كيف تبني بيتك في الجنة؟
أيمن الشعبان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ذي الأفضال والمنن، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
من سعة رحمة الله تعالى على عباده وكبير فضله وعظيم إحسانه، أنه يجازي على العمل القليل بالثواب الجزيل، والدنيا دار ممر لا دار إقامة، وفيها ثمان مراحل لابد منها على كل إنسان، فالعاقل من استثمرها في طاعة الله، وتزود منها بالعمل الصالح ليوم المعاد، ( يوم لا ينفع مال ولا بنون. إلا من أتى الله بقلب سليم )[1].
ثمانية لابد منها على الفتى *** ولابد أن تجري عليه الثمـانية
سرور وهمٌّ واجتماع وفرقة *** ويُسْر وعسر ثم سقم وعافية
والدنيا قنطرة فاعبروها ولا تعمروها، قال أحد الزهاد: لو كانت الدنيا ذهبا يفنى، والآخرة خزفا يبقى، لآثر العاقل خزفا يبقى، على ذهب يفنى، فكيف والدنيا أقل من خزف والآخرة أكثر من ذهب!!
كيف لو علمنا أن قصور وبيوت الجنة طوبة من ذهب وطوبة من فضة، ومونتها المسك وحصبائها اللؤلؤ والياقوت وتربتها الزعفران، نسأل الله من فضله.
بعد أن طغت الماديات على الحياة اليومية للناس، وأشغلتهم التقنيات الحديثة ( انترنت.. مواقع تواصل.. فضائيات.. أجهزة ذكية ) عن الروحانيات والإيمانيات؛ كان لابد من هذه التذكرة العاجلة والسريعة عسى أن ينفعنا الله بها جميعا، ويجعلنا وإياكم من أصحاب الجنة.
لو أن شركة قدمت عرضا مغريا، لكل من يدفع مبلغا زهيدا بشكل يومي، ويتواجد لمدة نصف ساعة في وقت الفجر في مقر الشركة، ويقدم شهادة دراسة ثانوية، مع بعض المهارات الإدارية على أن يحفظ ويردد منتجات تلك الشركة يوميا؛ ومن تنطبق عليه الشروط سيمنح بيت الأحلام ومنزل في باريس مثلا أو دبي أو نيويورك أو جنيف!! بالله عليكم ألا يتقاتل الناس للحصول على هذا العرض، ويكون شغلهم الشاغل؟!
ولله در امرأة فرعون آسيا بنت مزاحم رضي الله عنها ما أعقلها، عندما طلقت الدنيا وما فيها من القصور والدور ومتاع الغرور، والتجأت لله العزيز الغفور، حتى" إن فرعون أوتد لامرأته أربعة أوتاد في يديها و رجليها، فكان إذا تفرقوا عنها ظللتها الملائكة، فقالت:( رب ابن لي عندك بيتا في الجنة و نجني من فرعون و عمله و نجني من القوم الظالمين ) فكشف لها عن بيتها في الجنة[2].
فإلى كل من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم نبينا ورسولا؛ ارعني قلبك قبل سمعك لهذه الكنوز العظام والفضائل الجسام، وابني بيوتك في الجنة بأقل جهد وأقصر وقت:
1- قال عليه الصلاة والسلام:( من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة )[3].
2- قد يقول قائل ليس لدي القدرة المالية لبناء مسجد، نقول له: ساهم في بناء مسجد ولو شيئا يسيرا أو اجعل فيه صدقة جارية، قال عليه الصلاة والسلام:( من بنى لله مسجدا و لو كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتا في الجنة )[4].
3- قد يقول آخر: أنا فقير معدم لا طاقة لي بذلك، يقال له: صلِّ في اليوم والليلة ثنتي عشرة ركعة تطوعا من غير الفريضة، قال عليه الصلاة والسلام:( ما من عبد مسلم توضأ فأسبغ الوضوء ثم صلى لله في كل يوم ثنتى عشرة ركعة، تطوعا غير فريضة، إلا بنى الله له بيتا في الجنة )[5].
4- دعاء دخول السوق: قال عليه الصلاة والسلام:( من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة، وبنى له بيتا في الجنة )[6].
5- هل تعجز عن سد فرجة في الصلاة؟! فعدم التوفيق لهذا العمل اليسير يحرم الكثير من أجر عظيم، قال عليه الصلاة والسلام:( من سد فرجة في صف رفعه الله بها درجة وبنى له بيتا في الجنة )[7].
6- الصبر والحمد والاسترجاع على فقدان الولد: قال عليه الصلاة والسلام:( إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله تعالى: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة، وسموه بيت الحمد )[8].
7- قراءة سورة الإخلاص عشر مرات: قال عليه الصلاة والسلام:( من قرأ { قل هو الله أحد } عشر مرات بنى الله له بيتا في الجنة )[9]، وفي رواية(من قرأ ( قل هو الله أحد ) حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة )[10].
8- صلاة الضحى أربعا وقبل الظهر أربعا: قال عليه الصلاة والسلام:( من صلى الضحى أربعا، و قبل الأولى أربعا، بني له بيتا في الجنة )[11].
9- من ترك المراء وإن كان محقا: قال عليه الصلاة والسلام:( أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء و إن كان محقا )[12].
10- من ترك الكذب وإن كان مازحا: قال عليه الصلاة والسلام:( أنا زعيم بيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب و إن كان مازحا )[13].
11- مَن حَسُن خُلُقه: قال عليه الصلاة والسلام:( أنا زعيم بيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه )[14].
12- الإسلام والإيمان بالنبي عليه الصلاة والسلام والهجرة: قال عليه الصلاة والسلام:( أنا زعيم لمن آمن بي و أسلم و هاجر ببيت في ربض الجنة و بيت في وسط الجنة و بيت في أعلى غرف الجنة )[15].
13- الجهاد في سبيل الله: قال عليه الصلاة والسلام:( و أنا زعيم لمن آمن بي و أسلم و جاهد في سبيل الله ببيت في ربض الجنة و بيت في وسط الجنة و بيت في أعلى غرف الجنة فمن فعل ذلك لم يدع للخير مطلبا و لا من الشر مهربا يموت حيث شاء أن يموت )[16].
اللهم وفقنا لما تحب وترضى، وخذ بنواصينا للبر والتقوى.