جينوم زهرة اللوتس و سر طول عمرها..زهرة اللوتس (Nelumbo nucifera) ، عُرفت في آسيا قبل حوالي 7000 سنة ، حيث تُزرع لاستخدام جذورها وبذورها كمحصول غذائي . جينوم اللوتس ” المادة الوراثية ” الفريد من نوعه يعطيها العديد من المميزات للبقاء على قيد الحياة و تحمُّل الظروف المناخية الصعبة ، فبذورها يمكن أن تحافظ على حيويتها لأكثر من 1300 سنة ، و بعد مرور قرون تستطيع بروتينات البذور تحفيز هذه البذور على النمو لتكوين نباتات جديدة ، بالاضافة الى أن بتلاتها وأوراقها مقاومة للأوساخ ولا تتأثر بالماء ، كما أنها تُولِّد الحرارة لجذب المُلقِحات ، وثمارها مغطاة بمضادات حيوية ومواد شمعية للحفاظ على حيوية بذورها . ومؤخراً حسب الدراسة التي نُشرت تفاصيلها مايو الماضي في دورية (Genome Biology) تمكن فريق بحثي عالمي مكوّن من 70 عالماً ، من ( الولايات المتحدة الأمريكية ، الصين ، أستراليا واليابان ) من فك ما يقارب 90 % من الشيفرة الوراثية لجينوم زهرة اللوتس ( حوالي 27000 جين ) ، الذي يضم أسراراها العجيبة ، من طول العمر وصفات مذهلة أخرى كإصلاح الخلل الجيني و تحمل الظروف الصعبة لمئات السنين ، الأمر الذي سيسهل على علماء البيولوجيا الجزيئية الآن معرفة كيف تعمل بعض الجينات وتتعطل بعضها خلال الظروف البيئية الصعبة ؟ ، وكيف تستطيع بذور اللوتس أن تعيش 1300 سنة .! وهي خطوة مهمة نحو معرفة أسرار مكافحة الشيخوخة التي تمتلكها زهرة اللوتس ، فمعرفة تسلسل النيوكليوتيدات هي الخطوة الاولى ، أما الخطوة الثانية فهي تحديد الجينات التي تسهم في طول العمر واصلاح الخلل الجيني لتكون الخطوة الثالثة في التطبيقات المحتملة لهذه الجينات على صحة الانسان . وقد أظهر تسلسل الجينوم لجميع النباتات التي تم استخدامها أن اللوتس تتشابه مع أجدادها من عائلة ثنائيات الفلقة (Eudicots ) وهو صنف واسع من النباتات المُزهرة تضم التفاح ، الطماطم ، زهرة تبّاع الشمس ، فول الصويا ، البندق ، الشمام والعنب وقائمة يطول ذكرها ، لكنّ النسل الذي يضم زهرة اللوتس يُشكّل فرع منفصل من شجرة عائلة (Eudicots ) ، حيث تفتقد اللوتس القدرة على النسخ الثلاثي لجينومها ” Triplication of the genome ” والذي يحدث في معظم أفراد هذه العائلة. وعلى الرغم من افتقادها القدرة على النسخ الثلاثي لمادتها الوراثية و الذي يحدث في ثنائيات الفلقة الأخرى ، الا أنها تستطيع نسخ جينومها كاملا مرتين ” Doubling ” ، ولا زالت تحتفظ بحوالي 40 % من الجينات المكررة التي ترتبط بتكون الشمع الذي يسمح للنباتات بمقاومة الماء والحفاظ على نظافتها . كما أن هذا العمل فتح آفاقاً جديدة للعلماء حيث اكتشف الباحثون أن معدل حدوث الطفرات أو التغير في نيوكليوتيدات اللوتس بطيء بالمقارنة مع النباتات الأخرى وهذا ما يجعلها ” مرجعاً مثالياً ” وأفضل من المرجع الحالي – وهو نبات العنب – لدراسة ثنائيات الفلقة الأخرى أو للمقارنة السريعة مع النباتات أحادية الفلقة .

شكرا علي الموضوع

حظيت هذه الزهرة بالوقار في كل أنحاء العالم،
ولم تحظ أي زهرة بالقيمة التي حظيت بها هذه الزهرة الرائعة،
اللوتس كونها مزروعة من أكثر من 2500 عام.
شكرا لك وهي من نوعي المفضل

شكرا على الرد.............