أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
خط خارجي - فور ألجيرياملاحظة مهمة : نحن (شبكة تلمسان العربي) لا ننسب أي موضوع لشبكتنا فمنتدانا يحتوي على مواضيع منقولة و مواضيع منقولة بتصرف و أيضا مواضيعنا الخاصة من نحن شبكة تلمسان العربي شبكه تهتم بتعريف عن مدينة تلمسان او ابراز ما تزخر به من امكانات سياحيه و طبيعيه ناهيك عن المدن الجزايريه الاخري من اجل تطوير هادا القطاع في بلادنا كما يهتم موقعنا بانجاز البحوث للطلبه و يحتوي علي اقسام اخري دينيه اجتماعيه و ترفيهيه منتدى تلمسان العربي الاحتراف هدفنا
موضوع: سنة الإبتلاء وسنة الإستدراج والإملاء 15/10/2016, 17:39
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
فإن من أهم الأمور التي ينبغي الوقوف عندها في خضم هذه الأحداث التى تجري في بلاد المسلمين أن يؤمن المسلم بأن ما يجري اليوم من أحداث إنما هو بعلم الله عز وجل وإرادته {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ].
وإرادة الله تعالى ومشيئته ليست مشيئة مجردة، بل هي مشيئة صادرة عن حكمة بالغة، والعارفون بربهم عز وجل يعلمون ذلك ويوقنون به ، ولذا فهم يحسنون الظن بربهم ويحمدونه على كل ما يقدره ، ويوقنون بأن عاقبة هذه الأحداث التي يقدرها الله عز وجل هي خير ومصلحة للموحدين إن شاء الله تعالى ، ومع أنها مؤلمة إلا أننا نلمس حكمة ورحمة الله عز وجل .
ثانياً : إن من حكمة الله البالغة في هذه الأحداث أن يُعرفنا على سننه التي لا تتبدل ولا تتحول ، ومن معرفة هذه السنن الإلهية يتضح الطريق المستقيم ، ويهتدي المسلم ويوفق إلى الموقف الحق والمنهج الصائب ، يقول الله عز وجل آمراً لنا بالنظر في سننه لأن في معرفتها والسير على هداها أخذاً بأسباب النصر والتمكين والفلاح ، ونجاة مما وقع فيه من يجهل سنن الله تعالى في الأحداث ؛ فليس لديه إلا الحيرة والخوف والقلق والتخبط والعناء .
قال الله تعالى {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ] ، ويقول عز وجل: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ]
وقال في نفس السورة:{ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ} ، وقال الله عز وجل معقباً على غزوة أحد: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} وقال سبحانه في نفس الحدث: {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِين ]
وبالنظر إلى هذه الأحداث الضخمة المتسارعة في ضوء سنة الابتلاء والتمحيص نرى أن هذه السنة الثابتة تعمل الآن عملها بإذن ربها سبحانه وتعالى ، ومن ذلك تمحيص عباده المؤمنين ، وتميز الصفوف حتى تتنقى من المنافقين وأصحاب القلوب المريضة وينكشف أمرهم للناس ، وحتى يتعرف المؤمنون أنفسهم على أنفسهم وما فيها من الثغرات والآفات التي تحول بينهم وبين التمكين والنصر فيتخلصوا منها ويغيروا ما بأنفسهم؛ لأن الله عز وجل لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ] .
سنة الإملاء والاستدراج للكفار : قال الله تعالى عن هذه السنة :{وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ]
وهذه السنة تعمل عملها في هذه الأوقات ، خاصة أولئك الذين بلغ بهم الكبر والطغيان مبلغاً عظيماً ، ولا يزالون يزدادون ظلما وطغيانا ، ومع ذلك نراهم ممكنين ولهم الغلبة الظاهرة ، كما هو الحاصل الآن في كثير من بلدان المسلمين ، وكما هو الحاصل من دولتي الكفر والطغيان أمريكا واليهود ، حيث ظلموا وقالوا بلسان حالهم ومقالهم: من أشد منا قوة ! وقد يحيك في قلوب بعض المسلمين شيء وهم يرون هؤلاء الطغاة يبغون ويظلمون ومع ذلك هم متروكون لم يأخذهم الله بعذاب من عنده !
ولكن المسلم الذي يفقه سنة الله عز وجل ويتأملها ويرى آثارها وعملها في الأمم السابقة لا يستغرب ما يرى؛ لأنه يرى في ضوء هذه السنة أن الظلمة اليوم يعيشون سنة الإملاء والاستدراج التي تقودهم إلى مزيد من الظلم والطغيان والغرور، وهذا بدوره يقودهم إلى نهايتهم المحتومة وهي الهلاك والقصم في الأجل الذي قد ضربه الله لهم، قال الله تعالى: {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدا ] قال تعالى : [ سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين ]