَ أسماء، محمد وأحمد وطه ويس والمزَّمِّل والمدَّثِّر وعبد الله، قاله القاضي تفسير القرطبي ج 15 ص 4 ـ 5 و 118 إلى 120.
وعن الشوكاني ـ من أبناء السُّنة ـ في فتح القدير في تفسير سورة ياسين: وقال سعيد بن جبير وغيره، هو اسم من أسماء محمد (صلى الله عليه وآله).
وعنه أيضاً: قال الواحدي ـ من أبناء السُّنة ـ: قال ابن عباس والمفسِّرون يريد يا إنسان يعني محمداً (صلى الله عليه وآله) فتح القدير ج 4 ص 359 ـ 360 و409 إلى 412
وقال القندوزي ـ من أبناء السُّنة ـ: وأخرج أبو نعيم الحافظ وجماعة المفسِّرين عن مجاهد وأبي صالح هما عن ابن عباس قال: آل ياسين آل محمد (صلى الله عليه وآله)، وياسين اسم من أسماء محمد (صلى الله عليه وآله).
وقال أيضاً: وذكر فخر الدين الرازي ـ فخر المشكِّكين من أبناء السُّنة ـ في تفسيره الكبير: إنَّ أهل بيته (صلى الله عليه وآله) يساوونه في خمسة أشياء: في السلام، قال تعالى «السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته» وقال «سلام على آل ياسين» ينابيع المودة ج 1ص 37 ـ 38 و130 وج 2 ص 435
وأخرج ابن أبي حاتم، والطبراني في المعجم الكبير، وابن مردويه في مناقبه، والحاكم الحسكاني في شواهده، والموفق بالله ـ وكلهم من أبناء السُّنة ـ في ترتيب أماليه، ومحمد بن العباس في تفسيره بإسنادهم عن مجاهد ـ ورواه عباد بن يعقوب بإسناده عن مجاهد عن ابن عباس ـ عن ابن عباس في قوله تعالى «سلام على ال ياسين» قال: آل محمد (صلى الله عليه وآله).
أقول: وورد عن ابن جبير وأبي مالك والكلبي وغيرهم كثير.
وأخرجه أيضاً الحاكم الحسكاني، ومحمد بن العباس، والشيخ الصَّدوق في معاني الأخبار وفي الأمالي، بإسنادهم عن أبي صالح عن ابن عباس، وأيضاً أخرجه الحسكاني بإسناده عن ميمون بن مهران عن ابن عباس.
وأخرج الحاكم الحسكاني في الشواهد، والصَّدوق في الأمالي والمعاني، بإسنادهما عن السدي عن أبي مالك الغفاري غزوان الكوفي في قوله تعالى «سلام على آل ياسين» قال: هو محمدٌ (صلى الله عليه وآله)، وآلُه (عليهم السلام) هم أهلُ بيته.
وأخرج الحاكم الحسكاني ومحمد بن العباس وفرات بإسنادهم عن سليم بن قيس العامري قال: سمعت عليَّاً يقول: رسولُ الله (صلى الله عليه وآله) ياسين ونحن آلُه.
وأخرج الحاكم الحسكاني، ومحمد بن العباس، والصَّدوق في الأمالي وفي معاني الأخبار بإسنادهم عن كادح عن الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) عن عليٍّ (عليه السلام)، في قوله عز وجل «سلام على إل ياسين» قال: ياسين محمد (صلى الله عليه وآله)، ونحن آلُ ياسين.
وأخرج الصَّدوق في المعاني، ومحمد بن العباس في تفسيره، بإسنادهما عن أبي عبد الرحمن السلمي، أنَّ عمر بن الخطاب كان يقرأ: «سلام على آل ياسين». قال أبو عبد الرحمن السلمي: آلُ ياسين آل محمد (صلى الله عليه وآله).
وأخرج الصَّدوق في عيون الأخبار وفي الأمالي، بسند صحيح عن الريان بن الصلت ـ قال: حضر الرضا (عليه السلام) مجلس المأمون بمرو ـ وهو المجلس المشهور المعروف جداً ـ.... قال المأمون: فهل عندك في الآل شيءٌ أوضح من هذا في القرآن؟ قال أبو الحسن (عليه السلام): نعم، أخبروني عن قول الله عزَّ وجل {يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} سورة ياسين الآية 1 إلى 4 فمَن عنى بقوله ياسين؟ قالت العلماء: ياسين محمدٌ (صلى الله عليه وآله) لم يشك فيه أحدٌ، قال أبو الحسن (عليه السلام): فإنَّ الله أعطى محمداً (صلى الله عليه وآله) وآلَ محمد (صلى الله عليه وآله) من ذلك فضلاً لا يبلغ أحدٌ كنهَ وصفِهِ إلا مَن عَقِلَه، وذلك أنَّ الله لم يُسلِّم على أحد إلا على الأنبياء (عليهم السلام)، فقال تبارك وتعالى {سَلاَمٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ} وقال {سَلاَمٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ} وقال {سَلاَمٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ} سورة الصافات الآية 79 و109 و120 ولم يقل: سلام على آل نوح، ولم يقل: سلام على آل موسى، ولا على آل إبراهيم، وقال{سلام على آل ياسين} يعني آلَ محمد (صلى الله عليه وآله) معاني الأخبار ص 122 ؛ عيون أخبار الرضا ج 2 ص 214 ؛ الأمالي للشيخ الصَّدوق ص 558 ـ 559 و615ـ 623 ؛ روضة الواعظين ص 268 ؛ مستدرك الوسائل ج 6 ص 316 وج 10 ص 365؛ شرح الأخبار ج 2 ص 344 ؛ الاختصاص ص 74 ؛ الاحتجاج ج 1 ص 377 وج 2 ص 316؛ مناقب آل ابي طالب ج 1 ص 277 و288 وج 2 ص 62 و160 وج 3 ص 39 و181 و208 و228 و230 و270 و445 و491 و502 و503 و520 ؛ المزار لابن المشهدى ص 418 و568 و586؛ بحار الأنوار ج 13 ص 401 وج 23 ص 167 ـ 171 وج 39 ص 67 ؛ مناقب أهل البيت للشيرواني ص 88؛ ؛ تفسير القمي ج 2 ص 226 ؛ تفسير فرات الكوفي ص 356 ؛ التبيان ج 8 ص ص 441- 525 ؛ التبيان ج 8 ص 523 و328 ـ 330 ؛ خصائص الوحي المبين ص 213 ؛ تفسير غريب القرآن ص 587؛ التفسير الصافي ج 1 ص 49 وج 4 ص 200 ـ 202 و281 ـ 282 ؛ التفسير الأصفى ج 2 ص 1056 ؛ تفسير نور الثقلين ج 3 ص 192 وج 4 ص 301 وص 374 ـ 375 ؛ تفسير الميزان ج 17 ص 159 ؛ بشارة المصطفى ص 356 - 357 ؛ سعد السعود ص 273 ؛ كشف اليقين ص 403؛ تأويل الآيات ج 2 ص 498 ـ 501 ؛ مجمع البحرين ج 2 ص 406 وج 4 ص 160
من مصادر أبناء السُّنة: شواهد التنزيل ج 2 ص 165 ـ 170 ؛ زاد المسير ج 6 ص 308 ؛ تفسير ابن كثير ج 4 ص 22 ؛ الدر المنثور ج 5 ص 286 ؛ تفسير الثعالبي ج 5 ص 46 ؛ ميزان الاعتدال ج 4 ص 214 ؛ لسان الميزان ج 6 ص 125 ؛ ينابيع المودة ج 2 ص 142ـ 143 ؛ الصواعق المحرقة ص 148 الباب 11 الفصل الاول ؛ ترتيب الأمالي ح3 و17 ص 148و151 ؛ المعجم الكبير للطبراني ج 11 ص 56 ؛ نظم درر السمطين ص 94 و239.