أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
خط خارجي - فور ألجيرياملاحظة مهمة : نحن (شبكة تلمسان العربي) لا ننسب أي موضوع لشبكتنا فمنتدانا يحتوي على مواضيع منقولة و مواضيع منقولة بتصرف و أيضا مواضيعنا الخاصة من نحن شبكة تلمسان العربي شبكه تهتم بتعريف عن مدينة تلمسان او ابراز ما تزخر به من امكانات سياحيه و طبيعيه ناهيك عن المدن الجزايريه الاخري من اجل تطوير هادا القطاع في بلادنا كما يهتم موقعنا بانجاز البحوث للطلبه و يحتوي علي اقسام اخري دينيه اجتماعيه و ترفيهيه منتدى تلمسان العربي الاحتراف هدفنا
خطة البحــــــــــــــــث *المقدمة: 1:المبحث الأول:أوجه التشابه. المطلب الأول من حيث الأدوات المستخدمة المطلب الثاني من حيث النتائج المطلب الثالث من حيث تأثرها بتطور الإنسان 2:المبحث الثاني:أوجه الاختلاف. المطلب الأول من حيث التعارف المطلب الثاني من حيث النتائج المتوصل إليها المطلب الثالث من حيث إخضاعها للعلوم الأخرى 3:المبحث الثالث:أوجه التداخل المطلب الأول :العلاقة بين الذاتية والموضوعية المطلب الثاني:الموضوعية والذاتية عند فقهاء الإسلام المطلب الثالث :الموضوعية والذاتية في دراسة البحوث. الخاتمة:
المقدمة:
يعتبر موضوع الذاتية والموضوعية من الموضوعات الشائكة التي أثارت جدل كبير في أواسط العلماء والفلاسفة و من أهم المواضيع التي طرحت على ساحة البحث العلمي ,وذلك لتعقد مفاهيم هذا الموضوع ووجود العديد من الإشكاليات في التساؤلات التالية 1)_ما هو الفرق بين الذاتية والموضوعية ؟ 2)-هل الذاتية والموضوعية وجهان لعملة واحدة ؟ 3)-فيما تكمن أوجه التشابه والاختلاف والتداخل بين الذاتية والموضوعية ؟ 4)-إلى أي مدى يمكن تطبيق الذاتية والموضوعية في البحوث العلمية؟ ولقد قمنا من خلال بحثنا المتواضع بالإجابة عن هذه التساؤلات ومناقشتها وتحليلها
المبحث الأول:أوجه التشابه بين الذاتية والموضوعية.
إن مثل هذه المواضيع لا يمكن مناقشتها مناقشة عادية ,وإنما يتم ذلك عن طريق التعرض إلى نقاط أساسية والتي تتمثل في : *أوجه التشابه *أوجه الاختلاف *أوجه التداخل. وذلك من أجل الإلمام بجميع جوانب الموضوع وإن مثل هذه المواضيع هي مواضيع مقارنة ويجب التطرق إليها من خلال هذه الطريقة .
المطلب الأول:من حيث الأدوات المستخدمة
لقد خصصنا في هذا المطلب تبيين أوجه التشابه بين الذاتية والموضوعية من خلال الأدوات المستخدمة ولذلك نذكر : 1الملاحظة:ونعني بها مشاهدة الوقائع كما هي في الطبيعة ,وتعتبر الملاحظة من الأدوات التي تستخدمها كل من الذاتية والموضوعية في إنجاز البحوث -فالذاتية تعتمد على الملاحظة بمشاهدة الظواهر وتأملها في الطبيعة أنها هي الدافع أو الوسيلة التي تؤدي بالإنسان إلى تكوين ذاتيته -أما عن الموضوعية فإن الباحث أيضا يعتمد على الملاحظة والتي تصاغ بعدها على شكل فرضيات وثم تخضع للتجريب 2الفرضيات :وهي عبارة عن استنتاج ذكي يصل إليه الباحث من أجل الإجابة على الإشكاليات وتستخدم الفرضية في كل من الذاتية والموضوعية - ففي الذاتية تستخدم الفرضية ليتأكد الباحث من مشاهدته الظواهر - أما الموضوعية فتستخدم الفرضية لإسقاط ما تمي التوصل إليه على أرض الواقع وعرضها على التجربة فيما بعد
المطلب الثاني:من حيث النتائج .
بما أن كل من الذاتية والموضوعية يخضعان إلى البحوث العلمية فإن الشيء الحتمي والضروري هو الوصول إلى نتائج أو بعبارة أخرى الوصول إلى صياغة نتيجة حتمية في الأخير فأذا كانت الموضوعية تصل إلى نتيجة حتمية من خلال اللجوء إلى التجربة فآن الذاتية كذلك تصل إلى نتائج في الأخير لزوما على ما تمي مشاهدته
المطلب الثالث:من حيث تأثرها بتطور الإنسان
في مطلع القرن العشرين ومن خلال أحدث نظريتين أحدثا ثورة علمية حقيقية في عالم الفيزياء ,كما حدث تغيير جذري في معنى الموضوعية فرضه التطور العلمي الجديد لعلاقات الإنسان بالطبيعة لذلك وجب التمييز بين دلالتين مختلفتين للموضوعية والذاتية وكل منهما تعبر عن صورة العلم في زمن بعينه التقليدي لهما والذي يستبعد الإنسان من معادلة الطبيعة ,فهو المعنى الذي ذاع خلال الفيزياء النيوترونية الآلية ,أي الفيزياء التي تصورت الطبيعة وكأنها آلة كبيرة تحرثها الظواهر وكل ظاهرة هي السبب الضروري في حدوث الظاهرة التالية عليها ,دون أن يكون ذلك هدف أو غاية وكان شعارها آنذاك هو* المعرفة بدون التدخل الإنساني *وبصرف النظر عن ذلك فقد كانت هذه الموضوعية المزعومة تعبر عن الخوف الشديد من العودة إلى التدخل الميتافيزيقي في شؤون العلم حينما كانت الفروض والتغيرات العلمية تستمد من الكتب المقدسة وتفرض على العلم فرضا الأمر الذي أدى إلى التخلف العلمي لقرون طويلة ومع ذلك فلم يوضح أصحاب هذا الرأي دفاعهم عن العلم ,ماذا يقصدون بالإنسان أهو معتقداته و ميولا ته أم جسمه أما إذا كان المقصود هو التميز الشخصي فإن التجربة قادرة على تصفية تلك الشوائب الذاتية فاليوم أصبح تدخل الإنسان الباحث في المعرفة الطبيعية هو التعبير الأكمل والادق للموضوعية والذاتية ليست معتقدات أو ميول بل مكون أساسي من مكونات الطبيعة .وبذلك فإن دخول الإإبسان في معادلة الطبيعة أدى إلى تأثر الذاتية والموضوعية بتطوره عبر الزمن
*المبحث الثاني:أوجه الاختلاف:
وفي هذا المبحث نبين أوجه الاختلاف بين الذاتية والموضوعية من خلال العديد من النقاط التي صنفناها في مطالب
*المطلب الأول :من حيث التعاريف:
مفهوم الذاتية :هي مختلف الميولات والراغبات والأهواء والانفعالات ومختلف الاعتقادات و المعتقدات والآراء الشخصية التي يميل لها الإنسان مفهوم الموضوعية : لغة هي صفة مشتقة من اسم موضوع أي ما يوضع أمام النهي لإدارته اصطلاحا هي يوجه العالم عقله و حواسه إلى الموضوع الذي يبحث فيه أو ينص إليه من خلال التعارف السابقة يمكن أن نستخلص اوجه الاختلاف المتمثلة في *تعتمد الموضعية على العقل بينما تعتمد الذاتية على الأهواء *يمكن للباحث أن يستغني عن الموضوعية بينما لا يمكنه أن يستغني عن ذاته الحقيقة الموضوعية حقيقة عامة بينما الحقيقة الذاتية حقيقة شخصية *مثال:اذا عرض مجموعة من العلماء لدراسة موضوع واحد انتهوا على نفس النتيجة،وفي حالة اختل الفهم يكون الإحكام على التجربة،أما في حالة الفن فان الاختلاف بين الفنانين تذوق وتصوير المنضر الواحد فنلاحظ ان لكل منهم فنهم الذاتي ---الموضوعية تعمل على نقل الضواهر كما هي في الواقع دون زيادة أو نقصان بينما الذاتية تعمل عكس ذلك
*المطلب الثاني:من حيث النتائج:
لقد بينا في المبحث السابق أن كل من الذاتية والموضوعية يصلان إلى نتائج في الأخير ولكن في هذا البحث سنبين اوجه الاختلاف في هذه النتائج المتوصل إليها --أن النتائج المتوصل إليها في الموضوعية هي نتائج يقينية وواضحة ولا مجال إلى الشك فيها،مثل أن نقول:1+1=2 فهذه النتيجة لا تستدعي التشكيك فيها،والشيء الذي جعل نتائج الموضوعية يقينية هو إخضاعها للتجربة التي تلعب دور كبير حيث أنها النقطة الحاسمة في البحوث العلمية بينما النتائج المتوصل أليها في الذاتية هي نتائج نسبية وليست صحيحة100 ّ% ذلك لان بدخول الذاتية في البحث العلمي تدخل عواطف وأحاسيس الباحث وهذا هوالشيىء الذي يجعل هذه النتائج نسبية *مثال:عندما يقوم كاتب جزائري بالتحدث والكتابة بالتحدث والكتابة على الثورة الجزائرية فلا أن تدخل ذاتية في الموضوع ومن غير الممكن سرد الوقائع كما هي حدثت، بينما إذا كتب الثورة الجزائرية رجل آخر من دولة أخرى مثلا إرتريا أو الهند أوستراليا نجد في كتاباته تدخل الذاتية لأن الأمر يتعلق ببلده وهذا الشيء الذي جعل الآن الدولة الجزائرية تأمر بإعادة كتابة تاريخ الجزائر من جديد وذلك بتخلص ذاتية الكاتب .
المطلب الثالث :من حيث إخضاعها للعلوم الأخرى
من خلال ما سبق ذكره في المطلب السابق على النتائج المتوصل إليها لكل من الذاتية والموضوعية وبعد تأكد مدى حدود النتائج المتوصل إليها في الموضوعية كان من الضروري اعتماد شتى العلوم وفي شتى المجالات على الموضوعية التي تضمن نتيجة يقينية لمختلف البحوث العلمية ونجد هذا في مجال العلوم والبحوث التي تميل إلي الموضوعية لكن نجد بعض ذلك في الديانات وبخصوص الدين المسيحي الذي يميل إلي الذاتية <<لقد قدس المسيحيون على الوجود المسيحي >>(1)
المبحث الثالث :أوجه التداخل
بعد بينا أوجه الاختلاف والتشابه للموضوعية والذاتية من خلال المبحثين السابقين حان الوقت لإظهار أوجه التداخل من خلال هذا المبحث .
المطلب لأول :العلاقة بين الذاتية والموضوعية
*الأسس الذاتية للموضوعية * هناك العديد من الأخلاق وصفات الروح العلمية التي يتحلى بها العالم والباحث حيت يكون درسا ومثلا في الموضوعية وأهم هذه الخصائص والصفات التي تعتبر أساس الباحث العلمي حتى يلتزم بالموضوعية نجد . الروح العلمية: هي مجموعة الفضائل والقيم الأخلاقية والنفسية والعقلية التي ينبغي أن يتحلى بها العالم الحق حتى يتحلى بالموضوعية وأبرز هذه القيم نجد : 1/النزاهة العلمية:فالباحث العلمي يتطلب من صاحبه إنكار الذات بمعنى ألا يكون كسب المال أو تحقيق أمجاد شخصية أو الجري وراء بريق الشهرة هو الهدف من البحث العلمي .فالباحث إذا مثل القاضي العادل الذي يقاوم نزاعاته ويستمع بصبر لكل الحجج ثم يوازن بينها بحياده تامة جاعلا لها قيمتها الحقيقية وأهميتها الفعلية دون أي إضافة من عنده عندئذ يأتي الحكم معبرا عن هذه القيمة. 4-الأمانة العلمية : فعلى الباحث ألا يزيف في بحثه و أن ينسب لنفسه ما ليس له لكي يحقق نتائج دقيقة. 5-التواضع العلمي : وهو الذي يجعل العالم لا يقلل من شأن أي بحث أو باحث أيا كان جنسه أو دينه. العلاقة السلبية بين الذاتية والموضوعية: كثيرا ما تدخلت الذاتية و الأهواء الشخصية في البحث العلمي الاجتماعي أو الطبيعي , سواء أكان ذلك على غفلة أو بلا وعي من الباحث و أو كان فعلا عمديا يقصده الباحث بارادته . ليؤكد به فرضا يعتقد بصدقه مسبقا وبطريقة جازت ومن الأمثال التي تضرب على هذه اللاموضوعية القصدية و الارادية و التي تخرج صاحبها من دائرة العلماء قصد العالم الألماني ارنست هيكل الذي زور صور لجنين الحيوان حتى تبدو قريبة من جنين الانسان . فبرهان على صدق اعتقاده بنظرية التطور التدريجي للانسان .
المبحث الثالث : الموضوعية والذاتية في الدين المسيحي والاسلامي المطلب الأول : الموضوعية و الذاتية في بعض الديانات الفرع الأول : الموضوعية و الذاتية عند المسيحي / كيار كجارد
لقد قدس المسيحيون الذات تقديسا لا مثيل له , خاصة كيار كجارد الذي يقول في ذلك :< لقد حاولت الفلسفات الحديثة أن تنكر الذات وتهاجمها وتفصلها عن العالم لكن الذات الانسانية لا يمكن انكارها , الذات الانسانية لا يمكن الهرب منها أو تجنبها أو اغفالها , لأنها حقيقتنا و أصلنا وعندما يحاول الفكر الحديث تجنب الاتية , فانما يتجنب فعل الوجود ذاته . وهذا ليس بالأمر الهين أو اليسير , فان ذلك يكون بعيدا عن الصواب...> , ثم يضيف كيار كجارد قائلا : < ان طريقة التفكير الموضوعي تحيل الذات الى شيء عارض . ومن ثم تحول الوجود الى شيء غير هام ... وهي في الغالب تقذف بنا بعيدا عن الذات التي اما أن توجد أو لا توجد...> والواقع أننا حينما نتجاهل الذاتية . فان هذا يعني تجاهلنا للوجود الانساني , فهذا الوجود الحي لا يمكن أن نضمه الى ركن خاص في اطار موضوعي رحب لذا يجب علينا أن ننفذ الى الذات , و أن نكتشف ما هي وكيف تكون على الحقيقة , وأن نعيد النظر في كل الأفكار السابقة في سبيل الوصول الى الكشف عن حقيقة الذات . ولقد قدس كيا كجارد الذات الى درجة القول :< ان المهم أن تكون لديك عاطفة متدفقة وحية , حتى و ان كانت تلك العاطفة المتدفقة مؤدية بك الى الشيطان بدلا من الله , فالعاطفة أفضل من العقل بتصوراته الوضعية وتفكيره الموضوعي > . ثم يضيف قائلا :<< ان سيطرة العقل على الانسان الحضاري المثقف والاتجاه نحو الموضوعية بيان باستمرار مقاومة عنيفة ضد أن يصبح الانسان مسيحيا وتلك المقاومة تمثل خطيئة العقل >> . لذا فالموضوعية تكاد تقضي على الوجود المسيحي .
الفرع الثاني : الموضوعية و الذاتية عند فقهاء الدين الاسلامي:
الاسلام لا ينفي و لا ينكر أن يكون للانسان ميولات ورغبات و أهواء وانفعالات ذاته و أن يكون له آراء الشخصية , فقد وصف القرآن بصفات كلها تدل على أنه يتأثر لميولاته ورغباته و أهوائه , قال الله تعالى : (وخلق الانسان ضعيفا ) فهو لضعفه قد تحدث له انفعالات ويتأثر بما حوله ويحكم على الأمور بذاتيته وقال سبحانه وتعالى : ( انه كان ظلوما جهولا ) فهو لوجود هاتين الصقتين الا من عصمة الله منهما – صفة الظلم وصفه الجهل وعدم العلم بعواقب الأمور قد يميل مع ذاتيته ويترك الموضوعية . وهذه الذاتية في الانسان موجودة فيه قدرا – خلقها الله فيه – لكنه مأمور شرعا في الدين الاسلامي بأن لا يستجيب ولا يطيع هذه الذاتية الا اذا كانت موفقة للحق والعدل قال تعالى : (أفرأيت من اتخذ الهه هواه , وأضله الله على علم وحتم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة و فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون ) فهذا الذي اتبع ذاتيته المنحرفة وهواه الضال عن الحق والحقيقة عطل كل أدواته الموضوعية التي خلقها الله فيه . وهي القلب أو العقل الذي به التفكير والسمع والبصر اللذان بهما البحث في المحسوسات. أما ما ذكره كيار كجارد من رفض الموضوعية و الدعوة الى الذاتية فهم اتجاه متطرف نحو الغاء العقل والميل الى العاطفة كما قال . أما في الاسلام دعا القرآن الكريم الى النظر العقلي والبصري الى الأشياء المحسوسة والحقائق الموجودة بموضوعية واعمال البراهين والأدلة كما قال الله تعالى : ( هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين ) وحتى في القضاء والحكم بين الناس دعا الى الموضوعية و العمل بما قام الدليل على صحته كما قال صلى الله عليه وسلم " البينة على المتدعي " أي على من ادعى شيئا _ مال أو حقا _ له عند انسان آخر عليه تدعيم الدعوى بالبينة وهي كل ما يبين الحق ويوضحه كالشهود و الوثائق أو غيرها... رغم أنه على الانسان أن لا يتطرف في موضوعيته حتى تصل به الى تقديس العقل حتى لا يؤمن الا بالأشياء المادية التي يلمسها بحواسه الظاهرة . فهناك أشياء يمكن أن يدركها العقل وهي تحت نظرة وتفكيره وهناك أمور ليس للعقل فيها مجال لأنها ليست تحت قدرته غير أنه يؤمن بها كحقائق موضوعية تبعا لغيرها مثل ذلك انه قد دلت الأدلة العقلية والموضوعية على أن الله على كل شيء قدير فاذا قال الله أن هناك عذابا في القبر لبعض الناس ثم الانسان قد يفتح قبرا من هذه القبور ولا يرى فيه شيئا , بل يرى الميت كما هو . فليس من الموضوعية أن ينفي هذا الأمر لأن حواسه لا تدركه . بل الموضوعية تقتضي أن يؤمن له تبعا لاقتناعه الأول الذي قامت عليه الأدلة وهو أن الله على كل شيء قديرا.
المطلب الثاني : هل الموضوعية واحدة في جميع البحوث ؟ الفرع الأول : الموضوعية في دراسة الظواهر الانسانية
تتوفر الموضوعية في العلوم الانسانية ولكن ليس بالطريقة التي توجد بها في العلوم الطبيعية , وهذا العيب أو العائق يتعلق بذات الباحث وصلتها بالموضوع البحث , فاذا كان البحث العلمي يقوم على أساس استقلال الذات عن الموضوع , فان هذا المبدأ لا يمكن تحقيق بنفس الكيفية التي تحقق بها في العلوم الطبيعية , وذلك لأن الباحث في هذه العلوم لا يستطيع أن يتجرد من ميوله ورغباته الخاصة أثناء عملية البحث , أو هو موضوع البحث في الوقت الذي يكون فيه باحث أي دارس ومدروس , وهكذا تتسرب عناصر الذاتية الى ساحة بحوثه وتتداخل معارفه السابقة مع المعارف العلمية التي يتوصل في ذلك بآرائه الخاصة , بل ان بعض مناهج العلوم الانسانية التي يدرسها دون أن يتأثر في ذلك بآرائه الخاصة بل ان بعض مناهج العلوم النسانية التي يدرسها دون أن يتأثر في ذلك بآرائه الخاصة . بل ان بعض مناهج العلوم الانسانية ذاتية مثل منهج الاستبطان في علم النفس فعلم النفس في هذا المنهج يدرس ذاته ,وبالتالي يستحيل علينا ان نميز في هذا المنهج بين ماهو ذاتي وماهو موضوعي فيصعب على الباحث تحري الموضوعية على اكمل وجه .ويتجلى اختلاف الموضوعية في العلوم الانسانية عن الموضوعية في العلوم الاخرى من خلال الدور الحيوي الذي يلعبه المؤرخ في بناء الوقائع التاريخية وتفسيرها ,فهو الذي يبينها ويحددها ,وهذا يعني ان الحقائق التاريخية قد تعكس وجهة نظر المؤرخ الخاصة ,وتعبر عن ميوله او معتقداته . الفرع الثاني :*الموضوعية في دراسة الظواهر الطبيعية *: اما الموضوعية في العلوم الطبيعية تختلف عن الموضوعية في العلوم الانسانية , وذلك لأن الطبيعيات تكاد تخلو من التعقيدات التي نجدها في العلوم الانسانية , وتداخلها لا يمنع من عزل بعضها عن بعض مثل عزل الأوساخ و الأملاح عن الماء . بل في مقدورنا أن نحلل الماء ونعزل عنصري الهيدروجين عن عنصر الأوكسجين لأن عليها ظاهرة تتميز بالثبات والاستمرار . والدليل على ذلك أن أي سنتمتر مكعب هو كأي سنتمير مكعب من المادة نفسها بحيث نستطيع الحكم على الهيدروجين في جميع الظروف و الأحوال . بينما الأمر على العكس في الظواهر الانسانية لأن ما نحكم به على موقف في النشاط الانساني يصعب علينا أن نحكم به على موقف آخر لكثرة التفاصيل التي ينطوي عليها كل موقف. -من هذا نستنتج أن عالم الطبيعة متجانس وقوانينه واحدة في كل الظروف و الأحوال , وهذا ما يساعد على توفر الموضوعية أمام الانسان فهو متنوع وقوانينه متعددة.
-الخاتمة :
تعتبر اشكالية // الموشوعية والذاتية // من أهم الاشكاليات التي طرحت في ساحة البحث العلمي , ومن أكثر المواضيع التي تناولتها الفلسفة . لذا فاننا لا نستطيع أن نضع حدا فاصلا لهذا الاشكال. مراجع البحث 1/ د. بروي عبد لفتاح / فلسفة العلوم / دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع ط : 2000-2001 2/ الأستاذ الدكتور : ماهر عبد القادر محمد برنسي قسم الفلسفة // فلسفة العلوم والمشكلات المعرفية , دار المعرفة الجامعية 2000. 3/ الأستاذ الدكتور محمد ثابت الفندي , مناهج العلوم , دار المعرفة الجامعية ط 2002.