لقد وعد الله عز وجل المتقين بالنعيم الكبير والأجر الجزيل، فقد أعد للمؤنين الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر في داخل الجنة، إذ أنّها المكان الذي سيقضي بها المتقون حياة الخلد فيها.
وكما أنّ لكل قصر أو مكان جميل عدة أبواب، فإنّ الجنة وهي القصر الذي سيعيش به المؤمنون بقية حياتهم عدة أبواب ذكرها الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في عدد من الأحاديث الشريفة.
وعدد هذه الأبواب كما أحصاها أهل العلم هي ثمانية أبواب، وهذا ما أكدّ عليه الحديث الشريف فعن عبادة رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ قَالَ: أَشْهَدُ أَنّ لاَ إِلَهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنّ مُحَمّدا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنّ عِيسَىَ عَبْدُ اللّهِ وَابْنُ أَمَتِهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَأَنّ الْجَنّةَ حَقّ، وَأَنّ النّارَ حَقّ، أَدْخَلَهُ الله مِنْ أَيّ أَبْوَابِ الْجَنّةِ الثّمَانِيَةِ شَاءَ".
أمّا عن أبواب الجنة فهي باب الصلاة وهو للمحافظين والمكثرين من الصلاة، وباب الجهاد للمجاهدين في سبيل الله، وباب الصدقة وهو كما يدل اسمه للذين يتصدقون بأموالهم ابتغاء رضوان الله تعالى وأجره، كما أنّ الله تعالى قد أعد باباً للصائمين يسمى باب الريان وقد جاء ذكر هؤلاء الأبواب الأربعة في الحديث الشريف، فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أي أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة".
أمّا الباب الخامس فهو الباب الأيمن وهو الباب المخصص لشفاعة نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم وقد استدل على هذا الباب من حديث شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأمته فعن أبي هريرة رضي الله عنه: يقال:" يا محمد أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من باب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب".
والباب السادس وهو باب الكاظمين الغيظ والذي ذكره الإمام أحمد عن الحسن مرسلاً: "إنّ لله باباً في الجنة لا يدخله إلا من عفا عن مظلمة".
وأمّا بقية الأبواب فلم تذكر في الأحاديث النبوية الشريفة ذكراً واضحاً لكن أهل العلم اجتهدوا بتسميتها بناء على الإشارات فمنهم من قال أنّ هنالك باباً للحج ومنهم من قال أنّ هنالك باباً لطلبة العلم أو الذاكرين أو باباً للتائبين، ولكن الجدير بالذكر هو أنّ من اتقى الله عز وجل وصبر فإنّ الله سيكافئه بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر في الجنّة فيدخل من أبوابها أيّها شاء وهو الذي نراه واضحا وجلياً في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.