أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
خط خارجي - فور ألجيرياملاحظة مهمة : نحن (شبكة تلمسان العربي) لا ننسب أي موضوع لشبكتنا فمنتدانا يحتوي على مواضيع منقولة و مواضيع منقولة بتصرف و أيضا مواضيعنا الخاصة من نحن شبكة تلمسان العربي شبكه تهتم بتعريف عن مدينة تلمسان او ابراز ما تزخر به من امكانات سياحيه و طبيعيه ناهيك عن المدن الجزايريه الاخري من اجل تطوير هادا القطاع في بلادنا كما يهتم موقعنا بانجاز البحوث للطلبه و يحتوي علي اقسام اخري دينيه اجتماعيه و ترفيهيه منتدى تلمسان العربي الاحتراف هدفنا
السعادة هي جنة الأحلام التي ينشدها كل البشر، وكل المجتمعات بكافة طبقاتها الاجتماعية، ولكن منهم من هداه الله إلى طريق السعادة الحقيقية، ومنهم من ضل الطريق وسار في غير طريقها، فعادوا كما يعود طالب اللؤلؤ في الصحراء صفر اليدين مجهود البدن كسير النفس خائب الرجاء، نعم فقد جرب الناس في شتى العصور ألوان المتع المادية وصنوف الشهوات الحسية، فما وجدوها وحدها تحقق السعادة بل ربما زادتهم مع كل جديد منها هماً جديداً.
فلقد ظن قوم فحسبوا أن السعادة في الغنى وفي رخاء العيش ووفرة النعيم ورفاهية الحياة، فنسمع كثيرا عن أناس ارتفع مستواهم المعيشي وتيسرت لأبنائهم مطالب الحياة المادية من مأكل ومشرب وملبس ومسكن مع كماليات كثيرة، ولكنها لا تزال تشكو من تعاسة الحياة وتحس بالضيق والانقباض وتبحث عن طريق آخر للسعادة.
فكثرة المال ليست هي السعادة، ولا العنصر الأول في تحقيقها بل ربما كانت كثرة المال أحيانا وبالا على صاحبها في الدنيا قبل الآخرة، وهذا ما نشاهده بأعيننا في كل من جعل المال والدنيا أكبر همه ومبلغ علمه ومنتهى أمله فهو دائما معذب النفس متعب القلب مثقل الروح لا يغنيه قليل ولا يشبعه كثير.
فأقول لمن يبحث عن السعادة، وقد تورمت قدماه وهو يبحث عنها ولم يجدها، فإنك والله لن تجدها إلا إذا حققت الإيمان في نفسك وعاشه قلبك وانتعشت به روحك، فلن تتحقق أي لذة كانت إلا بعد أن تحقق الإيمان في داخلك وتذعن وتقبل على ربك، فإنه لا يوجد سعادة في مال ولا ولد ولا لذة إلا إذا كان الإيمان يملأ قلبك، فالطريق الوحيد لنيل السعادة هو الإيمان فإنك إن حققت الإيمان رزقت السعادة من من حيث لا تحتسب.
فإذا سعادتك في داخلك فلماذا تبحث عنها بعيدا وتسافر في طلبها، سعادتك في إيمانك بالله - تعالى -:
- سعادتك في رضاك بالله ورضاك عن الله ورضا الله عنك.
- سعادتك في صحبة الأخيار والتعايش مع كل حرف من حروف كتاب العزيز الغفار، وفي التلذذ بذكر الواحد القهار.
- سعادتك في الزهد في الدنيا والتطلع لنعيم الجنة التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
فانزع الدنيا من قلبك، واجعلها في يدك، واجعل رضا الله - تعالى - في قلبك، وأن يكون هو وحده مبتغاك وأملك فمن منا لا يريد أن يفوز برضا الملك الجليل جل جلاله، فإن من - رضي الله عنه - فقد فاز فوزا عظيما، ولو كان أفقر الخلق، ومن سخط الله عليه فقد خسر خسرانا مبينا ولو كان أغنى الخلق.
السعادة إذا ليست في وفرة المال، ولا سطوة الجاه ولا كثرة الولد، بل السعادة شيء معنوي لا يرى بالعين ولا يقاس بالكم ولا تحتويه الخزائن ولا يشترى بالدرهم ولا بالدينار، بل السعادة هي شيء يشعر به الإنسان بين جوانحه، صفاء نفس، وطمأنينة قلب، وانشراح صدر وراحة ضمير، فالسعادة شيء ينبع من داخلك.
قيل إن زوجا زوجته، فقال لها متوعدا: لأشقينك، فقالت الزوجة في هدوء، لا تستطيع أن تشقيني، كما لا تملك أن تسعدني، فقال الزوج في حنق: وكيف لا أستطيع؟
فقالت الزوجة في ثقة: لو كانت السعادة في راتب لقطعته عني، أو زينة من الحلي والحلل لحرمتني منها، ولكنها في شيء لا تملكه أنت ولا الناس أجمعون، فقال الزوج: وما هـــــــو؟
فقالت الزوجة في يقين: إن أجد سعادتي في إيماني، وإيماني في قلبي، وقلبي لا سلطان لأحد عليه غير ربي.
هذه هي السعادة الحقة، السعادة التي لا يملك بشر أن يعطيها ولا يملك أن ينزعها ممن أوتيها.