آثار و معالم مصرية
*********************
نبذة تاريخية
تاريخ مصر ماثل في المعالم الحضارية والأثرية التي مازالت قائمة وتروي فصول تاريخها منذ العهد الفرعوني الأول وفي مقتنيات المتاحف المصرية العديدة التي تسجل تفاصيل دقيقة عن حياة الأمم والشعوب التي عاشت في وادي النيل منذ نحو سبعة آلاف عام وحتى عصرنا هذا.
وربما يجوز القول ان تاريخ مصر يختلف عن تاريخ كثير من الدول التي تسجل تاريخها تبعا لتعاقب الأنظمة السياسية التي حكمتها، في ان تاريخ مصر تسجله حضارات تعاقبت وخلفت بعد زوالها تراثا استلمه الخلف ليضيف إليه.
وتاريخ مصر تتداخل فيه الرواية الآثارية والتأريخية مع الرواية الدينية. مابين قصة الأسر الفرعونية القديمة وما جاء في الكتب السماوية من قصص الانبياء الكرام الذين عبروا مصر وعاشوا فيها وعلاقات هؤلاء بأهلها القبط وصولا الى بداية التاريخ العربي الاسلامي الذي يعتبر التدشين الفعلي لمصر الحديثة عندما اتخذ الفاتح عمرو بن العاص من موقع القاهرة الفسطاط عاصمة لولايته.
لقد دونت الرواية الدينية تاريخ مصر ولكن باتجاه استلهام العبر والعظات وغرسها لقيم التوحيد والحق والعدل والدعوة لعبادة الله الواحد ومع بداية الحكم العربي الاسلامي بدأ تدوين تاريخ مصر يأخذ سمات التوثيق والترتيب والتفصيل تواترا عن الرواة وتسجيلا في الكتب الأولى.
ولقد حظيت مصر بتاريخ موثق بالأدلة الحسية أكثر من أي بلد آخر فنقوش الفراعنة ولغتهم الهيروغليفية التي فك رموزها شامبيليون تتضافر مع كتب الرواة العرب والمسلمين ومع الرواية الدينية التي جاءت بها الكتب السماوية وصولا إلى تسجيلات الرواة والرحالة والمكتشفين والمستشرقين الغربيين.
ومصر متحف لا تحده مساحة ولا زمان، فيه شواهد ومعالم تروي حضارات وقصص القبط والفراعنة والعائلة المقدسة واليونان والرومان والعرب المسلمين الذين استقروا منذ نحو 15 قرنا فيها وأقروا هويتها العربية الاسلامية بجذورها الحضارية المتعددة، وفيها آثار من بصمات الغزاة الذين طمعوا وعبروا ورحلوا من فرنسيين وانجليز وغيرهم.
حضاريا يمكن الاقرار بأن دولة مصر الحديثة تأسست مع بداية عهد أسرة محمد علي الكبير الذي جاء من البانيا واليا عثمانيا فاتجه بولايته نحو الاستقلال وأرسى دعائم نهضة حديثة متطلعا إلى الحضارة الأوروبية الفتية وناقلا عنها نظمها وأساليبها ومظاهرها. وقد استمر حكم هذه الأسرة إلى أن تولى المصريون زمام بلدهم في 23 يوليو 1952 ليبدأ عهد الجمهورية المصرية بتولي الرئيس الراحل جمال عبدالناصر القيادة موجها دفتها نحو تأكيد لحمتها وهويتها العربية الاسلامية ودورها الريادي في المنطقة العربية حتى وقتنا الراهن.
وخلال حكم أسرة محمد علي شهدت مصر موجتين استعماريتين قادمتين من أوروبا: الاولى هي الحملة الفرنسية التي قادها نابليون عام 1798 والتي تركت آثارا حضارية على المجتمع المصري، والثانية هي الاحتلال الانجليزي عام 1882والذي استمر حتى جلائه بعد ثورة يوليو عام 1952
تعتبر مصر واحدة من أبرز نقاط الجذب السياحي بين دول العالم نظرا لما تتمتع به من كنوز سياحية متعددة الوجوه، ومن أهمها السياحة الثقافية حيث الحضارات القديمة ماثلة للعين، وتنطق بما كانت عليه الأمم التي شيدت تلك الحضارات منذ فجر التاريخ.
والى جوار المنتج السياحي الثقافي القديم فإن تراكم عطاء تلك الحضارات اختزن في تراث انساني فريد تعبر عنه حياة المصريين المتنوعة والغنية بأنماط مميزة من الطبائع والسلوكيات والعادات جعلت من الانسان المصري نفسه، المجبول بعصارة موروثات حضارية عريقة، نقطة جذب سياحي منفرد.
ولم تبخل الطبيعة على مصر بعطائها فقد وهبها الله سبحانه وتعالى تميزا في طبيعتها يستهوي الأبصار والقلوب، ولا يكتفي الجمال والسحر بمجرد النيل وعاء أبديا يستقر فيه وإنما امتد جمال مصر ليزين ساحليها على البحرين الابيض والأحمر وليغوص عميقا في صعيدها وينتشر في صحرائها وليصنع ذلك كله العنوان الاشهر.. مصر عبقرية المكان، مصر غنية عن التعريف.. في التاريخ هي الأشهر.. فرعونيا، يونانيا، رومانيا، عربيا، اسلاميا، وفي العطاء الانساني، هي معمل ومخزن المنتوج الثقافي العربي والانساني، في الفكر والادب والسياسة، والفن، والصحافة والعمارة، لقد تفردت مصر بكثرة المناطق الجاذبة للسياحة ويترافق مع هذه المقومات الهائلة للمنتج السياحي المصري بنية اساسية متطورة وحديثة من المرافق والمنشآت ومختلف مستلزمات الخدمات السياحة الراقية من مجموعة كبيرة من افخم الفنادق العالمية الى شبكة مواصلات جوية وبرية وبحرية ونهرية متميزة والى مرافق اتصالات ومراكز ارشادات سياحية تجعل من زيارة السائح الى مصر مهما كان هدفه ومقصده زيارة مفعمة بالمتعة والاثارة والفائدة