قال لي: لقد اكتشفت شيئاً عظيماً في أول ليلة من الزواج، وأنا أفكر الآن بتطليق زوجتي بعد مرور ثلاثة أيام من ليلة الدخلة، والشيء الذي اكتشفته في ليلة الدخلة أن زوجتي ليست عذراء..
فماذا أفعل؟! وكيف أتصرف؟ هل أصارحها بإحساسي؟ وماذا أفعل بها إن صارحتني بماضيها؟
قلت: هدئ من روعك، واستعن بالله ودعني أسألك عدة أسئلة؟
قال: تفضل..
قلت: كيف عرفت أن زوجتك ليست بكراً؟ هل أنت خبير بذلك؟
قال متردداً: لا أنا لست خبيراً ولكن مجرد إحساس.
قلت: إذن لا تستعجل، فقد يكون إحساسك خاطئاً، فهل تستطيع أن تستمر معها وكأن شيئاً لم يحدث طالما أن الأمر ليس يقينياً.
قال: لا.. لأن نفسي توسوس بذلك وأنا ملتزم ومحافظ ومتدين ولا أحب أن أرتبط بفتاة لها ماضٍ.
قلت: إذن لابد من مصارحتها، فهل أنت مستعد؟!
قال: نعم.. ولكن كيف؟ ومتى؟
قلت: أولاً: ينبغي أن تعلم أنه ليست كل فتاة غير بكر فذلك يعني أنها زانية، فقد تكون تعرضت إلى اغتصاب في صغرها أو كانت تلعب رياضة معينة أو مرت عليها لحظة طيش وحصل ما حصل، فهل أنت مستعد لأن تصدقها؟ إن قالت لك ذلك؟
ثانياً: إن غشاء البكارة على أنواع، فقد يكون من النوع الذي تشعر أنت معه بأنها ليست بكراً بينما هي كذلك، فهل أنت مستعد أن تصدقها، إن قالت لك ذلك وأكدت الطبيبة على أنها بكر رغم إحساسك الخاطئ؟!
ثالثاً: لو صارحتك بأن لها ماضٍ وقد أخطأت مرة في عمرها، ولكنها تابت وأنابت وصدقت مع ربها وهي متدينة ومحافظة ومتميزة كما ذكرت لي، فهل أنت مستعد لأن تستر عليها وتستمر معها لتنال الثواب من الله طالما أنها صادقة معك؟
قال: نعم أنا مستعد لمواجهة هذه الاحتمالات، ولكن كيف أصارحها ومتى؟
قلت: أما كيف تصارحها؟ فيمكنك البدء معها بكلمة (أنا أشعر أنك....) ولا تخاطبها بأسلوب اليقين، لأنك غير متأكد، وتختار الوقت المناسب للحوار، وإذا أنكرت حصول أي شيء في تاريخها، فأنت بين خيارين: إما أن تتقبل كلامها وتكون مطمئناً، أو أن تقترح عليها الذهاب إلى طبيبة مختصة للفحص حتى لا يدخل الشيطان بينكما مرة أخرى. وبذلك تقطع الشك باليقين. واعلم أنها إن رفضت الذهاب إلى الطبيبة فلا يعني ذلك أنها زانية، فكثير من العفيفات لا يقبلن ذلك، فكن حكيماً في التعامل معها.
فأنت تعلم أن هذه مسألة حساسة وتخدش حياء المرأة.
قال: وإذا لم تتجاوب معي في أول حوار؟
قلت: لا تستعجل وكن متريثاً فالأمر ليس بالسهولة التي تظنها، فكن حكيماً معها وحاول أن تفتح الموضوع في لقاء آخر حتى ولو بعد حين.
قال: ولكن الصدمة ستكون كبيرة إن اكتشفت أنها كانت زانية وأنها تستمر في ذلك ولم تتب.
قلت: إذا كانت هي بهذه الدرجة فيكون الفراق هو الحل.
قال: ولو قالت لي بأنها تابت بعد الزنى، ولكن أنا لا أستطيع أن أستمر معها، فنفسيتي لا تتحمل ذلك.
قلت: أقترح عليك أن تطلقها ولكن بعد مرور أكثر من ستة أشهر على زواجكما، حتى لا يكون سبباً للناس أن يتحدثوا عنها في عفتها إذا طلقتها اليوم ولم يمر على زواجكما أكثر من ثلاثة أيام.
فخطط معها كيف يكون الفراق، وبعد الفراق إذا سئلتما عن سبب الطلاق فلتكن إجابتكما واحدة بعد ستة أشهر، وذلك حفظاً للفتاة طالماً أنها تابت إلى الله، فربما يأتيها زوج بعدك.
قال: شكراً لك على هذا الحوار وسأبدأ بتنفيذ هذه الخطة من اليوم إن شاء الله، وأرجو أن يكون كل ما دار في ذهني من أفكار غير صحيح، لأنني والله أحببتها حباً كبيراً..
قلت: وأنا أرجو أن تستمر معها حتى لو صارحتك بارتكاب الفاحشة طالما أنها تابت إلى الله وأنت تحبها، فتكون لها عوناً على الطاعة إن شاء الله.> فذهب ولم يرجع إليّ أو يحدثني وأنا لا أعلم حتى الآن ماذا حصل بينهما؟!