أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
خط خارجي - فور ألجيرياملاحظة مهمة : نحن (شبكة تلمسان العربي) لا ننسب أي موضوع لشبكتنا فمنتدانا يحتوي على مواضيع منقولة و مواضيع منقولة بتصرف و أيضا مواضيعنا الخاصة من نحن شبكة تلمسان العربي شبكه تهتم بتعريف عن مدينة تلمسان او ابراز ما تزخر به من امكانات سياحيه و طبيعيه ناهيك عن المدن الجزايريه الاخري من اجل تطوير هادا القطاع في بلادنا كما يهتم موقعنا بانجاز البحوث للطلبه و يحتوي علي اقسام اخري دينيه اجتماعيه و ترفيهيه منتدى تلمسان العربي الاحتراف هدفنا
إنَّ اللهَ سُبحانَه عظيمٌ رحيمٌ وقد أظهرَ عظمتَه ورحمتَه في خلقِه وفي كُتبِه ... وهو واحدٌ وقد أظهرَ وحدانيتَهُ في خلقِهِ وفي كُتبِهِ ... وهو قويٌ شديدُ العقابِ وقد بيَّنَ ذلك في خلقِه وفي كُتبِه ... وهو واسعٌ عليمٌ غنيٌ وقد بيَّنَ ذلك في خلقِه وفي كُتبِه ... وهو الظاهِرُ وقد أظهرَ كُلَّ شيءٍ في خلقِه وفي كُتُبِه ... ثُمَّ ... هو الباطِنُ فلِمَ لا يُبْطِنُ أمُوراً في خَلقِه وفي كُتُبِهِ؟ أمُوراً مُبْطنةً بِمِلءِ أسْمَائِهِ الحُسْنى ... وبِمِلءِ ما أظهرَ ... بمِلءِ ما أكرمَ وأغنى ... وبمِلءِ ما أبدعَ وأعجزَ ...
فلَكَمْ من الآياتِ من حولِنا نراها ولا ندركُ منها إلَّا ما شاءَ سُبحانَهُ لنا أنْ ندركَ .... ولو كان عِلمُ الخلقِ هذا كِتَاباً كُتِبَ بمدادِ بِحارِ العالمين فنحن بالكادِ نعلمُ جُملةً واحِدةً منه ... فإنْ كان هذا الجهلُ حالَنا مع كتابِ الخلقِ المبين، فتُراهُ كيف يكونُ مع كتابِ القرآن الكريم؟
فوجُودُ أمُورٍ باطِنةٍ في القُرآنِ المُباركِ هي من الدينِ الحنيف نفسِه ...
فالحديثُ النبوي "من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو ردٌ" وما شابهه في المعنى قد لا ينطبق على ما نتوقعه من وُجودِ أمورٍ باطنةٍ في القرآن، لأنَّ وجودَها من الدين نفسِهِ، ومصدرُها من القرآنِ الكريمِ ذاته ...
إنَّ ما نقول بامكانية حدوثه هنا ليس بجديدٍ، فهو من أبجدياتِ الطبيعةِ من حولِنا. ففي جميع المجالاتِ النظريَّةِ والتطبيقيَّةِ، تبقى الكثيرُ من الأمُورِ أسْرَاراً إلى أنْ نرقى بأسلوبِنا وعِلمِنا إلى درجةٍ تُمكُننا من تطويرِ الوسائلِ اللازمةِ لسبرِ أغوارِها، ولكُلِّ سِرٍ متطلباتُه المتفاوتةُ من الوسائل.
فعلى سبيلِ المثالِ، كانت هناك مؤشراتٌ في التاريخ بإمكانية طيران الإنسان تتمثل بمُشاهدةِ الطيور، ولكِنَّنا لم نستطعِ الطيرانَ إلَّا بعد اكتشافاتِ قُوى الجاذبيَّةِ والإيروداينمكيَّةِ والقدرةِ على تصنيع وتشكيلِ الموادِ بما يُلبي جميعَ قوانين ومتطلباتِ الطيران. فلو كانت الأسرارُ من أبجدياتِ خلق اللهُ عزَّ وجلَّ، أفَلا تكونُ من أبجدياتِ كتابِه؟ فاللهُ تبارك وتعالى وضعَ أسراراً في الخلقِ وفي القُرآنِ، وفي نفس الوقتِ وضعَ مؤشِراتٍ لهذهِ الأسرار. فمتى تفَكِّرَ الإنسانُ وفَعَّلَ العقلَ فتحَ عليه تعالى ببعضٍ من الأسرار المبطنة وهو الظاهر والباطن ... ذو الجلال والإكرام.
جاءت عبارةُ {أُمِّ الْكِتَبِ} في ثلاثة مواضع من المصحفِ الشريف.
وفي الآيةُ التاسعة والثلاثين من الرعد: يَمْحُوا اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ، وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتبِ { 39} ...
والآيةِ الرابعة من الزخرف الجميلة : وَإِنَّهُ فِى أُمِّ الْكِتَبِ لَدَيْنَا لَعَلِىٌّ حَكِيمٌ { 4}.
إنَّ "أمَّ الكتبِ" المذكورة في هذه المواضع قد تعني أول الأحرف والأرقام، أي حرف ((ا)) والرقم ((1)) ...
لأنَّ من معاني "الأم" لغة الأصل والعماد والمُولدة. وأمُّ الكتاب هي فاتحة الكتاب لأنها المقدمة أمام كلِّ سورة في جميع الصلوات، ولأنها في مقدمة المصحف الشريف.
من هذه التعاريف اللغوية يمكن فهم أن الأم قد تأتي بمعنى المقدمة أو الأول. فالأمّ تأتي أولاً.
وللكتاب عدة معاني ومنها "الأحرف والأرقام" إذ إنَّ : الحرف أو الرقم يُكتبُ فهو كِتاب، كما إنّ الخبزَ يُطْعَمُ فهو طعام ... والشايَ يُشْرَبُ فهو شراب.
وأول الأحرف الأبجدية ومقدمته هو الألف ( ا ) : ا – ب – ت - ، أو في ترتيب أبجد هوز: ا – ب – ج – د – هـ – و – ز ... ،
وأول ومقدمة الأرقام هو ( 1 ) : 1 – 2 – 3 – 4 - ...
وبالتالي يمكن فهم حرف الألف ((ا)) والرقم ((1)) على أنهما أم الكتاب ... أي مقدمة و أوَّلُ الكتابة والحروف والأرقام.
فمعنى "كتاب" لا ينحصر فقط على ما هو متعارفٌ بمعنى مجموعةٍ من الأوراق مثلِ الدفترِ أو الكراسِ، بل إنَّ من معاني "كتاب" في اللغة هو كلُّ ما كتبَ. فجميع الأحرفِ والأرقامِ إنَّما هي "كُتُبٌ" ... فحرفُ الألفِ، أو الباءِ، أو الجيمِ، أو الدَّالِ، إلى آخر الأحرف، والأرقامُ واحدٌ، اثنانٌ، ثلاثةٌ، إلى آخره إنَّما هي "كُتُبٌ" ... أيضاً ...
ومن الأدلة القرآنية الكريمة على إنّ "الكتاب" يمكن أن يكون "حرفا" ما جاء في سورة البينة الكريمة: رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُّطَهَّرَةً {2} فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ {3} فالصحف هنا قد تفهم على أنها الأوراق، والكتب القيمة هي الأحرف والكلمات في هذه الصحف.
فالأحرف الأبجدية "المعوجة المثنية مثاني" في رسمها مثلاً (ح – ج – خ) أو (ب – ن – ت - ث) أو (ر – ز – د – ذ) ... متشابهةٌ في رسمِها وصورِها. ((ملاحظة: لا تدخل النُقاط في أساس تشكيل الحرف إذ أنَّ القُرآنَ الكريمَ لمْ ينزلْ مُنقطاً، بل تمَّ تنقيطُه بعد النزولِ بِعَهد)) ...
أمَّا حرفُ ألفِ المدِّ ((ا)) فلا مُشابهَ له في استقامتِه بين الحروف، إذ هو قد يكون "أمُّ الكتب" أي "أمُّ الحروف" أي "أصلُها ومُوَّلِدُها" ...
ولأن من معاني الأم هو "المولدة" ... ولأن حرف الألف هو "الأم" فيمكن تصور أن الأحرف المتشابهة المثنية مثاني مولدة وخارجة من أمّها ... أم الحروف أي أمّ الكتاب حرف الألف من هذا المنظور.
فيمكن فهم أن جميع الأحرفِ والأرقامِ والكُتُب تنتجُ من تشكُّلِ وتثني أمِّها وأصلها التي لا عوج لها ((ا)).
فحرف الـ ( هـ ) يتوَّلدُ من أمِّ الكتاب ((ا)) بليِّها كالأنشوطةِ، وحروف الـ (ب، ن، ت، ث) تتوَّلدُ من ( ا ) بإسقاطها أولاً ثُمَّ ليِّ طرفيها للأعلى، وحروفُ الـ (ر، ز، د، ذ) تتوَّلدُ من ((ا)) بليِّ طرفها السُفلي للأمام، والرقم ( 9 ) يتوَّلدُ من ((ا)) بليِّ رأسها على شكل دائرة وثَنيِّ الذيلِ قليلاً، وهكذا لجميع الأحرف والأرقام ...
يمكن التصور بأن الله تعالى قد جعل في كلِّ خلقٍ من خلقه مثلاً ورمزاً له يشيرُ له تعالى ويشهدُ بوحدانيته. وهذا المثلُ والرمزُ يكونُ بمثابة المرجعِ أو الأصلِ أو الموَّلدِ والأمِّ لغيره. وهو كالمحور الرئيسي الذي تدورُ الأشياءُ من حوله وتهتدي بهديه، وتتعلق به وتستنير بنوره وتسبَحُ في فلكِه.
ومن هذا المنظور، فأمَّ الكتابِ قد يكون هو حرف ألف المدِّ ا الذي لا عِوجَ له وهو رمزٌ لله الواحد بين الأحرف، ومنه ومن استقامته تولدت وتحوّرت وتشكلت جميع الأحرف الأخرى بِليِّه وثنيِّه وبالتالي خرجت وانبثقت منه اللغات المختلفة وما تحويه من آدابٍ وعلوم وفنون ... ولأنَّ الكلماتِ مجموعةُ أحرفٍ، فإنَّ القرآنَ الكريم كلَّه قد يكون توَّلدَ من أمِّ الكتابِ (( ا )) الذي هو رمزٌ لله تعالى، فهي كالينبوع تتفجَّرُ منه الكلمات كالأنهار ...
والرقم 1 هو أمُّ وأصلُ الأرقام ومنه ومن مضعفاته نشأت الأرقام الأخرى كلَّها ونشأت العلوم الرياضية ومن ثم العلوم الكونية كالفيزياء والكيمياء والفلك والهندسة ... واللغةُ العربيةُ أمُّ اللغات ... وأمُّ السُور الفاتحةُ ... وأمُّ القُرى مكةُ المكرمةُ ... وأمُّ البيوتِ الكعبةُ المشرفةُ ...... وكذلك فإنَّ أمَّ المؤمنينَ هُنَّ زوجاتُ سيِّدي رسُولِ الله الشريفاتِ الطاهرات، لذلك فقد أمرنا بأنْ نقتدي بهن ونهتدي بهديهن ...
نجدُ كثيراً من الشواهد لما نقول به من حولنا في الطبيعة، فالأشياءُ تنطلق من مراكزها وكأنَّها تتولدُ من هذه المراكز. كانتشارِ الصوتِ والضوء، وورقاتُ الأزهار التي تبدو وكأنَّها مُوَّلدةٌ وخارجةٌ من مراكزها ... والكواكبُ والنجوم والمجراتُ والذراتُ التي تدورُ حولَ مراكزها ...
فكلُّ الأشياءِ تخرجُ وتتوَّلدُ من مراكزها، وتطوفُ وتسبحُ حول هذه المراكز ... وذلك يتناغمُ مع ما نقول به من تولدِ وخروجِ جميع الأحرفِ من مركزها وأمِّها ... حرفِ الألفِ ... أمِّ الكتاب ... مصدرِ النورِ والجمالِ ...
فلا غرابة إذن من هذا المنظور من أنَّ رسم كلمتي {يُسبِّحُون} بتشديد الباء بمعنى تسبيح الله تعالى و {يَسْبَحُون} بتخفيف الباء بمعنى الدَّوران في مدارٍ هو الرسم نفسه تماماً. فالخلائقُ، كلُّ الخلائق {تُسَبِّحُ} خالقها وفي نفس الوقت {تَسْبَحُ} في مداراتها كما جاء في العديد من الآيات القرآنية. فكلُّ شيءٍ {يُسَبِّحُ} - بتشديد الباء وضمِّ الياء - لله تعالى كما جاء في الآية 20 من سورة الأنبياء على سبيل المثال: يُسَبِّحُونَ الَّيلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ {الأنبياء: 20} ...
وفي نفس الوقت فكلُّ شيءٍ {يَسْبَحُ} - بتخفيف الباء وفتح الياء - في مداره حول مركزه كما جاء أيضاً في العديد من الآيات القرآنية، وعلى سبيل المثال من سورة الأنبياء آية 33: وهُوَ الَّذى خَلَقَ الَّيلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فى فَلَكٍ يَسْبَحُونَ {الأنبياء: 33} ...
فكلٌ يطوف حول مركزه الواحد ويشيرُ إلى الله الواحد جلّ جلاله، سواءٌ في كتاب القرآن الكريم أو في كتاب الخلق العظيم. فطواف المخلوقات حول مركزٍ واحد كطواف الإنسان حول بيت الله، وطواف الأصابعَ الأربعة حول مركزها – الإبهام - والذرة ومكوناتها، والأجرام السماوية والمجرات بأشكالها وأنواعها، إنَّما هو إخبارٌ بلطفٍ وخِفية منه، وهو اللطيف الخبير، بأنَّ كل شيءٍ – صغُرَ أم كَبُرَ – محتاجٌ فقيرٌ ومتعلق ٌ به، ومُستنيرٌ بنوره، وآخذٌ مسببات وجودِهِ وحياتِهِ وبقائِهِ منه عزّ وجلّ. فكما ستهلكُ الأرضُ ومن عليها إنْ هي أفلتت من مسارها حول الشمس، فإنَّ الخلق – كلَّ الخلق – سيهلكُ إنْ هو عصاهُ وأفلتَ وخرج من رحمته تعالى ...
وهذا المفهوم قد يكون هو المقصود بقوله تعالى من سورة آل عمران: الم {1} اللهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الحَىُّ الْقَيُّومُ {2} ... فهو اللهُ الواحدُ المُبينُ بآياته، لأنَّه وكما سنبين لاحقا أنَّ {الم}قد تعني {المبين}، وهو الحيُّ الذي يقومُ عليه كلُّ شيءٍ، ويستظلُ بظله ورحمته وإنعامه كلُّ مخلوق، ويستمدُ منه وجودَه وحياتَه وبقائَه ... فأكرم به من ربٍّ كريم ...
وفي الخلاصة: لأنَّ الكتابَ حرفٌ والحرفَ كتابٌ، فأمَّ الحرفِ أو الكتابِ أي أولُه هو حرفُ الألفِ والرقمِ 1 لأنهما يأتيانِ أولَ الأحرفِ الأبجديةِ وأولَ الأرقامِ ... ومنهما وبليِّهِما وثَنيِّهما توَّلدت وتحوَّرت جميع الأحرف والأرقام الأخرى ...
ومن منظور أمّ الكتاب الكريم المولد المعطاء هذا ننظر إلى الآيات الثلاثة التي وردت عبارةَ "أمّ الكتب" فيها ... فبسم الله ...
فحروفُ (ب)، (ن)، (ث)، (ت) متشابهةٌ في رسمِها وصورِها. وهكذا ...
بهذا قد يكونُ من معاني {ءَايَتٌ مُّحْكَمَتٌ} أي آيات اللهِ تعالى المُتمثلة باستخراجِ الأحرفِ المتشابهةِ من أمِّ الكتبِ وكلُّها محكماتٌ سواءٌ المستقيمُ منها أي " أمُّ الكتبِ ا" أو الأخرى المُلتويةُ المُعوجةُ المثنيَّةُ المُتشابهةُ في الرسم والصورةِ (ح، ج، خ). فـ "ءايتٌ مُّحْكَمَتٌ" لا تعني آياتِ القُرآنِ بالمعنى الحرفي وحسب، فمن المعْلُوم أنَّ الله تعالى يذْكُرُ من آياتِهِ ما يشاءُ، والأحرفُ من كلامه تعالى وهي أيضاً آياتٌ من الكتابِ، بل هي أصلُ ( لُبُّ ) الكتاب وأصلُ الآيات
الأوَّل : أُمُّ الْكتب (أي حرف الألف ا ) الثاني : وَأُخَرُ مُتَشبهتٌ ( أي متشابهة في صورتِها مثل المجموعة : ب، ن، ت، ث )
وكُلّهنَّ – أي الأوَّل والثاني - ءايتٌ مُّحْكَمَتٌ!
فَأَمَّا الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ (أي ميلان) فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشبه مِنْهُ (أي المائلة من الحروفِ لأنَّ قلوبَهم مائلة). كذلك فهذه الجملة قد يكون لها دلالات أخرى. فالزيغُ هو الميلُ، وهو عكسُ "أمِّ الكتب حرفِ الألف المستقيم ا " الذي لا عِوجَ له فتكون هذه إشارةٌ منه تعالى إلى الربطِ بين الميلِ و الـ " وَأُخَرِ مُتَشبهت " وزيغ وميلان قلوب هؤلاء الناس ...
ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ (هؤلاء المنافقون وأعداءُ الإسلام)، وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ، وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ (فأنتم أقل من أنْ تدركوه وتُحصُوه سُبحانَه وأقل من أنْ تفهموا كلَّ كلامه، سبحانه وتعالى) ...
وَالرَّسِخُونَ فِى الْعِلْمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا (هؤلاء الذين يقولون كلٌ منه سُبحانَه فيجب أنْ يكونَ كلامُه كُلُّه متناغماً مترابطاً بنفس القوةِ والمتانةِ)، وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألببِ (أصحابُ الفطرةِ السليمةِ والأصلِ النقي الذين يقدرونَ الله تبارك وتعالى حقَّ قدره فلا يرضونَ لكتابه بالنقص والتعارض) ...
وتنتهي الآيةُ المهيبة بقوله تعالى : وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألببِ … وفي هذا أيضاً إشارةٌ جميلة … فـ : اللبُّ هو الأصلُ والقلبُ وبهذا تكونُ الإشارةُ في آخرِ الآيةِ إلى لبِّ الكتابِ أي أصلِه أي أمِّ الكتاب ( ا )… فتأمل …
لاحظْ في الآيةِ السابقةِ جملةَ: هُوَ الَّذِى يُصَوِّرُكُمْ فِى الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ ... فكما أنَّ تصويرَ الطفل في رحمِ أمِّه آيةٌ، فإنَّ تصويرَ الحروف من أمِّ الكتاب آيةٌ، وكلٌ من عِندِ ربِّنا تعالى يصورُ ما يشاء ... البديع الجميل ... ذي الجلال والإكرام ...