المرضى المعانون بالحساسية تجاه أي شعوذة أو دجل طبى أو بدع فهى تجعلهم مصابون باندلاع نوبات مفاجئة من المنطق. ولكن الدواء الجيد يجب أن يضع في الحسبان ما يفيد الناس، وإذا كان هناك علاج غير تقليدى ولكنه مدعم بالدليل الطبى، فلا بأس في ذلك. وهذا هو الموقف الذي أجد نفسى فيه عندما أقول للمرضى المصابين بالتوتر الشديد، أو الاكتئاب متوسط الشدة، أن يجربوا أولا الأدوية العشبية مثل عشبة القديس يوحنا St.John.s wort أو هيبرسون قبل أن يأخذوا دواء على رخصة طبية مني.
إن هذا العشب الذي سمي على اسم اليوم الذي يقال إنه يتفتح فيه كل عام أصبح مشهورا بين الجماهير في الفترة الأخيرة. هذا وتدعم دراسة حديثة نشرت في الصحيفة الطبية البريطانية الرأى الذي يقول إن استخدام هذا العشب مفيد لمواجهة المشكلات التي ذكرتها من قبل. ولقد وجدت ذلك مطمئنا ؛ ذلك لأن عشبة القديس يوحنا واحدة من بين ستة أدوية طبيعية أقترحها على المرضى الذين يعانون حالات مرضية، ولقد ظللت أوصى بذلك لعدة سنوات حتى الآن. ويبدو الأمر لي أن المرضى يحرصون على أن يجربوا العلاجات غير الدوائية في بادىء الأمر. إن مهنة الطب لا تستطيع أن تضع رأسها في الرمل، وتأمل أن يختفى هذا الاتجاه ؛، لأنه من الواضح أنه لن يختفى.
تعتبر عشبة القديس يوحنا مثالا رائعا لما تشمله العلاجات الطبيعية من فوائد وأضرار. ولكن الميزة الأكثر وضوحا لهذا العشب أن آثاره الجانبية أكثر اعتدالا من الأدوية التقليدية المضادة للاكتئاب. والآثار الجانبية الرئيسية التي أبلغني بها المرضى عن عشبة القديس يوحنا هي الطفح الجلدى عند التعرض للشمس، أو الغثيان البسيط وبعض الدوار، أو اضطراب النوم والصداع. ولا يجب تناول هذا الدواء مع مضادات الاكتئاب التقليدية أو حبوب منع الحمل، ولكن يتوقف عدد قليل فقط ممن يتعاقرون مضادات الاكتئاب من الاستمرار في تناول العشبة مقارنة بالعدد الكبير من هؤلاء الذين يستخدمون مضادات الاكتئاب مما قد يكون له آثار جانبية ملحوظة. وثمة عامل آخر هو التكلفة ؛ فعشبة القديس يوحنا مثل أي علاجات طبيعية ليست رخيصة الثمن، على الرغم من إنني قد لاحظت أن بعض الناس الذين يشترونها مستعدون لأن يدفعوا ثلاثة أضعاف تكلفة الوصفة الطبية التقليدية، وفي ألمانيا يسجل الأطباء مستحضر عشبة القديس يوحنا على الرخصة الطبية، ويصفونه أكثر من دواء بروزاك بعشرات المرات، ولكن في المملكة المتحدة فإن مستوى الاستخدام لازال محدودا.
من المهم أن ندرك أن هذه العشبة ليست دواء شاملا لحالات عدم السعادة، حيث إنها غير فعالة في أي من حالات الاكتئاب التي تزيد عن المتوسط. وعلى الرغم من هذا، فإنه يبدو أنه من النوع النادر من العلاجات الطبيعية الذي أثبتت الأبحاث الطبية فائدته. فإذا فكرت في استخدام هذا العشب ؛ فعليك باستشارة الطبيب وخاصة إذا كنت تتناول دواء آخر أو إذا كنت مكتئبا، لأن المراقبة عن كثب لهذه الحالة تعتبر ضرورية للغاية.
إذا كنت تعاني من التوتر الشديد، أو الاكتئاب المتوسط ؛ فعليك أن تناقش الطبيب في إمكانية تناول عشبة القديس يوحنا ؛ فهذا يعتبر طبا بديلا ويمكنه بالفعل أن يفيد.