ورحمة الله وبركاته
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا و من سيئات أعمالنا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحده لاشريك له وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ : أما بعد
أحبتي في الله : فهذه رسالة يحتاجها المسلم لمعرفة بعض أحكام الجمعة .
أتمنىأن تقرأها ولا تدع ولا تسمح للشيطان ان يمنعك من خيرها .وفقك الله لما يحبه ويرضاه ورزقك من حيث لاتحتسب .أتمنى ان تقرأها وتستفيد بها وترسلها الى كل من تحب. أخي الحبيب ... قف وانتبه إن من المحزن حقاً ما نراه من واقع فئام من شبابنا في عدم مبالاتهم بالأوقات، وخاصة الأوقات الفاضلة،مع أنهم يدركون جيداً أن الحياة قصيرة وإن طالت، والفرحة ذاهبة وإن دامت، والصحة سيعقبها السقم، والشباب يلاحقه الهرم، ومن الأوقات الفاضلة التي فرط فيها بعض شبابنا، يوم الجمعة، الذي هدى الله تعالى أمة محمد صلى الله عليه وسلم إليه، وأضل الأمم الماضية عنه، هذا اليوم الذي فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، وفيه تقوم الساعة (( وما من ملك مقرب، ولا سماء، ولا أرض، ولا رياح، ولا جبال، ولا بحر، إلا وهن يشفقن من يوم الجمعة))[رواه أحمد وحسنه الألباني]، وقد ذكر كعب الأحبار أنه: (( ما طلعت الشمس من يوم الجمعة إلا فزع لمطلعها البر والبحر والحجارة، وما خلق الله من شيء إلا الثقلين))[رواه عبدالرزاق في مصنفه 3/552]، ومع ذلك نرى التفريط والإضاعة في ساعاته،يجب على المسلم غير المعذور حضور الجمع والجماعات لأنه قد ورد الوعيد الشديد في حق من تخلف عن الجمعة وعن الجماعة وقد همّ صلى الله عليه وسلم بتحريق بيوت المتخلفين عن صلاة الجماعة ووصفهم بالنفاق وورد الوعيد الشديد في حقهم، والتخلف عن صلاة الجمعة من غير عذر شرعي فيه وعيد شديد فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من ترك ثلاث جمع تهاوناً طبع الله على قلبه" (رواه أبوداود في سننه)، وقال صلى الله عليه وسلم: "لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين" (رواه مسلم في صحيحه)، فلا يجوز للمسلم أن يتخلف عن صلاة الجمعة لغير عذر شرعي، ولا ينبغي للإنسان أن يداوم على الخروج وترك صلاة الجمعة، وأن يخص يوم الجمعة بالخروج للنزه ويترك صلاةالجمعة. برنامج مقترح لقضاء الوقت في يوم الجمعة أتمنى أخي الغالي أن تقرأه ولا تدع ولا تسمح للشيطان ان يمنعك من خيره .وفقك الله لما يحبه ويرضاه ورزقك من حيث لاتحتسب أخي الغالي أتمنى ان تقرأه وتستفيد به وترسله الى كل من تحب.
1- الاغتسال: فغسل الجمعة واجب، ويأثم من لم يغتسل إلا لضرورة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " غُسل الجمعة واجب على كل محتلم " [ صحيح البخاري، 879 ] ، يعني على كل بالغ. وكذلك لقوله صلى الله عليه وسلم : " إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل " [ صحيح البخاري، 877 ].
2- التنظف: أي ويسن أن يتنظف كما جاءت به السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، حيث قال: " لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهر ما استطاع من طهر، ويدهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام، إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى " [ صحيح البخاري، 833 ]. والتنظف أمر زائد على الاغتسال، فالتنظف يقطع الرائحة الكريهة وأسبابـها. وعلى ذلك فيسن حلق العانة ونتف الإبط وحف الشارب وتقليم الأظفار.
3- عدم حلق اللحية قبل الذهاب إلى الصلاة: فالبعض يظن أن من تمام التنظف أن يحلق لحيته، ولذلك فهو يقوم بذلك قبل الذهاب لصلاة الجمعة. لكن حلق الذقن معصية. فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " جزوا الشوارب، وأرخوا اللحى. خالفوا المجوس " [ صحيح مسلم،260/55 ]. وصيغة الأمر تدل على وجوب امتثاله، بحيث يثاب فاعله ويعاقب تاركه.
4- التطيب ودهن الشعر: أي ويسن أيضا التطيب، لما ورد في الحديث المذكور في البند الثاني " ... ويدهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته ... ". ويكون التطيب باستخدام أي طيب سواء من الدهن، أو من البخور في ثيابه وبدنه. كما أنه مما يسن في هذا اليوم أن يدهن، وذلك إذا كان له شعر رأس، فإنه يدهن رأسه ويصلحه حتى يكون على أجمل حال.
5- لبس أحسن الثياب: ويسن للمرء لبس أحسن ثيابه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعد أحسن ثيابه للوفد والجمعة. فعن عبد الله ابن عمر أن " عمر بن الخطاب رأى حلة سيراء عند باب المسجد، فقال: يا رسول الله لو اشتريت هذه فلبستها يوم الجمعة، وللوفد إذا قدموا عليك " [ صحيح البخاري، 886 ]، كما روى عبد الله بن سلام أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم :على المنبر يوم الجمعة يقول: " ما على أحدكم إن وجد سعة أن يتخذ ثوبين ليوم الجمعة، سوى ثوبي مهنته " [ صحيح / صحيح الجامع الصغير وزيادته، 5635 ].
6- التسوك: ففي حديث عام عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لولا أشق على أمتي - أو على الناس - لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة " [ صحيح البخاري، 887 ]. وكذلك فعن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " غسل يوم الجمعة على كل محتلم. وسواك . ويمس الطيب ما قدر عليه " [ صحيح مسلم، 846/7 ]، والأفضل أن يخصها بسواك الجمعة وليس السواك العادي، ولهذا لو أن الإنسان استعمل يوم الجمعة الفرشاة التي تطهر الفم لكان هذا حسنا وجيدا.
7- التبكير إلى المسجد: ويسن أن يبكر إلى الجمعة. والدليل على ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه: " من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة. فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر " [ صحيح البخاري، 881 ] ، ومن أتى بعد دخول الإمام فليس له أجر التقدم، ولكن له أجر الجمعة، لكن أجر التقدم حرم منه. وكثير من الناس – نسأل الله لنا ولهم – ليس لهم شغل في يوم الجمعة، ومع ذلك تجده يقعد في بيته أو في سوقه أي حاجة وبدون أي سبب، ولكن الشيطان يثبطه من أجل أن يفوت عليه هذا الأجر العظيم، فبادر من حين تطلع الشمس، واغتسل وتنظف، والبس أحسن الثياب، وتطيب، وتقدم إلي المسجد، وصل ما شاء الله، واقرأ القرآن إلي أن يحضر الإمام.
8- عدم التفرقة بين اثنين: ألا يفرق بين اثنين، يعني لا تأتى بين اثنين تدخل بينهما وتضيق عليهما، أما لو كان هناك فرجة فهذا ليس بتفريق، لأن هذين الاثنين هما اللذان تفرقا، لكن أن تجد اثنين متراصين ليس بينهما مكان لجالس ثم تجلس بينهما!! هذا من الإيذاء، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يتخطى الرقاب يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال له: " اجلس فقد آذيت ". [ صحيح / صحيح الجامع الصغير وزيادته، 155/63 ].
9- قراءة سورة الكهف في يومها: أي يسن أن يقرأ سورة الكهف في يوم الجمعة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين " [ صحيح / صحيح الجامع الصغير وزيادته، 6470 ]. وعنه أيضا صلى الله عليه وسلم : " من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له النور ما بينه وبين البيت العتيق " [ صحيح / صحيح الجامع الصغير وزيادته، 6471 ].
10- الإكثار من الدعاء وتحري ساعة الإجابة: لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن في الجمعة لساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسال الله شيئا إلا أعطاه إياه "، وقال بيده يقللها. [ صحيح البخاري، 935 ]. وبذلك نعلم أن الجمعة فيها ساعة إجابة، وليس ساعة نحس، كما ألبس علينا أعدائنا. وقد رجح ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد قولين في تحديد هذه الساعة، هما: الأول: أنها من جلوس الإمام إلي انقضاء الصلاة. والثاني: أنها بعد العصر، وقال: وهذا أرجح الأقوال.
11
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بلغوا عني ولو آية " [ صحيح / صحيح الجامع الصغير وزيادته للألباني، 2837 ]. وقال صلى الله عليه وسلم : " من أحيا سنة من سنتي فعمل بها الناس، كان له مثل أجر من عمل بها، لا ينقص من أجورهم شيئا " [ صحيح / صحيح سنن ابن ماجه للألباني، 174(208) ]. فينبغي لطالب العلم وغير طالب العلم، كل من علم سنة، ينبغي أن يبينها في كل مناسبة. ولا تقل: أنا لست بعالم! نعم لست بعالم، لكن عندك علم. فينبغي للإنسان أن ينتهز الفرص، كلما سنحت الفرصة لنشر السنة فانشرها يكن لك أجرها، وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.
لكم مني اخواني اخواتي اعظم التحايا،و التمنيات،،و ورحمة الله وبركاته
اسأل الله أن يوفقنا لطاعته وأن يبعدنا عن معصتيه نسأل الله التبات لنا ولكم ولجميع المسلمين. ووفقنا لما يحبه ويرضاه، ورزقنا الاستقامة على شرعه القويم . وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، ورزقنا حبه ورضاه . نسأل الله تعالى الإخلاص في القول والعمل والنوايا.
سُبحانك اللهم ، وبحمدك ، أشهدُ أن لا إله إلا أنتَ ، أستغفرك ، وأتوب إليك .
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ، وآله وصحبه أجمعين.