:fleur::fleur:
كان في ((الكوفة)) رجل يظهر للناس الصلاح،ويبدي لهم الورع والتقى.....
حتى كثر الثناء عليه،واتخذه بعض الناس أمينا لهم يأتمنونه على مالهم إذا سافروا.....
ويجعلونه وصيا على أولادهم إذا أحسوا بدنو الأجل.
فأتاه رجل واستودعه مالا،ولما احتاج الرجل لماله طلبه منه فأنكره.
فمضى إلى القاضي إياس بن معاوية وشكا له الرجل،فقال للمشتكي:
أعلم صاحبك أنك تريد أن تأتيني؟
قال:لا.
فقال له:انصرف وعد إلي غدا.......
ثم أرسل إياس على الرجل المؤتمن وقال له:
لقد اجتمع لدي مال كثير لأيتام لا كافل لهم وقد رأيت أن أودعه
لديك وأن أجعلك وصيا عليهم،فهل منزلك حصين ووقتك متسع؟
فقال:نعم أيها قاضي.
فقال:تعال إلي بعد غد وأعد موضعا للمال.....
وأحضر معك حمالين يحملونه....
وفي اليوم التالي جاء الرجل المشتكي؛فقال له إياس:
انطلق إلى صاحبك واطلب منه المال،فإن أنكره فقل له:
أشكوك إلى القاضي.
فأتاه الرجل فطلب منه ماله،فامتنع عن إعطائه له وجحده.
فقال له:إذا أشكوك إلى القاضي.
فلما سمع ذلك منه دفع إليه المال،وطيب خاطره.
فرجع الرجل إلى إلياس وقال:
لقد أعطاني صاحبي حقي و جزاك الله خيرا.
ثم جاء الرجل المؤتمن إلى إياس في موعده ومعه الحمالون،فزجره
وأشهره وقال له:
بئس الرجل أنت يا عدو الله،لقد جعلت الدين مصيدة للدنيا
:fleur::allah::fleur: