الحياة هي نعمة عظيمة من الله ، هي أساس النعم التي تحتويها، وليس معنى الحياة أن يكون الإنسان يتنفس وياكل ويشرب وحسب، بل للحياة معاني كثيرة أكبر من ذلك، فلا معنى للحياة بدون عمل، لان الدنيا ليست بالجنة التي نستطيع أن نرتاح فيها دون قلق؛ لذلك وجب العمل فيها فلا حياة حقيقة لإنسانٍ كريم وهو لا يعمل، من أين يقتات معاشه؟ وكيف يتدبر أموره؟ وأيضًا لا معنى للحياة بلا قِيم، الكثير من القيم تضع لمحطات الحياة عناوين، وتضع للمواقف مسارات واضحة نسير عبرها، وسواء كانت هذه القيمة ايجابية أو سلبية ؛ فهي شيء يحرك الإنسان نحو الهدف وتحركه ليعمل من خلالها كي يصل لهدفه.و لا قيمة للحياة بلا أناسٍ حولنا يشاركونا ما نحب ونفس معتقداتنا وطموحاتنا وآمالنا وأعمالنا، فهؤلاء الأشخاص ضيفون لحياتك حيواتٍ كثيرة ، فتكبر حياتُك بهم، وتزدادن بمعرفتهم، وكذلك الأمر بالنسبة لهم، وحتى الأشخاص الذين دومًا يعارضوننا ويقفون في طريقنا، هم يقدمون دليلًا للحياة والحيوية والنشاط والعمل؛ لذلك لا حياة بدون هؤلاء أيضًا. فالحياة هي أن تستيقظ من النوم بنشاط، هي أن تبدأ يومك الجديد فتعمل، هي أن تلاقي كل أصناف الناس فأصنافٌ تحب ملاقاتهم ويكونوا في جوارك في رحلة الحياة، واصناف آخرين تصبر على تفاهاتهم وأذاهم فيكون لك الأجر العظيم، الحياة هي الإنجاز هي أن ترى بأم عينيك ثمرة عملك الذي هو أساس الحياة. الحياة هي الثقة والأمان، فلا حياة حقيقة بدونهما، بل تكون مجرد شهيق وزفير لقلبٍ لا زال ينبض، أما الحياة الحقيقية هي المليئة بالحب والثقة اللذان يمنحان الأمن والأمان، وليس شرطًا أن نجد الثقة في كل شخصٍ فهذا محال أصًلا لان هناك أشخاص عديمي الثقة نهائيًا؛ بل لو وجدت في شخص أو شخصين ويكونا مخلصين فهذا يكفي.