ﺍﺧﻼﻕﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ
ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻛﺎﻥ سيدنا ﻋﻤﺮ رضي الله عنه ﻳﺮﺍﻗﺐ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ خليفة رسول الله صل الله عليه وسلم ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻔﺠﺮ ؛ ﻭﺷﺪ ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﻪ ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻳﺨﺮﺝ ﺍﻟﻰ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﻌﺪ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻭﻳﻤﺮ ﺑﻜﻮﺥ ﺻﻐﻴﺮ ﻭﻳﺪﺧﻞ ﺑﻪ ﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﺛﻢ ﻳﻨﺼﺮﻑ ﻟﺒﻴﺘﻪ ؛ ﻭﻋﻤﺮ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺑﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠه ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺩﺍﺧﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻷﻥ ﻋﻤﺮ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺬﻯ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻋﻤﺮ ﺳﺮﻩ ؛ ﻣﺮﺕ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﻭﻣﺎﺯﺍﻝ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺃﺑﺎﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﻳﺰﻭﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻣﺎﺯﺍﻝ ﻋﻤﺮ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺩﺍﺧﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﺮﺭ ﺍ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭﺝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻣﻨﻪ ﻟﻴﺸﺎﻫﺪ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﻣﺎ ﺑﺪﺍﺧﻠﻪ ﻭﻟﻴﻌﺮﻑ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻔﻌﻞ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺑﻌﺪ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ ؛ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺩﺧﻞ ﻋﻤﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻮﺥ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻭﺟﺪ ﺳﻴﺪﺓ ﻋﺠﻮﺯ ﻻ ﺗﻘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻋﻤﻴﺎﺀ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺷﻴﺌﺎً ﺁﺧﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻓﺎﺳﺘﻐﺮﺏ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻣﻤﺎ ﺷﺎﻫﺪه ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﺎ ﺳﺮ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺍﻟﻌﻤﻴﺎﺀ ؛ فﺳﺄﻝ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻔﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻨﺪﻛﻢ .. ﻳﻘﺼﺪ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﻓﺄﺟﺎﺑﺖ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺃﻋﻠﻢ ﻳﺎ ﺑﻨﻰ ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺄﺗﻰ ﻛﻞ ﺻﺒﺎﺡ ﻭﻳﻨﻈﻒ ﻟﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻳﻜﻨﺴﻪ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﻰ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﻳﻨﺼﺮﻑ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻠﻤﻨﻰ ؛؛ ﺟﺜﻢ ﻋﻤﺮ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ ﻭﺍﺟﻬﺸ بالبكاء حتى فاضت ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ ﻭﻗﺎﻝ ﻋﺒﺎﺭﺗﻪ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﺓ ﻟﻘﺪ ﺃﺗﻌﺒﺖ ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻙ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺍﺑﺎﺑﻜﺮ ﻭﺍﻟﻔﺎﺭﻭﻕ