ﻗﺼﺔ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺒﺮ ﻛﺜﻴﺮ
ﺗﺨﺮﺝ ﺃﺣﻤﺪ ﻣﻦ ﻛﻠﻴﻪ
ﺍﻟﻬﻨﺪﺳﻪ ﻭﺳﺎﻓﺮ ﻟﻠﺨﺎﺭﺝ ﺑﺤﺜًﺎ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ، ﻭﻟﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺃﺣﺲّ ﺑﺎﻟﻐﺮﺑﺔ ﻭﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﻟﻤﻪ.. ﻭﺷﺎﺀ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﺑﺸﺎﺏ ﻣﻦ ﺑﻠﺪﻩ ﺍﺳﻤﻪ ﺧﺎﻟﺪ، ﺍﺣﺘﻀﻨﻪ ﻭﺷﻐّﻠﻪ ﻣﻌﻪ، ﻭﺗﻮﻃﺪﺕ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ
ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ...
ﺃﻧﺸﺄ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺎﻥ ﺷﺮﻛﺔ
ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﻛﺒﺮﺕ ﺣﺘﻰ ﺻﺎﺭﺕ ﻣﺠﻤﻮﻋﻪ ﺷﺮﻛﺎﺕ.
ﻭﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻸﻳﺎﻡ ﺗﻔﺎﺟﺄ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻓﺘﺎﺓ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ
ﻣﻜﺘﺐ ﺧﺎﻟﺪ، ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ
ﺃﺣﻤﺪ ﺃﻥ ﻳﺨﻔﻲ ﺇﻋﺠﺎﺑﻪ
ﺑﺠﻤﺎﻝ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ، ﻓﻘﺎﻝ ﺧﺎﻟﺪ: ﺃﺗﺤﺐ ﺃﻥ ﺗﺘﺰﻭﺝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﻲ؟ ﻗﺎﻝ: ﺃﺗﻤﻨﻰ ﺫﻟﻚ! ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﻜﻮﻥ: ﺃﺟﺎﺑﻪ: ﺇﻧﻬﺎ ﺧﻄﻴﺒﺘﻲ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﺤﺮﻣﺔ ﻋﻠﻲ ﻭﻫﻲ ﻣﻦ
ﻧﺼﻴﺒﻚ، ﺣﺎﻭﻝ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺮﻓﺾ ﻭﻟﻜﻦ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺃﺻﺮّ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﻭﻓﻌﻼً ﺗﺰﻭﺟﻬﺎ...
ﻭﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﻗﺮﺭ ﺃﺣﻤﺪ
ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪﻩ ﻭﺍﻟﻌﻴﺶ
ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻠﻪ ﻓﺸﺎﻭﺭ ﺧﺎﻟﺪًﺍ ﻓﻲ ﺍﻗﺘﺴﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﻭﺃﺧﺬ
ﻧﺼﻴﺒﻪ، ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪﻩ
ﻭﻋﻤﻞ ﻭﺭﺑﺢ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ...
ﻟﻜﻦ ﺧﺎﻟﺪًﺍ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺠﺎﺭﺗﻪ ﺗﺘﺪﻫﻮﺭ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻐﺮﺑﺔ
ﺣﺘﻰ ﺧﺴﺮ ﻛﻞ ﺷﻲ..
ﺭﺟﻊ ﺧﺎﻟﺪ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪﻩ.. ﻭﻋﻠﻢ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﺄﻣﺮﻩ، ﻭﺷﺎﺀ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﻳﻠﺘﻘﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻟﻜﻦ
ﺃﺣﻤﺪ ﻫﺮﺏ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﻪ،
ﻓﺤﺰﻥ ﺧﺎﻟﺪ ﻭﺗﺄﺛﺮ ﻣﻦ
ﺗﺼﺮﻑ ﺻﺪﻳﻘﻪ...
ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻘﻰ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﺸﻴﺦ ﻋﺠﻮﺯ ﻭﺗﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻪ،
ﻭﻋﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﻥ
ﻳﻌﻤﻞ ﻣﻌﻪ ﻭﻳﺪﻳﺮ ﻟﻪ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺃﺗﻴﺤﺖ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﺨﺎﻟﺪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ...
ﻭﺑﻌﺪ ﺳﻨﺘﻴﻦ ﻣﺎﺕ ﺍﻟﺮﺟﻞ
ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻭﻛﺘﺐ ﻗﺴﻤًﺎ ﻛﺒﻴﺮًﺍ
ﻣﻦ ﺃﻣﻼﻛﻪ ﻟﺨﺎﻟﺪ، ﺛﻢ ﺟﺎﺀﺕ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻋﺮﺿﺖ ﻋﻠﻰ
ﺧﺎﻟﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﺘﻬﺎ، ﻓﻮﺍﻓﻖ ﻭﺍﺷﺘﺮﻁ ﺃﻥ ﺗﻌﺰﻡ
ﺃﺣﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﻔﻞ ﺍﻟﺰﻓﺎﻑ...
ﻭ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺩﺧﻞ ﺃﺣﻤﺪ
ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺘﻪ، ﻓﺄﻭﻗﻒ ﺧﺎﻟﺪ
ﻓﺮﻗﺔ ﺍﻸﻧﺎﺷﻴﺪ ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻟﻤﻴﻜﺮﻭﻓﻮﻥ ﻭﺧﺎﻃﺐ ﺍﻟﻤﺪﻋﻮﻳﻦ ﻗﺎﺋﻼً:
ﻫﺬﺍ ﺻﺎﺣﺒﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺣﺘﻀﻨﺘﻪ ﻭﺁﻭﻳﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﺑﺔ ﻓﻬﺮﺏ
ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﻲ ﻟﻤﺎ ﺭﺁﻧﻲ!
ﻫﺬﺍ ﺻﺎﺣﺒﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﺳﻤﺘﻪ ﺍﻟﺤﻠﻮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﺍﻏﺘﻨﻴﻨﺎ ﻣﻌًﺎ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺧﺴﺮﺕ ﻭﺳﺎﺀﺕ ﺣﺎﻟﺘﻲ ﻫﺮﺏ ﻣﻨﻲ ﻟﻤﺎ ﻗﺎﺑﻠﺘﻪ! ﻫﺬﺍ ﺻﺎﺣﺒﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻄﻴﺘﻪ
ﺃﻋﺰ ﻣﺎ ﺍﻣﻠﻚ ﻭﺗﻨﺎﺯﻟﺖ ﻟﻪ ﻋﻦ ﺧﻄﻴﺒﺘﻲ ﻷﻧﻬﺎ ﺃﻋﺠﺒﺘﻪ ﻭﻟﻤﺎ ﺍﻟﺘﻘﻴﺘﻪ ﻟﻢ ﻳﻤﻦّ ﻋﻠﻲ ﺑﻨﻈﺮﺓ... ﻭﺑﻐﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻠﻖ ﻭﺣﺮﻗﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﻭﺩﻣﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺃﻭﻣﺄ ﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻸﻧﺎﺷﻴﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﻤﻞ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻣﺼﺪﻭﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺗﺼﺮﻓﺎﺕ
ﺃﺣﻤﺪ.. ﻟﻜﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺗﻘﺪﻡ
ﻭﺃﺷﺎﺭ ﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻸﻧﺎﺷﻴﺪ ﺑﺎﻟﺘﻮﻗﻒ، ﺛﻢ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻤﻴﻜﺮﻭﻓﻮﻥ ﻭﻗﺎﻝ:
ﺃﻫﻼً ﺑﺼﺪﻳﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻏﻴﺮﺕ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻟﻤﺎ ﺭﺁﻧﻲ ﺣﺮﺻًﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﺣﻴﻦ ﻳﺮﺍﻧﻲ ﻏﻨﻴًﺎ ﻭﻳﺮﻯ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻌﺪﻣًﺎ.
ﺃﻫﻼً ﺑﺼﺪﻳﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺳﻠﺖ
ﻟﻪ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻛﻲ ﻳﻘﺎﺑﻠﻪ ﺻﺪﻓﺔ
ﺛﻢ ﻳﺤﺘﻀﻨﻪ ﻟﻴﺪﻳﺮ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ
ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻲ ﺃﻋﻄﻒ
ﻋﻠﻴﻪ!
ﺃﻫﻼً ﺑﺼﺪﻳﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﻋﺰﺕ ﻟﻮﺍﻟﺪﻱ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻪ ﺟﺰﺀًﺍ ﻛﺒﻴﺮًﺍ ﻣﻦ ﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﻪ ﻷﻧﻪ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺫﻟﻚ.
ﺃﻫﻼً ﺑﺼﺪﻳﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺳﻠﺖ
ﻟﻪ ﺃﻣﻲ ﻟﺘﺰﻭﺟﻪ ﺃﺧﺘﻲ ﻛﻲ ﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮﻫﺎ ﺭﺩًﺍ ﻟﻠﺠﻤﻴﻞ.
ﺍﻧﺪﻫﺶ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻤﺎ ﺳﻤﻊ
ﻭﺍﺭﺗﻤﻰ ﻓﻲ ﺃﺣﻀﺎﻥ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻳﻌﺎﻧﻘﻪ ﻭﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻣﺤﻪ....!!!
............... ........
ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺧﺎﻟﺪ ﺷﺨﺼﻴﻦ
ﺭﺍﺋﻌﻴﻦ..