بسم الله الرحمــــان الرحـــــيم./
الســــــلام عليكم ورحمة الله وبركــــاته./
جلست وحيدا أمام شاشة الجهاز أتخبط هنا وهناك حتى وقعت عيناي بين آية من آيات الله عزوجل:
[وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا]،
فأخذت هذه الاية الكريمة مأخذ القاريء المتأمل ووضعتها في كفة ثم سافرت بعقلي الى معتقدات الناس فوضعتها في كفة أخرى...
ثم قمت بتمحيص الكفتين وانتهى بي المقام الى حيث بدأت...
بالفعل لم أفهم شيئا مما كان يخطر في بالي من أفكار وحلول بذات الموضوع ،المسألة ليست مقتصرة على الحلال والحرام،بل هناك أشياء أبعد من ذالك،وظروف أقسى
من ذالك،أبسط شيء للإنسان هي التوبة،وأبسط شيء عند الله هو الغفران،اذن فالمسألة لا تتعلق بمعصية أو توبة،انما تتعلق براحة الإنسان وتعاسته في هذه الحياة الذليلة،ومن بين هذه الالام التي يعاني منها الإنسان في هذه الحياة....الخوف من المستقبل؟؟؟سواء كان هذا الإنسان غنيا أو فقيرا فهما شريكان في هذا الشعور...
يقول الله تعالى[ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ]....هنا لم يستثني الله عزوجل أحدا من عباده سواء كان مسلما أو يهوديا أو مجوسيا...فالرزق قد شمل أهل الأرض جميعا..الا أن هناك اختلافا كبيرا في الأرزاق وهذه مشيئة الله في ملكه...
ولكن....عندما نتجه الى المنحى الاخر ونصعد عبر العقبات القاسية الصعبة فنجد قوله تعـــالى:
[المال والبنون زينة الحياة الدنيا] وما فائدة المال بلا بنين؟؟؟وما فائدة في بنين بلا أموال؟؟؟؟هل نظن أن الحياة الدنيا زينة وراحة البال أم أنها مصاب وبلاء؟؟؟؟؟؟قضاء وقدر حكم على الإنسان بالغنى بلا بنين فصارت حياته جحيما مؤلما....قضاء وقدر حكم على انسان بالفقر والبنين وخضع للعيشة الضنكية الأبدية التي لا تخلوا من مشاكل وأحزان....
ان الثمار في هذا البلد قد جفت وذبلت،وانعدم التكاثر والتزاوج والتناسل منذ ذبول المجال الديني من القلوب،وانتزعت العقيدة من الألباب،أما الأشواك فقد بارك الله فيها وملأت الأرض تمردا وتشردا...ولو اتبعنا سنة رسولنا الكريم لما وصلت الدنيا بنا الى ما تطيش العقول من صدق ما فيها،فقد حث الفقير الذي لا يستطيع تحمل المسؤولية وأعباءها أن يصوم عن الزواج،ولو صام الفقير لكان خير له مما يعانيه اليوم من الأزمات وسوء المعيشة وأعباء الأولاد...ولو صام الفقير...لما رأى بين عينيه فلذات أكباده تترامى في الشوارع تسولا وسخطا على مرارة الحياة...لو صـــام الفقير...لكانت الحياة منتظمة والهواء نقي من أدناس ذنوبهم....ما ذنب هؤلاء؟؟؟اللذين يعشقون الموت ويتمنون الجحيم وما فيه من عذاب خير من هذه الدنيا الصلبة القاسية،خير من هؤلاء الاباء المجرمين الذين لم يقتصر زواجهم الا على المتع الزائلة والأوهام التافهة؟؟؟؟؟اباء مجرمون تركوا ذرية كصفوف من النمال التي تدب بعضها فوق بعض بدليل أن الله يرزق من يشاء بغير حساب...اباء مجرمون ...يأبون الا الزواج مثنى وثلاث ورباع دون أن يخشوا ألا يعدلوا بينهم في كل شيء...
هكذا تضيع الأمة بين أنانية أهل المال الذين يخشون التكاثر خوفا من تقلبات المستقبل وبين جهل أهل الفقر والشقاء المتوالدين كالذباب ليجلبوا لأنفسهم فقرا وشقاء...أما حبوب منع الحمل...أو ما يسمى بقتل وحرمان الأرواح من شقاء الدنيا...فهي ليست حلا...أو علاجا لمن وقع في شباكها...بل منكرا وعدوانا
قال ليك ندوز الحياة...أما الأولاد بلاتي علي...ثم كانت النتيجة في الأخير عقما عقيما...فحرمه الله من نعمة الأولاد...وصار يلهث عبر الأسياد والأشباح عسى أن يرزق بالبنين...وما من أحد من هؤلاء استجاب دعاءه ولبى طلبه...أيا للإنســان العجيـــيب...كلما سمى به الله ورفعه....تسامـــى على الله وترفع...كلما ذكره الله...نسى هو الله...أيا للإنسان العجيب...أول ما يستغاث به هو شركاء اتخذهم لله...ومن ينقذه من حزنه والامه هو الله... {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} نسوا الله" في الرخاء "فأنساهم أنفسهم" في الشدائد....نسوا الله عندما تمتعوا واستمتعوا بالصحة والعافية فأنساهم الله في معانتهم مع المرض...أقصد المرض النفسي الذي أصيب به العقيم عندما اتخذ قرار ألا يلد واليوم لماذا لم يتخذ القرار أن يلد؟؟؟؟؟؟؟
منقول