واشنطن تُشيد بجهود الجزائر حينا وتحذر من زيارتها حينا آخر! /
عادت السلطات الأمريكية إلى التحرش بالجزائر من خلال تقرير أمني غير موضوعي في صيغة
أصدرته وزارة الخارجية بواشنطن من زيارة بلادنا، ولم تكتف بذلك، بل أقدمت على محاولة تصوير الجزائر كما لو أنها في حالة حرب تعد زيارتها مخاطرة كبيرة، حين دعت الأمريكيين المتجهين إلى الجزائر إلى (أن يقدروا بجد المخاطر التي تهدد أمنهم)، وهو ما يتناقض مع الإشادات الأمريكية المتتالية بالجزائر جهودها في مجال مكافحة الإرهاب تحديدا، حيث يبدو أن واشنطن تمتلك (ذاكرة قصيرة جدا)، فهي تشيد بجهود الجزائر حينا وتحذر من زيارتها حينا آخر!
وزعمت أمريكا أن مخاطر الإرهاب، والاختطاف لا تزال كبيرة في الجزائر رغم الإجراءات الأمنية المشددة في المدن الكبرى والانتشار الأمني الكبير، تبقى إمكانية حدوث هجومات محتملة جدا، في حين جدد مكتب الشؤون القنصلية بالخارجية الأمريكية مذكرته التي تنصح الرعايا الأمريكيين بعدم التوجه إلى الجزائر، بحجة أن المخاطر الأمنية لا تزال قائمة ومحتملة·
وزارة الخارجية الأميركية أصدرت
ا جديدا لرعاياها من السفر إلى منطقة القبائل والمناطق النائية في جنوب وشرق الجزائر، مشيرة إلى أن المدن الرئيسية وعلى الرغم من أن الشرطة تنشط فيها بكثافة، إلا أن هناك احتمالا لوقوع هجمات، قائلة أن معظم الأعمال الإرهابية، بما فيها التفجيرات والحواجز الكاذبة والاختطاف والكمائن، تحصل في المناطق الجبلية في شرق الجزائر والمناطق الصحراوية في الجنوب والجنوب الشرقي، وفقا لبيان الوزارة مضيفة أنه يوجد احتمال تهديد إرهابي، داعية إياهم إلى الاستعلام حول الحوادث الأمنية بهذا البلد وكذلك التوصيات الواجب إتباعها خلال زيارتهم، واللافت خلال هذه النشرة أن واشنطن صوّرت الجزائر وكأنها منطقة حرب بل ووصل الأمر إلى دعوة مواطنيها إلى تخزين الطعام والدواء·
وبحسب الخارجية الأمريكية فإن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وجماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا تنشطان في مناطق مختلفة من الجزائر، مشيرة إلى كتيبة (الموقعون بالدماء) والإرهابي مختار بلمختار وهجومها على منشأة تيفنتورين الغازية عام 2013 التي سقط فيها ثلاثة رعايا أمريكان، كما تطرق ال
الأمريكي في المذكرة الأولى الصادرة في أوت من السنة الماضية إلى الوضع على الحدود الجزائرية التونسية والليبية، في حين شددت واشنطن على رعاياها بضرورة تجنب السفر البري في الجزائر·
وفي هذا الإطار، قدمت السلطات الأمريكية لرعاياها النصائح الضرورية وصورت الجزائر على أنها منطقة حرب مشتعلة، حيث حثت المواطنين الأمريكيين المقيمين أو المسافرين للجزائر على ضرورة اتخاذ احتياطاتهم والتزود وتخزين الطعام والدواء والماء، لاستخدامها في حالات الطوارئ -حسبها-·
وشملت النصائح الأمريكية لرعاياها كذلك تجنب المظاهرات والحشود والتجمعات البشرية، وخاصة أعمال الشغب بالعاصمة ومدن أخرى، لأنه حتى المظاهرات السلمية يمكن أن تتحول إلى عنيفة في أي وقت، حسب زعم النشرة· ونصحتهم بالبقاء في الفنادق أين يتوفر الأمن الكافي، وكأن من يخرج من الفندق سـ(يطير رأسه)، وهو ما يعد استفزازا كبيرا وتحرشا مفضوحا بالجزائر التي طالما اعتبرتها واشنطن شريكا لها في مكافحة الإرهاب·
وبحسب ذات ال
، فإن موظفي السفارة ملزمون بالحد من تنقلاتهم، وأن التنقل خارج حدود العاصمة يتطلب ترخيصا من السلطات الجزائرية ومرافقة أمنية لذلك·
عبلة عيساتي