الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ سيدنا محمدًا عبده ورسوله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى كل رسول أرسله أما بعد فيا عباد الله اتقوا الله تبارك وتعالى وعظموا أمره واجتنبوا نهيه واعلموا أن الله تعالى يقول {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}، وعن سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: يا أيها الناس إنكم لتقرؤن هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول [إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه] رواه أبو داود والترمذي والنسائي بأسانيد صحيحة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم [إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا] رواه البخاري ومسلم، فقيل لرسول الله هل بعد ذلك الخير من شر قال [نعم دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها]، قيل يا رسول الله صفهم لنا فقال [هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا] رواه البخاري. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم [اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا]، قالوا يا رسول الله وفي نجدنا، قال [اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا]، قالوا يا رسول الله وفي نجدنا، قال (في الثالثة) [هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان] رواه البخاري. وفي سنن الترمذي
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [يخرج في آخر الزمان رجالٌ يختلون الدنيا بالدين يلبسون للناس جلود الضأن من اللين ألسنتهم أحلى من السكر وقلوبهم قلوب الذئاب، يقول الله عزَّ وجلَّ أبي يغترون أم عليَّ يجترئون فبي حلفت لأبعثن على أولئك منهم فتنة تدع الحليم منهم حيرانا]. وحال زماننا هذا كما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله [بدأ الإسلام غريبا ثم يعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء]، قيل يا رسول الله من الغرباء، قال [الذين يصلحون إذا فسد الناس]. رواه الإمام أحمد وغيره،
فالحذر الحذر معشر المسلمين من هؤلاء الذين كفروا الناس واستحلوا دمائهم وأموالهم حُكاما ومحكومين أئمة ودعاة ومؤذنين وتجارا وصحفيين ومثقفين وأطباء ومهندسين وفلاحين وأصحاب المهن والحرف الكبار والصغار والنساء والشيوخ والأطفال. وقالوا من دخل في دعوتنا فله ما لنا وعليه ما علينا ومن لم يدخل فهو كافر حلال الدم والمال، وكفروا علماء المسلمين وعوامهم في مصر ولبنان و
والأردن و
واليمن والعراق وتركيا ودبي والحجاز واندنوسيا وباكستان وفي سائر البلدان وحرموا الصلاة خلفهم ووصفوهم بالقبوريين وكفروا كل من يقلد مذهب الشافعي أو مالك أو أحمد أو أبي حنيفة وقالوا عن عقيدة الأزهر عقيدة شركية وقالوا أبو جهل أعلم بلا إله إلا الله من هولاء أصحاب العمائم، وقالوا أبو لهب وأبو جهل أخلص إيمانا و أقوى توحيداً من هؤلاء المسلمين الذين يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله ويتوسلون إلى الله بالأنبياء والصالحين.
وضللوا أبا حنيفة وسموه أبا جيفة وضللوا الغزالي والنووي وابن حجر والسبكي والسلطان صلاح الدين والسلطان محمد الفاتح وكل المسلمين الأشاعرة والماتريدية والرفاعية والقادرية وسائر الصوفية الصاقدين ولم يستثنوا إلا زعيمهم ومن شرب من ماءه العكر حتى وصل بهم الحال إلى تكفير والدي رسول الله وتكفير السيدة حواء فلا حول ولا قوة إلا بالله ومع كل هذه القبائح التي عندهم يرمون غيرهم بما فيهم كذبا وزوراً وحسداً وافتراءً. معشر المسلمين مُروا بالمعروف وانهوا عن المنكر باختلاف أنواعه بالحكمة والموعظة الحسنة دافعوا عن دينكم وحصنوا أولادكم واحذروا القصاصين المتلونيين المدافعين عن زعماء التشبيه والتكفير لأجل الشهرة والمال وإياكم والشياطين الخرس الساكتين عن الحق المساهمين في نشر المنكرات وتقوية أهلها بدعوى وحدة الصف فإن وحدة الصف لا تكون إلا على أسس سليمة مأخوذة من كتاب الله وسنة نبيه محمد عليه الصلاة والسلام فقد روى ابن أبي الدنيا أنه عليه الصلاة والسلام قال [كيف أنتم إذا لم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر]، قالوا أو كائنٌ ذلك يا رسول الله، قال [نعم والذي نفسي بيده وأشد منه سيكون]، وقالوا وما أشد منه يا رسول الله، قال [كيف أنتم إذا رأيتم المعروف منكرا ورأيتم المنكر معروفا]
نسأل الله تعالى أن يرنا الحق حقا وأن يرزقنا اتباعه ومناصرته وأن يرنا الباطل باطلا وأن يرزقنا اجتنابه ومحاربته
آمين يا رب العالمين.
وسبحان الله والحمد لله أولا وآخرا