سرنا ما نقرأه بين الحين والآخر من دخول هذا الغربيّ أو ذاك في دين الله، ولكن نسبة هامة من هؤلاء لا يدخلون في الإسلام اقتناعا به؛ وإنما يدخلون فيه لمأرب من المآرب ويعتنقونه لغرض من الأغراض، وإلى هذا المعنى يشير حديث من لا ينطق عن الهوى -عليه الصلاة والسلام- القائل: "إنما الأعمال بالنيّات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوه فهجرته إلى الله، ومن كانت هجرته لدنيا يُصيبُها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه".وقد تتبّعت قصة هذا المجرم الفرنسي "جان ميشال باروش" الذي فعل ما فعل في "أعراض" الأبكار والثّيّبات من "المسلمات" في عنابة، بعد ما تستّر لذلك بـ"اعتناق" الإسلام، ومما زاد في النفس ألما وحسرة أن بعض أراذلنا وحثالتنا ساعدوه في ذلك، ومنهم مسؤولون.. وما أحقر النفوس عندما تستعبدها الشّهوات، ويستحوذ عليها الطمع. ولو كان لي بهم قوة لأذقتهم ألوانا من العذاب لكي يعتبر أمثالهم الأنذال.. فهؤلاء الذين يزّوجون بناتهم من الأوروبيين الذين "يزعمون أنهم أسلموا وجوههم لله"؛ إنما يفعلون ذلك طمعا في
معدودات، ولكن بعض المسلمين يرفضون -أو يتشدّدون- تزويج بناتهم لهؤلاء الأوروبيين الذين يظهرون الإسلام، ولو كان أكثرهم صادقين في دعوى إسلامهم لتزوجوا أوروبيات وأقنعوهن بالإسلام ليدخلن فيه، فنربح أسرة غربية مسلمة.
عندما كنت في مسجد باريس جاءتني فتاة جزائرية أصلها من تيزي وزو، ولكنها وُلدت في فرنسا، ولكن أبويها - وإن كانا غير متعلّمين - نشّآها على الإسلام، ولهذا لم تفتنها باريس، فهي محافظة على لباسها الشرعي، وتتردد على مسجد باريس، وهي -كما قالت- متخرجة في كلية الصيدلة.
أخبرتني هذه الفتاة أنها تعرفت على شاب فرنسي، يعمل مهندسا في شركة السكك الحديدية، وقد أعلن إسلامه، وقد اتفقنا على الزواج ولكن والدي يرفض ذلك، وطلبت مني أن "أقنعه" لكي يوافق على زواجها من ذلك الفرنسي المسلم (؟).
عرّفتني على والدها، -عمّي أرزقي، كما كنا نناديه، لأنه ممن يترددون على المسجد- اتصلت بـ"عمي ارزقي"، ومهّدت له تمهيدا، ورحت أدور في حديثي معه حول أن الإسلام يجعل المسلمين إخوة، بصرف النظر عن أعراقهم، وألوانهم، وطبقاتهم.. وكان عمي أرزقي يهزّ رأسه موافقة وإعجابا.
ثم قلت له: عمي أرزقي، لقد توسّلت بي ابنتك لتسمح لها وتبارك زواجها من ذلك الفرنسي.
[rtl]هنا، انتفض عمي أرزقي، كمن مسّته شرارة كهربائية، واحمرّ وجهه، وجحظت عيناه، وقال: "أجميع ليمان - الأيمان - ما يدّيها، وذا سلم راه سلّك روحو من جهنّم، ماشي باش يتزوّج بنتي".. وودّعني.. وصار يحييني ببرودة، ولا يطيل معي الحديث.. ولا أعلم - بعدما عدت إلى الجزائر - إلى ما آل إليه الأمر. وتحية إلى عمي أرزقي إن كان مايزال يدبّ على هذه الأرض، ورحمة الله عليه إن كان قد غادر الفانية والتحق بالباقية.[/rtl]
[rtl]http://www.echoroukonline.com/ara/articles/210399.html
[/rtl]