بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
----------------------------
لاختبارات النفسية
الدكتور سامر جميل رضوان
ما هي الاختبارات النفسية؟
الاختبارات
النفسية عبارة عن أدوات أو إجراءات علمية روتينية يتم استخدامها في العمل
النفسي العيادي أو التربوي أو المهني إلى جانب أدوات تشخيصية أخر، حيث تطرح
هذه الاختبارات على المفحوص بعض المهمات أو المسائل. وتمكن الكيفية التي
يجيب فيها المفحوص عن هذه المهمات أو المسائل من استخلاص بعض الحقائق حول
الكيفية التي يتصرف فيها الإنسان في المواقف الواقعية عندما تواجهه متطلبات
محددة. فالاختبارات النفسية يمكن أن تطرح المهمات التالية , على سبيل
المثال:
ترتيب أو تصنيف مجموعة من المفاهيم ضمن مفهوم عام شامل
إكمال بعض النواقص في رسومات أو أشكال معينة
إكمال مجموعة من الأرقام المعطاة وفق ترتيب منطقي
تصحيح كلمات خاطئة
ترتيب مجموعة من البطاقات وفق معايير محددة بشكل سريع قدر الإمكان
الإجابة عن أسئلة تتعلق بالموقف تجاه الشخص نفسه أو تجاه الآخرين
تقييم نشاطات أو مهن محددة
سرد قصة حول صور معينة
ويمكن الاستفادة من الاختبارات النفسية لأهداف متنوعة:
تستطيع الاختبارات النفسية تقديم معلومات حول المفحوص وبصورة خاصة في مجال الإرشاد النفسي
بالإضافة إلى ذلك فإن أهم أهداف الاختبارات النفسية اختيار الطريقة
المناسبة في العلاج، كإجراءات التنمية المدرسية مثلا، اختبار مدى التقدم في
العلاج
يمكن مقارنة المفحوص فيما يتعلق بمهاراته وإمكاناته مع أشخاص آخرين، في إطار اختيار المتقدمين إلى مهنة محددة على سبيل المثال
كما وتستطيع الاختبارات النفسية بيان إلى أي مدى يمتلك الإنسان المهارات اللازمة التي تتطلبها دراسة أو مهنة ما
وهناك
اختبارات يتم تقييمها أو تفسيرها بطريقة نوعية من حيث المحتوى ، أي أنه
يتم تفسيرها حسب الكيفية التي قام بها المفحوص بحل المسألة أو ما الذي
تصوره المفحوص في إجابته عن سؤال محدد. وهناك اختبارات نفسية تقدم إجابات
كمية ، مثل كم من المهمات تم حلها بصورة صحيحة . وهنا يمكن أن يتم الاختبار
على المفحوص بشكل منفرد أو ضمن مجموعة .
ولا يمكن للاختبارات النفسية
أن تقدم إجابة عن كل شيء حول الشخص، وإنما تقدم معلومات حول مجالات جزئية
من الشخصية بناء على مسائل محددة، كالسمات، والمهارات أو القدرات وأنماط
السلوك .ومن هذه الناحية لا يتم استخدام الاختبارات النفسية
إلاّ بعد خضوعها لعدد كبير من الاختبارات العلمية للتأكد من صلاحيتها.
والشرط
الأساسي من أجل التوصل إلى استنتاج علمي على أساس من مجموعة من الاختبارات
النفسية يتمثل في التفسير المسؤول والموضوعي غير المتحيز لنتائج الاختبار،
والذي يتم وفق معايير علمية يمكن تلخيصها في
الموضوعية: وتعني عدم
تعلق تطبيق الاختبار واستخدامه وتفسير نتائجه بالشخص الذي يستخدمه، بمعنى
آخر عند قيام مجموعة من المتخصصين بتطبيق الاختبار على مفحوص واحد يجب أن
يتوصلوا للنتيجة نفسها ، وهذا يشترط كذلك أن يتم إخضاع جميع المفحوصين
للشروط نفسها من حيث التعليمات المعطاة والزمن المخصص والمكان.
الموثوقية:Reliability وتعني الثبات أو الدقة، أي مدى دقة النتائج التي تم الحصول عليها
الصدق Validity هل يقيس الاختبار ما ينبغي له قياسه فعلا.
وينبغي
عدم تفسير نتائج الاختبار النفسي بصور منعزلة عن المعلومات الأخرى،
كالمعلومات التي يتم الوصول إليها عن طريق المحادثة مع المفحوص أو السيرة
الذاتية التي لابد أيضا من تقصيها والاستفسار عنها.
وللأسف ما تزال
الاختبارات النفسية في الوطن العربي وفي سوريا بالتحديد قليلة الاستخدام
إما بسبب عدم توفرها أو لحاجتها إلى مزيد من الاختبار قبل استخدامها في
الممارسة . ونعتقد أن الجهود التي ستبذل في إطار الجمعية السورية للعلوم
النفسية ستقود إلى قفزة نوعية خلال السنوات العشر القادمة في هذا المجال
والتي يؤمل لها أن تعمم تطبيق الاختبارات النفسية في كافة المجالات
المهنية.
لمن يسمح باستخدام الاختبارات النفسية؟
لا يجوز استخدام
الاختبارات النفسية وتطبيقها وتفسير نتائجها إلا من قبل متخصص نفسي مؤهل في
هذا المجال من الناحية النظرية والمنهجية . المتخصص النفسي هو وحده القادر
على تفسير النتائج بصورة مسؤولة ودقيقة وهنا يمكن تشبيه عمله بعمل المحلل
المخبري في مجال الطب الذي يكون وحده قادراً على إجراء تحليل للدم ومعرفة
عدد الكريات الحمر والبيض أو التصوير بالأشعة في حين يقوم الطبيب المتخصص
بتفسير النتيجة ووصف الدواء المناسب.وبما أن الاختبارات النفسية يتم
تطويرها في إطار الأبحاث النفسية وتخضع باستمرار لدراسات تقويم جديدة ، فلا
بد لمستخدمها أن يكون متخصصا في التشخيص النفسي ويخضع باستمرار لدورات من
التدريب المستمر. ويمكن في حالات معينة أن يقوم بتطبيق الاختبار مساعد تحت
إشراف المتخصص النفسي غير أن التفسير يبقى من اختصاص المتخصص وحده، وإلا
فإن الخطر الناجم عن الاستخدام غير المسؤول كبير ويقود إلى عواقب وخيمة .
ومن
حق المفحوص الاستفسار عن طبيعة الاختبار وما يقيسه ومعرفة نتائجه . ولابد
من التأكيد على عامل السرية المطلقة هنا حيث يخضع مطبق الاختبار لواجب
الكتمان ولا يسمح له بأي شكل من الأشكال الحديث حول ما توصل إليه من نتائج
إلاّ بموافقة ومعرفة المفحوص.
كيف يمكن للمفحوصين حماية أنفسهم من التطبيق الخاطئ للاختبارات النفسية؟
من حق المفحوص أن يقبل أو يرفض تطبيق الاختبارات النفسية ويمكنه في كل الأحوال قبل موافقته أن يتخذ الاحتياطات التالية:
تأكد ممن يطبق الاختبار وممن سيفسره ! هل هو متخصص وموثوق؟
ما الهدف من هذا التطبيق؟
هل الاختبار النفسي هو الإمكانية الوحيدة المتوفرة للحصول على الجواب المناسب؟
هل هناك إمكانات أخرى غير الاختبارات النفسية ، كالمحادثة الشخصية مع المتخصص مثلاً؟
من سيحصل على النتائج غير المفحوص والمتخصص النفسي أو من يستطيع الوصول الى النتائج واستخدامها؟
وإجراء
الاختبار النفسي يشبه إلى حد ما موقف الامتحان ويمكن أن يستمر ساعات عدة
ومن هنا لابد من التحضير المناسب له من خلال الاستفسار عن طبيعة الاختبار
وما يقيسه ومن خلال التفكير بنقاط القوة والضعف والرغبات والاهتمامات قبل
التطبيق والذهاب إلى موعد التطبيق بحالة من الهدوء والنوم الكافي . كما
ولابد من الانتباه إلى فهم الأسئلة بدقة والسؤال عن السؤال إذا كان غامضا.
كما ولابد من الأخذ بعين الاعتبار أنه في بعض مواقف الاختبار ، كما يحصل في
الاختبارات التي تقيس مهارات محددة من أجل مهنة معينة أو نشاط مهني معين،
يمكن ألا تكون النتيجة كما يتوقع المفحوص وأن يحصل آخرون على نتائج أفضل،
ولكن هذا لا يعني على الإطلاق التشكيك بالكفاءة الشخصية للمفحوص ككل، فقد
يكون المفحوص نفسه في مهارات أخرى أفضل بكثير مقارنة بالمفحوصين الذين
حصلوا على نتائج أفضل.