تمهيد وظيفي للموضوع الثالث بقلمي :

        من الكائنات الحية نذكر الإنسان الذي هو كباقي المخلوقات ، إلا أنه مُيِّز بملكة العقل الذي جعله يحلق في غيوب العلوم و المعارف ، عقَّله و نطَّقه جعله يُدرك ، يُحس ، يتساءل ، يفكر و يبحث ... مهما طال الذكر فسلوكياته لا مُنتهات . انفرد بأعظم شيء يسمح له بالتفنن في اكتساب الحِكَم و دراسة كل ما في الوجود دراسة علمية بشتى أنواعها عقلية ) حسية ( أو تجريبية مبنية على ثلاث خطوات : ملاحظة ، فرضية و تجربة . بفلعه المدبر عن قدراته تعددت العلوم و من بينها نذكر : علوم ذات صلة به أو بالأحرى تتعلق بكل الكائنات الحية و هي العلوم الدارسة للعضوية و المسماة بالعلوم الحية . إذ هذه الأخيرة حركت أمخاخ العلماء و الباحثين و أثارت وسطهم بلبلة علمية حول كيفية دراستها و الطريقة التي تؤمن سلامتها  عند التعامل معها و هذا كله لشدة صعوبتها و تعقيدها . بعد جهد جهيد تعيَّن عند البعض منهم إدخال و إخضاع المنهج التجريبي عليها ، و من بين الذين تعيَّن عندهم نجد صاحب النص * فرانسو جاكوب * الفيلسوف الفرنسي الذي فندَّ هذه الدراسة و اتبع هذا التطبيق . لهذا نتساءل : فيما يكمن التعقيد في العلوم الحية ؟ و هل يمكن دراستها دراسة تجريبية ؟ و ما هي السبل التي تيسر دراستها دون إتلاف و عرقلة نشاطها ؟