( يا ملما بأرض تلك البلاد ... حي فاسا وحي أهل الوداد )
( إن تناءت بشخصها عن عياني ... فحماها مصور في فؤادي )
قصائد في مدح تلمساني وفاس
قلت تذكرت بهذا البحر والروي والغرض قول الفقيه الكاتب العلامة الناظم الناثر أبي عبد الله محمد بن يوسف الثغري كاتب سلطان تلمسان أمير المسلمين أبي حمو موسى بن يوسف الزياني يمدحه ويذكر تلمسان المحروسة
( أيها الحافظون عهد الوداد ... جددوا أنسنا بباب الجياد )
( وصلوها أصائلا بليال ... كلآل نظمن في الأجياد )
( في رياض منضدات المجاني ... بين تلك الربى وتلك الوهاد )
( وبروج مشيدات المباني ... باديات السنا كشهب بواد )
( رق فيها النسيب مثل نسيبي ... وصفا النهر مثل صفو ودادي )
( وزها الزهر والغصون تثنت ... وتغنت عليه ورق شواد )
( وانبرى كل جدول كحسام ... عاري الغمد سندسي النجاد )
( وظلال الغصون تكتب فيه ... احرفا سطرت بغير مداد )
( تذكر الوشم في معاصم خود ... نصبت فوقه ذوات امتداد )
( وكؤوس المنى تدار علينا ... بجنى عفة ونقل اعتقاد )
( واصفرار الأصيل فيها مدام ... وصفير الطيور نغمة شاد )
( كم غدونا بها لأنس ورحنا ... جادها رائح من المزن غاد )
( ولكم روحة على الدوح كادت ... أن تريح الصبا لنا وهو غاد )
( رقت الشمس في عشاياه حتى ... أحدثت منه رقة في الجماد )
( جددت بالغروب شجو غريب ... هاجه الشوق بعد طول البعاد )