هي كبرى مدن الجنوب الغربي التونسي وفيها يقع مقر ولاية قفصة
يبلغ عدد سكان بلدية المدينة حوالي 90،000 نسمة
شهدت المدينة سنتي 1942 - 1943 أثناء الحرب العالمية الثانية عدة عمليات قصف
تسببت في إحداث دمار جزء من القصبة.
في يناير 1980 شهدت المدينة حركة مسلحة
قام بها كوموندوس مناوئ لحكم الرئيس الحبيب بورقيبة
يرتكز النشاط الاقتصادي في قفصة أساسا على استخراج الفوسفاط
تبث من المدينة إذاعة قفصة التي تغطي كامل الجنوب الغربي
ويوجد في المدينة مطار قفصة قصر الدولي
والمدينة مقر لنادي القوافل الرياضية بقفصة التي تنشط في الرابطة التونسية المحترفة لكرة القدم
ومن أشهر رموزها جبل عرباطة ومحمية عرباطة
الفترة العربية الإسلامية
أما الفتح الإسلامي فقد تم نهائيا سنة 79 هـ الموافق لـ 698 م على يد القائد العربي حسان ابن النعمان وقد كانت قفصة عاصمة لإقليم شاسع يعتبر ثالث إقليم في إفريقية وبدخول الهلاليين المنقطة وفقدان الحكم المركزي للدولة الزيرية السيطرة على البلاد التي آلت إلى دويلات كانت قفصة عاصمة لإحداها وهي دولة بني الرند التي عمرت قرنا كاملا (445 - 545 هـ ) وانتهت بقيام الدولة الموحدية بالمغرب. وهزمت قفصة سنة 583 هـ على يد المنصور الموحدي نتيجة عصيانها لدولة الموحدين.
وقد حافظت المدينة على أهميتها خلال العصر الوسيط ضمن شبكة الطرقات الرابطة بين المشرق والمغرب وبلاد السودان عبر عنها الادريسي بقوله : «مدينة قفصة مركز، والبلاد بها دائرة». وفي العهد الاغلبي شيّد بمدينة قفصة خلال القرن التاسع ميلادي الجامع الكبير الذي مازال شامخا بصحنه المحاط بأروقة من الجهات الاربعة وقاعة صلاة تقوم على أعمدة وتيجان قديمة. كما ذكرت بعض المصادر ان مدينة قفصة كانت محاطة بأكثر مائة قصر تعرف بقصور قفصة، وتوفر شتى انواع الفواكه وخاصة الفستق الذي يصدّر إلى سائر مدن أفريقية ومصر والاندلس وسلجماسة
قفصة في الفترة الحديثة
في 1551 م حوصرت من قبل خير الدين بربروس وقاومت إلى أن أخضعت سنة 1556 بعد مقاومة شديدة .وقد حافظت على بعض مجدها اذ ظلت المركز الذي يقيم فيه الوالي التركي وفرقة من الجيش العثماني،أوأيضا في العهد العثماني قد سعت الدولة بالأساس إلى جمع الجباية فأسكنت عديد العائلات التركية بقفصة كما تولى قيادتها خلال العهد الحسيني قادة من أعيانها . خلال الصراع العالمي في الحرب العالمية الثانية 1942 – 1943 واجهت المدينة عدة هجمات ألمانية نازية وقد مر جزء من القصبة التابعة لها اليوم هي ولاية في الجنوب الغربي تقع أسفل السباسب والصحراء بين خطي 34° 25' 30" شمالا و 8° 47' 3" شرقا تحاط بـ5 ولايات وتعتبر أكثر المدن قدما في البلاد تعد اليوم أكثر من 100 ألف نسمة حسب التعداد الأخير سنة 2004 بينما يتراوح معدل ارتفاعها 297 م .نمت المدينة بع اكتشاف واستغلال الفسفاط في ربوعها بعد 1886 كما تخصصت في في الصناعات التقليدية خاصة صناعة الزربية والاثاث التقليدي وهي تقترب من الشمال في طبيعتها الصناعية والى الجنوب بواحاتها . خلال الحقبة الإستعمارية التي إمتدت من 1881 إلى 1956 خضعت المنطقة إلى الحكم العسكري المباشر وقد جسدت من خلالها نموذجا للنضال الوطني المتنوع في أشكاله بما فيها المسلحة حيث إندلعت شرارة المقاومة من جبالها الممتدة كما عاضدت المقاومة الجزائرية . مثلت خلال تلك الفترة مجلا إستراتيجيا هاما بإعتبارها إحدى أهم البوابات التي تفتح على التراب الجزائري كما كانت أيضا مجالا إقتصاديا جاذبا لما تحتويه من ثروات فسفاطية هامة خاصة بعد إكتشاف الفسفاط من قبل فيليب توماس منذ 1885 والشروع في إستغلاله تدريجيا مع فتح العديد من المناجم المتتابعة : المتلوي - الرديف - أم العرائس ... مما جعل المنطقة أهم المناطق المصدرة لهذه المادة الحيوية نحو كافة أنحاء العالم
الاقتصاد في قفصة
تطورت مدينة قفصة بفضل استغلال مناجم الفوسفاط الذي اكتشف سنة 1886 والتي تعتبر من أهم المناجم في العالم و يتم سنويا استخراج أكثر من 7.5 مليون طن من الفوسفاط من هذه المناجم, مما يجعل من تونس رابع منتج للفسفاط في العالم, كما تمكنت تونس بفضل عائدات الفوسفاط من تشييد مركب رياضي بتونس العاصمة احتضن فعاليات الألعاب المتوسطية لسنة 1967. كانت قفصة تملك شبكة خاصة من خطوط سكك الحديد إلى حدود الثمانينات.
تخصصت قفصة في الصناعات الحرفية التقليدية للسجاد البربري أو المرقوم منذ القديم وقد قام الفنان المعروف حميدة وحادة سنة 1958 ببعث صناعة للسجاد معتمدا على خصائص النقوش البربرية. ويعتبر وحادة أول من من بعث صناعة للنسيج في تونس.
تعاني مدينة قفصة من تأخر على مستوى البنية التحتية بسبب سياسة حكومة الحبيب بورقيبة المتمثلة في محاباة جهة الساحل على غيرها حيث أنه لم يتم بعث سوى أربع مؤسسات بقفصة بين سنة 1957 و سنة 1987 وهي مؤسسات صغيرة وخاصة تمتلكها عائلات من قفصة وتربط بين المدينة وبين مناجم المظيلة, الرديف, صهيب وأم العرائس.وللمحافظة على ممتلكاتهم وفي محاولة للهروب من تأثير سياسة التأميم قامت هذه العائلات بجمع هذه المؤسسات في مؤسسة تعاونية واحدة للنقل أصبحت تعرف فيما بعد بشركة قوافل قفصة حيث أن الادارة السليمة لهذه الشركة مكنتهم من تحقيق الأرباح
السياحة
من المعالم السياحية الخاصة بمدينة قفصة
البرج : تم تأسيسه سنة 1434 من قبل ابي عبد الله محمد الحفصي على جدران عتيقة لمعلم بيزنطي
وقد تم ترميمه واصلاحه سنة 1663 وكذلك القرن التاسع عشر ولكن سنة 1943
تعرضت بعض اجزائه للإتلاف وذلك أثناء الحرب العالمية الثانية.
ويتم استغلاله في الوقت الحاضر كمسرح للهواء الطلق ويحتضن كل صائفة المهرجان الوطني للبرج.
الاحواض الرومانية : وهي عبارة عن حوضين تحيط بهما جدران عالية مبنية بحجارة كبيرة الحجم
يعود تاريخ تشييدها إلى العصر الروماني (بداية القرن الثاني)
يتم تمويلها بمنابع طبيعية وتستعمل مياهها لري الواحة.
الرمادية : ويطلق عليها أيضا اسم «كدية السودة»
وهي عبارة عن هضبة مغطاة باحجار مشعة تمثل بقايا لأغلفة الحلزون
إلى جانب احجار كبيرة الحجم من نوع سيلاكس وتشكل اطار عيش الإنسان الكبصي قبل 8000 عام.
المتحف الاثري : ويحتوي على جزءين : جزء «ما قبل التاريخ»
ويتضمن ادوات واسلحة من صنع الإنسان الكبصي قبل 8000 عام
وجزء «روماني» ويحتوي خاصة على لوحات فسيفسائية تم العثور عليها بمنطقة الطلح (معتمدية بلخير).
جبل ميدة : ويقع بالمنطقة الغربية لوسط المدينة على يسار الطريق المتجه إلى مدينة توزر.
وهو عبارة عن هضبة يمكن من خلالها مشاهدة المنظر الرائع للواحة والمدينة .
الواحات : وفيها كانت تتركز الكثافة السكانية الحضرية منذ عصور ما قبل التاريخ
وتتكون من واحات قفصة التي تمسح 1400 هكتار وواحات «القصر»
وتمسح 600 هكتار وواحة «لالة» وتمسح 700 هكتار.
وهي عبارة عن حدائق مغروسة بالاشجار المثمرة (المشمش، الرمان) واشجار النخيل إلى جانب زراعة الخضراوات (فول، بصل، ثوم).
ونظرا لحرارة الطقس في فصل الصيف ولقلة الموارد المائية فإن النخيل لم يشكل موردا أساسيا يمكن الاعتماد عليه
باستثناء واحة منطقة القطار (450 هكتارا) والتي تعود إلى القرن السابع عشر
وتشكل المساحة المستغلة في غراسة الزياتين امتدادا للواحة وتستعمل أيضا لزراعة الحبوب والبقول الجافة
التي تمثل ثروة أساسية بالمنطقة
حديقة عرباطة : تمسح 260 هكتارا وتتكون من جزءين : جزء أول توجد به حديقة للحيوانات
تحتوي على العديد من أنواع الطيور والحيوانات الصحراوية.
وجزء ثان يشكل احتياطيا مساحته 220 هكتارا 90 هكتارا
تمتد فيها اشجار الكلتوس إلى جانب محمية تعيش فيها الغزلان والنعام
دار لونقو وهي التي تعتبر من المباني العتيقة لإحدى العائلات القفصية العريقة
تم تأسيسها في بداية القرن التاسع عشر ميلادي
كما تم ترميمها مؤخرا وتشكل انموذجا للمعمار التقليدي لمدينة قفصة