اسمعوا في الصحيح عن أبي هريرة قال: قال عليه الصلاة والسلام:
(( صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ، مميلاتٌ مائلاتٌ، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ))
[ مسلم عن أبي هريرة]
هل خطر في بالكم لماذا جمع النبي هذين الصنفين معاً؟
((قوم معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ، مميلاتٌ مائلاتٌ، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ))
لماذا جمع بين هذين الصنفين؟ لأن الذي يستبد كيف يستبد بالناس؟ عن طريق إطلاق الشهوات، الإنسان إذا اتبع الشهوة أصبح ضعيفاً، أصبح كالخرقة، يخاف من كل شيء، ويخنع لكل قوي، فمن لوازم المستبدين أنهم يطلقون الشهوات من دون ضابطٍ لها إطلاقاً، طبعاً هذا الوصف قلّما يلتفت الناس إليه، وصفٌ من دلائل النبـوة
[ كاسيات عاريات ]
شيئان متناقضان، أحدهما ينقض الآخر، فكيف جمع النبي بينهما؟ هل بإمكانك أن تقول: هذا الحرم مظلمٌ ومنير في آنٍ واحد؟ مستحيل. إن قلت مظلماً نقضت وجود النور فيه، وإن قلت منيراً نقضت وجود الظلام فيه. فهناك شيئان متعاكسان وهناك شيئان متناقضان، أي أن أحدهما ينقض وجود الآخر فكيف قال النبي: كاسيات عاريات؟
(( صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ))
إن كانت كاسية كيف تكون عارية؟ وإن كانت عارية كيف تكون كاسية؟
ما كان أحدٌ يعرف كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى آخر الزمان وكأنه رأى بعينه ما يرتدي النساء، إنها ترتدي لكن هذا الذي ترتديه لا يستر شيئاً، إما أن يشف لرقته عن لون بشرتها، أو أنه يصف حجم أعضائها فكأنها عارية، وهذا من دلائل نبوة النبي عليه الصلاة والسلام.
لذلك المرأة التي يحبها الله ورسوله لا يبدو شيئاً من جسمها أبداً، ثيابها صفيقة –سميكة-، وسابغة، وفضفاضة، الثياب الفضفاضة هذه ثياب المؤمنات لا يبدو شيءٌ من خطوط جسمها.
إذاً:
((...ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ، مميلاتٌ مائلاتٌ))
أي هؤلاء النساء بهذا الزي الفاضح، وهذه الثياب المتبذلة، يدعون الرجال إليهن بلسان الحال، مائلات إلى الرجال، مميلات للرجال، على رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، الأسنمة جمع سنام، بعض أنواع الجمال لها سنام عظيم، فهذا الذين يفعلونه بشعورهن يزداد طولها عشرة سنتمتراً:
((....رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ))