بسـم الله الرحمـــن الرحيـــم
السلام عليكم ورحمـة الله وبركاتـه
رقم الحديث: 75 (حديث مقطوع)
حدثني عيسى بن أبي حرب الصفار ، والمغيرة بن محمد قالا : ثنا عبد الأعلى
بن حماد ، قال : حدثني الحسن بن الفضيل بن الربيع ، قال : حدثني عبد الله
بن الفضيل بن الربيع ، عن الفضل بن الربيع ، قال : حدثني أبي , قال : " حج
أبو جعفر سنة سبع وأربعين ومائة ، فقدم المدينة ، فقال : ابعث إلى جعفر بن
محمد من يأتيني به تعبا ، قتلني الله إن لم أقتله ، فأمسكت عنه رجاء أن
ينساه ، فأغلظ لي في الثانية ، فقلت : جعفر بن محمد بالباب يا أمير
المؤمنين ، قال : ائذن له ، فأذنت له ، فدخل فقال : السلام عليك يا أمير
المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، فقال : لا سلم الله عليك يا عدو الله ، تلحد
في سلطاني ، وتبغيني الغوائل في ملكي ، قتلني الله إن لم أقتلك ، قال جعفر
: يا أمير المؤمنين ، إن سليمان أعطي فشكر ، وإن أيوب ابتلي فصبر ، وإن
يوسف ظلم فغفر ، وأنت أسمح من ذلك . فنكس طويلا ثم رفع رأسه ، فقال : إلي
وعندي يا أبا عبد الله ، البريء الساحة ، والسليم الناحية ، القليل الغائلة
، جزاك الله من ذي رحم أفضل ما يجزي ذوي الأرحام عن أرحامهم ، ثم تناول
بيده فأجلسه معه على مفرشه ، ثم قال : يا غلام ، علي بالمنفحة ، والمنفحة :
مدهن كبير فيه غالية ، فأتي به ، فغلفه بيده حتى خلت لحيته قاطرة ، ثم قال
له : في حفظ الله وكلاءته يا ربيع ، ألحق أبا عبد الله جائزته وكسوته ،
فانصرف ، فلحقته ، فقلت : إني قد رأيت قبل ذلك ما لم تر ، ورأيت بعد ذلك ما
قد رأيت ، رأيتك تحرك شفتيك ، فما الذي قلت ؟ قال : نعم ، إنك رجل منا أهل
البيت ، ولك محبة وود ، قلت :
اللهم احرسني
بعينك التي لا تنام ، واكنفني بركنك الذي لا يرام ، واغفر لي بقدرتك علي ،
ولا أهلك وأنت رجائي ، رب كم من نعمة أنعمت بها علي قل لك عندها شكري ، وكم
من بلية ابتليتني بها قل لك عندها صبرى ، فيا من قل عند نعمه شكري فلم
يحرمني ، ويا من قل عند بليته صبرى فلم يخذلني ، ويا من رآني على الخطايا
فلم يفضحني ، يا ذا المعروف الذي لا ينقضي أبدا ، ويا ذا النعم التي لا
تحصى أبدا ، أسألك أن تصلي على محمد وعلى آل محمد ، وبك أدرأ في نحره ،
وأعوذ بك من شره ، اللهم أعني على ديني بدنياي ، وعلى آخرتي بتقواي ،
واحفظني فيما غبت عنه ، ولا تكلني إلى نفسي فيما حضرته ، يا من لا تضره
الذنوب ، ولا تنقصه المغفرة ، اغفر لي مالا يضرك ، وأعطني مالا ينقصك ، إنك
أنت الوهاب ، أسألك فرجا قريبا ، وصبرا جميلا ، ورزقا واسعا ، والعافية من
جميع البلاء ، وشكر العافية "